زيارة بلينكن المرتقبة إلى الصين.. ما دلالتها في هذا التوقيت؟
22:57 - 21 يناير 2023كشفت تقارير غربية عن زيارة منتظرة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الصين، مطلع فبراير المقبل؛ في إشارة إلى تخفيف مستوى التوتر بين القوتين المتنافستين بعد محادثات بين رئيسيهما في العاصمة الإندونيسية بالي، في نوفمبر من العام الماضي.
وقالت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية، هالة غريط، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "هذه الرحلة كان قد أعلن عنها الرئيس جو بايدن بعد اجتماعه بنظره الصيني شي جين بينغ في بالي، ووزارة الخارجية تعمل الآن على التحضير لها".
وبشأن تفاصيل مباحثات أنتوني بلينكن في بكين، أوضحت غريط أن "الرحلة تبني مبدئيا على المناقشات التي دارت بين بايدن وشي بشأن الملفات المختلفة، وتهدف إلى إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع الصين".
وأضافت: "سيتم الإعلان عن مزيد من التفاصيل حول هذه الرحلة في الوقت المناسب".
وستكون زيارة بلينكن الأولى لوزير خارجية أميركي إلى الصين منذ أكتوبر 2018، عندما التقى الوزير السابق مايك بومبيو، نظيره الصيني وانغ يي في بكين.
وتأتي تلك الاجتماعات رفيعة المستوى وسط استمرار توتر العلاقات بين بكين وواشنطن، والتي تصاعدت بشكل كبير بعد زيارة رئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي، إلى تايوان العام الماضي.
اختبار لعلاقة واشنطن وبكين
وقال دبلوماسيون مقيمون في واشنطن على دراية بخطط سفر بلينكن، لصحيفة "بوليتيكو"، إن الأخير سيلتقي في بكين مع وزير الخارجية الصيني تشين جانغ يومي 5 و6 فبراير.
وأوضحت الصحيفة أن تلك الزيارة "تعد اختبارا لمعرفة ما إذا كان اجتماع بايدن وشي قد مهد الطريق لمزيد من العلاقات المثمرة بين البلدين، في وقت أصبحت فيه العلاقة أكثر توترا بشأن قضايا تايوان والسياسة التجارية ومخاوف واشنطن بشأن سجل بكين في مجال حقوق الإنسان.
ومن المرجح أيضا أن يطالب بلينكن برفع تعليق الاتصالات الثنائية رفيعة المستوى، بما في ذلك التعاون في مكافحة المخدرات والمناقشات العسكرية، بعدما أقدمت بكين على ذلك في أغسطس الماضي، ردا على زيارة بيلوسي لتايوان.
وخلال الشهر الماضي، أجرى وفد من كبار المسؤولين الأميركيين، بقيادة مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا، دانيال كريتنبرينك، ومديرة مجلس الأمن القومي للصين وتايوان، لورا روزنبرغر، محادثات مع نائب وزير الخارجية الصيني شيه فينغ في مدينة لانغفانغ المجاورة لبكين، بهدف مناقشة زيارة بلينكن.
وقال وزير الخارجية الأميركي خلال تواجده في معهد جامعة شيكاغو للسياسة، إن هناك "انخفاضا في التوتر مع الصين"، لكنه عبّر مجددا عن "قلقه" حيال تايوان.
ورأت نائبة مساعد وزير الخارجية السابقة، سوزان شيرك، أن زيارة بلينكن إلى بكين "ستوضح ما إذا كان الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، الذي أجرى مؤخرا تحولا براغماتيا مفاجئا في السياسات المتعلقة بوباء كورونا، مستعدا لجعل سياساته الخارجية والمحلية الأخرى معتدلة، لتقليل التكاليف الناجمة عنها في الصين".
من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية، وانغ وين بين، إن بلاده والولايات المتحدة "على اتصال بشأن برنامج الرحلة المحدد".
وأضاف: "نأمل أن تسير الولايات المتحدة مع الصين في نفس الاتجاه، وأن تنفذ التوافق الذي توصل إليه قادة بلدينا على وجه التحديد، حتى تتمكن العلاقات بين بلدينا من استئناف مسار التنمية الصحي والمستقر".