دارفور.. اتساع رقعة التوتر ومخاوف من “فراغ أمني"
13:59 - 30 ديسمبر 2022سقط، يوم الخميس، 9 قتلى في مدينة زالنجي بولاية جنوب دارفور بغرب السودان، ليرتفع عدد ضحايا التوترات الأمنية العنيفة التي تجددت في الولاية قبل ثلاثة أيام إلى 21 قتيلا وأكثر من 50 جريحا، وسط اتهامات بوجود فراغ أمني كبير في عدد من مناطق دارفور.
وتزامنا مع التدهور المتسارع للأوضاع الأمنية في دارفور، شدد محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة على ضرورة تفعيل دور الشرطة والأجهزة الامنية، في ظل اتهامات متزايدة بفشل اتفاق السلام الموقع في أكتوبر 2020 في وقف نزيف الدم في إقليم دارفور الذي شهد واحدة من أعنف وأطول الحروب الأهلية التي أدت إلى قتل وتشريد الملايين من السكان منذ اندلاع الحرب في 2003.
ووصف دقلو لدى وصوله إلى مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور الخميس ما جرى خلال الأيام الماضية بـ "الحدث الكبير"؛ متعهدا بـ" إجراء تحقيق شفاف ومطاردة ومحاسبة المجرمين".
وقالت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور في بيان إن عمليات قتل ونهب وحرق واسعة ارتكبت في مناطق سكنية وزراعية في عدد من مناطق جنوب دارفور، مشيرة إلى أن سلطات الولاية لم تشرع في اتخاذ إجراءات فعالة وعملية إلا بعد ساعتين من وقوع الحادث.
وعزا الصادق علي حسن رئيس هيئة أمناء محامي دارفور استمرار أعمال القتل في دارفور إلى غياب المحاسبة، وقال لموقع سكاي نيوز عربية "إذا كان هنالك وجود فعلي للأجهزة الأمنية والعدلية لما وقعت مثل هذه الأحداث".
وطالبت الأمم المتحدة الأربعاء بمحاسبة مرتكبي أعمال القتل الأخيرة في الإقليم، وسط تقارير عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وحرق ونهب عشرات القرى، واقتياد العشرات من السكان إلى أماكن غير معلومة. ودعت البعثة الأممية الخاصة في السودان لمعالجة جذرية لكل أسباب العنف في جميع أنحاء السودان، وحثت السلطات السودانية على اتخاذ تدابير أقوى لحماية المدنيين؛ والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.
وقال حسين رجال المتحدث باسم منسقية النازحين لموقع سكاي نيوز عربية إن سكان القرى التي تعرضت للهجوم يواجهون اوضاعا أمنية وإنسانية صعبة للغاية في ظل استمرار الهجمات واعمال الحرق والنهب. كما تواجه الفرق الطبية صعوبات كبيرة للوصول إلى الجرحى حيث اغلقت القوات التي نفذت الهجوم جميع الطرق المؤدية إلى تلك القرى التي يبعد بعضها نحو 20 كيلومترا من مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
وعلى الرغم من اتفاق السلام الموقع بين الحكومة السودانية وعدد من الحركات المسلحة بهدف وقف الحرب التي اندلعت في العام 2003، إلا أن الأوضاع الإنسانية والمعيشية تدهورت بشكل أكبر في مناطق الحرب خلال العام الأخير. ومنذ أكتوبر 2021 تكررت أعمال العنف في دارفور أكثر من 5 مرات وأدت إلى مقتل أكثر من ألف شخص بينهم نساء وأطفال وحرق قرى بكاملها.