الصراع الروسي- الأوكراني.. ماذا يقول التاريخ؟
23:52 - 09 يناير 2023أثار فشل أول هدنة مُعلنة منذ انطلاق الحرب في أوكرانيا، توقعات بانهيار الحل السياسي، في ظل تمسك موسكو وكييف بمبدأ "الأرض أولا"، وتساؤلات بشأن ما إن كان هذا المبدأ يعمل طوال التاريخ لصالح روسيا أم أوكرانيا.
أصرّت أوكرانيا على رفض الهدنة التي أعلنتها روسيا لمدة 36 ساعة (من الجمعة حتى مساء السبت)، متمسكة بأن "الأرض أولا"، أي خروج القوات الروسية من الأراضي التي قامت بضمها بعد إطلاق موسكو لعمليتها العسكرية الخاصة في فبراير الماضي.
وعلى الجانب الآخر، تصرّ روسيا على أنه لا سلام إلا بقبول كييف بانضمام تلك الأراضي (شبه جزيرة القرم وزابوروجيا ودونيتسك ولوغانسك وخيرسون) إلى روسيا.
محطات تاريخية
- بالعودة لتاريخ الصراعات بين البلدين، يتبين أنها كانت تحسم لصالح روسيا التي تعدّ أوكرانيا امتدادها الجغرافي:
- بدأت التوترات بين روسيا وأوكرانيا من العصور الوسطى.
- كان البلدان الحاليان يخضعان للدولة السلافية الشرقية المسماة كييف روس.
- أصبحت روسيا إمبراطورية، بينما لم ينجح سكان أوكرانيا في بناء دولتهم.
- في القرن 17 أصبحت الأراضي الشاسعة من أوكرانيا جزءا من روسيا.
- سقطت الإمبراطورية الروسية في 1917 واستقلت أوكرانيا.
- بعد فترة وجيزة، قامت روسيا السوفييتية بضمها عسكريا مجددا.
- بعد تفكيك الاتحاد السوفييتي عام 1991، أرادت روسيا تأمين عمقها الاستراتيجي من أوكرانيا خاصة مع وجود اتجاه لدى بعض الأوكرانيين في التقرب للغرب.
- في هذا الاتجاه، اهتمت روسيا بدعم نظام حاكم في أوكرانيا يكون صديقا لموسكو.
- في عام 1997، اعترفت روسيا بحدود أوكرانيا لأول مرة.
- في بداية الألفية الثانية، توترت العلاقات مجددا بسبب تقرب أوكرانيا من الغرب.
- ظهرت تيارات تدعو لضم أوكرانيا لروسيا باعتبارها جزءا من الإمبراطورية الروسية السابقة، وهو ما أزعج كييف التي طلبت حماية الغرب.
- في عام 2003، بدأت روسيا بشكل مفاجئ بناء سد في مضيق كريتش باتجاه جزيرة "كوسا توسلا" الأوكرانية، وهو ما اعتبرته كييف محاولة لإعادة ترسيم الحدود.
- أثناء الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا 2004، دعمت روسيا المرشح المقرب منها، فيكتور يانوكوفيتش، إلا أن الفوز كان من نصيب فيكتور يوشتشينكو المقرّب من الغرب.
- في 2008، حاول الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، ضم أوكرانيا لحلف "الناتو"، لكن تهديد روسيا باجتياح أوكرانيا أوقف خططه.
- في 2013، وقّعت أوكرانيا اتفاقية تعاون مع أوروبا، فهددت روسيا مرة أخرى باجتياحها.
- ألغت الحكومة الأوكرانية الاتفاقية، لكن احتجاجات ضخمة أطاحت بالرئيس الأوكراني.
- استلغت روسيا الأمر واجتاحت القرم، وضمتها باستفتاء.
الكلمة الأخيرة لمَن؟
علق الخبير في العلاقات الدولية جاسر مطر، على هذا الخط البياني غير الثابت للعلاقات، بأن روسيا تعدّ أوكرانيا جزءا من أراضيها، وأنها أُجبرت على التنازل عنها بتفكيك الاتحاد السوفييتي.
وقال مطر: "طوال قرون لم تشهد علاقات البلدين انفصالا كبيرا مثل الذي حدث منذ سقوط الاتحاد السوفييتي. الغرب يستشعر منذ تفكيك الاتحاد السوفييتي نوايا موسكو التوسعية، وحاول السيطرة على الدول المحيطة بها ليُحجم تمددها الجغرافي".
وأضاف: "الغرب فشل في إخضاع بيلاروسيا، لكنه وجد في أوكرانيا بيئة ممهدة لجعلها خنجرا في عنق روسيا".
وتابع: "من وقتها وروسيا تلوّح بالخيار العسكري، وكادت أن تشتعل حربا في 2008 عندما أراد بوش ضم أوكرانيا للناتو".
واختتم مطر حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" قائلا: "الغلبة كانت لروسيا في أغلب صراعات الجانبين، بدليل أن العالم لم يستطع إجبارها على ترك القرم بعد احتلالها 2014، وكان تغيير الحدود أمرا مقتصرا على روسيا فقط. فعليا روسيا لديها كل الأدوات لإخضاع أوكرانيا".