اليورو في 2023... استعادة للزخم أم مزيد من التراجع؟
16:05 - 03 يناير 2023عام صاخب عاشته العملة الأوروبية الموحدة في 2022، عندما عانت من ضغوط كبيرة جعلتها تنخفض إلى ما دون مستوى التكافؤ مع الدولار الأميركي للمرة الأولى منذ عقدين، مسجلة 0.9569 يورو للدولار.
ولكن اليورو استطاع أن يوقف مساره الهابط ليستعيد بعضاً من قوته في الشهر الأخير من 2022، وليتلقى جرعة دعم كبيرة في اليوم الأول من 2023 مع انضمام كرواتيا إلى "العملة الموحدة" وتخليها عن عملتها المحلية "الكونا" ما يثبت استمرارية جاذبية اليورو كعملة تجلب الاستقرار وذلك بحسب رئيسة البنك المركزي الأوروبي.
أهم عوامل انخفاض اليورو
ويقول دانيال ملحم في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إنه إذا راجعنا الأسباب التي أدت إلى انخفاض اليورو في 2022، يمكننا تكوين لمحة عن اتجاهه 2023، مشيراً إلى أن أهم العوامل التي أدت إلى انخفاض اليورو في العام الماضي، كان الحديث عن الركود الحاد في دول الاتحاد الأوروبي، وسياسة رفع الفائدة في الولايات المتحدة الأميركية التي أحدثت فارقاً مقارنة بأسعار الفائدة الأوروبية، ما لعب دوراً لصالح الدولار، إضافة إلى تفضيل المستثمرين للدولار الأميركي والسندات الخزينة الأميركية في زمن الركود.
وبحسب ملحم فإنه في الشهر الأخير من 2022، بدأ اليورو يسترد عافيته بدعم من اتجاه المركزي الأميركي لإبطاء وتيرة رفع الفوائد، في المقابل ألمح المركزي الأوروبي إلى اتجاهه لرفع الفائدة بمستوى أعلى مما كان متوقعاً، وهذا ما دفع المستثمرين للعودة إلى الاستثمارات الجاذبة ألا وهي اليورو.
استعادة الزخم
ويرى ملحم أن المؤشرات الاقتصادية الأولية أظهرت أن الركود لن يكون قوياً في أوروبا، إنما قد يكون ركوداً تقنياً مع معطيات تشير إلى احتمال ألا تواجه اوروبا ركوداً إلا إذا حصل أمرٌ خارج المعطيات الحالية، وبالتالي فإن التوقعات هي أن يستعيد اليورو زخمه وعافيته في 2023 ليتراوح بين 1.05 و1.10 يورو للدولار.
ثقة في منطقة اليورو
من جهته، يقول المستشار المالي والمصرفي غسان شماس في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن اعتماد كرواتيا للعملة الموحدة سيعطي ثقة بمنطقة اليورو، لناحية تأكيد عدم وجود تفكك في الاتحاد الأوروبي، إذ راهن البعض في السابق وبعد الهزة التي تعرض لها الاتحاد إثر انسحاب بريطانيا منه على أن سبحة الانسحابات ستكرّ، إلا أن العكس حصل اليوم وهذا عامل ثقة.
ولفت شماس إلى أن كرواتيا دولة صغيرة بعدد سكان يصل إلى 3.9 مليون نسمة وهي كانت تتعامل باليورو كعملة ثانية منذ أكثر من 15 و20 سنة، وبالتالي فإن اعتمادها اليورو كعملة أولى لن يكون له تأثير اقتصادي على منطقة اليورو، في حين أن التأثير الإيجابي سيكون على كرواتيا نفسها نظراً للاستقرار الذي يخلقه التعامل بالعملة الأوروبية الموحدة.
هبوط العملات وارتفاعها.. كيف يؤثر علينا؟
تساوي السعر بين اليورو والدولار
وأكد شماس أنه لا يمكن لليورو أن يكون بمثابة الدولار الأميركي الذي يهيمن على معظم مدفوعات التجارة العالمية حالياً، متوقعاً أن يستمر التضخم الذي تبلغ نسبته نحو 10 في المئة في أوروبا بالضغط على اليورو في 2023 ليتساوى سعره مع الدولار الأميركي.