قادة الأعمال بالشرق الأوسط يتوقعون تحسن نسب النمو في 2023
12:15 - 25 يناير 2023توقع حوالي ثلثي قادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط حدوث تحسن في نسب النمو هذا العام، وفقًا لنتائج الاستطلاع الأخير من بي دبليو سي والذي شمل 4400 رئيس تنفيذي في 64 دولة.
غير أن الاستطلاع أظهر وجهة نظر متشائمة بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي حيث يتوقع 73 بالمئة من الرؤساء التنفيذيين العالميين و 82 بالمئة من الرؤساء التنفيذيين الإقليميين انخفاضًا في النمو العالمي خلال الـ 12 شهرًا القادمة. بينما يثق 21 بالمئة فقط من الرؤساء التنفيذيين في أمريكا الشمالية و 18 بالمئة من الرؤساء التنفيذيين الأوروبيين في نمو الإيرادات في أسواقهم.
ويتناقض هذا بشكل حاد مع الصورة في الشرق الأوسط حيث يثق 63 بالمئة من الرؤساء التنفيذيين في المنطقة من نمو عائدات شركاتهم خلال الأشهر الاثني عشر القادمة، بينما يثق 71 بالمئة من كبار المديرين التنفيذيين في توقعاتهم للنمو خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وفي تعليق على نتائج الاستطلاع لهذا العام، قال هاني أشقر، الشريك المسؤول في بي دبليو سي الشرق الأوسط: "أوضح استطلاعنا خلال العام الماضي تفاؤل الرؤساء التنفيذيون في المنطقة بشأن آفاقهم الاقتصادية على المدى القريب. أما اليوم، لا شك أن تقلبات الاقتصاد الكلي والتوترات الجيوسياسية تؤثر على ثقة الرؤساء التنفيذيين العالميين خلال العام المقبل. ومع ذلك، فإن آراء قادة الشرق الأوسط في استطلاعنا السنوي السادس والعشرين للرؤساء التنفيذيين ترسم صورة مشجعة للعام 2023، حيث يتوقع ما يقرب من 61 بالمئة من الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط تحسن النمو الاقتصادي الإقليمي في عام 2023".
ويضيف: "كما يوضح استطلاعنا النقاط الرئيسية حول كيفية تحرك الرؤساء التنفيذيين في المنطقة قدمًا لحماية مؤسساتهم في المستقبل والبقاء في صدارة التحديات طويلة الأجل".
تعزيز الأعمال
أظهر الاستطلاع أن الرؤساء التنفيذيون في الشرق الأوسط يستعدون لفترة مقبلة أكثر نشاطًا وازدهارًا حيث يقوم 58 بالمئة من الرؤساء التنفيذيين بالفعل بتحويل وتعزيز أعمالهم.
فعلى عكس نظرائهم العالميين، لا يؤجل قادة الأعمال في المنطقة الصفقات (76 بالمئة مقابل 60 بالمئة عالميًا) أو التراجع عن الاستثمارات (58 بالمئة مقابل 40 بالمئة عالميًا)، بحسب المسح.
كما يركّز قادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط على بناء الكفاءات وتعزيز مرونة سلاسل التوريد وقدرتها على التكيّف، وكفاءة التكاليف، وينظر أكثر من 70 بالمئة منهم في رفع الأسعار، ويسعى 84 بالمئة منهم لخفض التكاليف التشغيلية.
الاستثمار في الرقمنة والمواهب
كما وجد الاستطلاع أن ثلثي الرؤساء التنفيذيين في المنطقة ينظرون إلى الطفرة التكنولوجية باعتبارها مسالة رئيسية ستؤثر على إيرادات أعمالهم خلال العقد المقبل، مقارنةً بـ أقل من نصف الرؤساء التنفيذيين العالميين.
وأشار إلى أن كبار المديرين التنفيذيين في الشرق الأوسط يتوقعون أن تكون التكنولوجيا ميزة بارزة في خططهم حيث يتوقع أكثر من أربعة من كل خمسة رؤساء تنفيذيين في المنطقة الاستثمار في عمليات وأنظمة الأتمتة خلال العام 2023، كما يتوقع 66 بالمئة امتداد واستخدام التقنيات السحابية والذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة الأخرى في العمليات.
ويظل جذب المواهب والاحتفاظ بها محط تركيز رئيسي، حيث يتوقع 74 بالمئة من الرؤساء التنفيذيين في المنطقة الاستثمار في إعادة تشكيل قوتهم العاملة، إلى جانب تخطيط 84 بالمئة من القادة في المنطقة لعدم خفض تعويضات الموظفين.
التخفيف من وطأة مخاطر تغيّر المناخ
أظهر المسح أن المنطقة تؤكد، على مدى الأشهر الاثني عشر الماضية، التزامها بشكل كبير بمعالجة مخاطر التغير المناخي مع تعهدات الحكومة والقطاع الخاص للالتزام بالأهداف الوطنية لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ويُعزى جزء من هذا الزخم بلا شكّ مؤتمر الأطراف (COP27) التي انعُقد في مصر ومؤتمر الأطراف (COP28) المرتقب انعقاده هذا العام في دولة الإمارات.
وقد نتج عن هذا الاتجاه الجديد للاستدامة أن يتخذ ما يقرب من 50 بالمئة من الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط خطوات للتخفيف من مخاطر التغير المناخي أو ابتكار منتجات وعمليات جديدة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
ومن جهته، علّق ستيفن أندرسون، الشريك المسؤول في قسم الاستراتيجية والأسواق في بي دبليو سي الشرق الأوسط قائلًا: "يوضح استطلاعنا لآراء الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط لهذا العام أن قادة الأعمال في الشرق الأوسط يوازنون بين الثقة في آفاق النمو وتحديات تحويل أعمالهم لضمان المرونة في مواجهة التقلبات العالمية والمخاوف المتعلقة باستمرار التحديات على المدى الطويل. كما يعمل الرؤساء التنفيذيون على تحقيق طموحات التحول الرقمي من خلال المزيد من الاستثمار ومع استمرار أجندة المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في لعب دور مهم واستراتيجي في إعادة تصور مستقبل مستدام لمنطقتنا. كما يتضح من استطلاعنا الأخير أن القصة قد انتقلت من الحديث والتفكير إلى العمل عندما يتعلق الأمر بمخاطر التغير المناخي".