هل ستعود أسعار الذهب الى مستويات 2000 دولار؟
15:56 - 19 ديسمبر 2022صدرت تقارير عديدة في الفترة الأخيرة، تتوقع أن تسجل أسعار الذهب مستويات قياسية جديدة في المرحلة المقبلة، فهل سيحصل ذلك فعلا، وما هي العوامل التي ممكن أن تدعم هذا الصعود.
تاريخيا، يلعب التضخم دورا كبيرا في أسعار الذهب، وكان له تأثير مهم، ودائما ما يأخذ في الاعتبار هذا التأثير، في أي حركة كبيرة من الذهب، ونعني بذلك الانتقال من منطقة إلى أخرى.
في المقابل هناك تصريحات لبعض بيوت المال العالمية، بأن معدلات التضخم وصلت إلى مستويات قريبة من القمة، وفي الربع الأول من العام المقبل ستبدأ بالانخفاض. وبالتالي سيفقد المعدن الأصفر قوة داعمة له. ولكن الأنظار كلها على اللاعب الأول في تحريك أسعار الذهب ألا وهو الدولار الأميركي.
فصعود الدولار إلى أعلى مستوياته في 20 عاما، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الفائدة، كان من الممكن أن يؤدي إلى تدهور أسعار الذهب، ولكن معدلات التضخم الأعلى في 40 سنة، لعبت دورا مهما في دعم الأسعار، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية والحرب الأوكرانية، وتوقعات سقوط الاقتصادات العالمية في منطقة الركود.
في الربع الأول من هذا العام سجلت أسعار الذهب، أعلى مستوياتها للمرة الثانية بعد المستويات نفسها التي سجلتها في فترة الصيف من عام 2020، وتحديدا في شهر أغسطس، وكانت معدلات التضخم في تلك الفترة، هادئة ومعدلات الفائدة قريبة من المناطق الصفرية، وبالتالي كانت كل العوامل تصب في مصلحة صعود أسعار الذهب والذي دخل في رالي صاعد تألق فيه.
بالنسبة إلى الربع الأول القادم، إذا حصل المزيد من التراجع في مؤشر الدولار، مترافقا مع التهدئة المستمرة في رفع معدلات الفائدة، ومدعوما ببيانات عن التضخم، سيكون ذلك عاملا داعما لأسعار الذهب، رغم أنها ستفقد الدعم الذي تتلقّاه من التضخم المرتفع.
وفي نظرة تاريخية على حركة الأسعار، نجد أن الذهب متراجع فقط 2 بالمئة منذ بداية العام، تحرك خلالها بين مستويات 1614 و2070 دولارا، وسجل قمته في شهر مارس وأقل مستوياته كانت في شهر سبتمبر.
والملفت للنظر هذا العام كان الهبوط المستمر على مدى 7 أشهر متتالية، فقد فيها حوالي 22 بالمئة من قمته، قبل أن يرتد بقوة في شهر نوفمبر ثم يعود إلى أعلى مستوى له منذ 5 أشهر.