الصين والهند.. لماذا تفاقم النزاع الحدودي بين عملاقي آسيا؟
23:51 - 13 ديسمبر 2022اشتبكت القوات الهندية والصينية على حدودهما المتنازع عليها في جبال الهيمالايا، في أول حادث مُعلن بين القوتين الآسيويتين منذ ما يقرب من عامين، في الوقت الذي أعلنت الخارجية الصينية أن الوضع الحدودي "مستقر بالمجمل" في الوقت الراهن.
وبحسب بيان للجيش الهندي، فإن جنودا من جيش التحرير الشعبي الصيني اقتربوا في التاسع من الشهر الجاري، من الحدود الافتراضية في قطاع تاوانغ في أروناتشال براديش، وهي ولاية تقع في أقصى شمال شرق الهند تطالب بها الصين.
وأدى هذا الأمر إلى مواجهة و"إصابات طفيفة لعدد قليل من الأفراد من كلا الجانبين"، لكن سرعان ما انسحب الجانبان من المنطقة واجتمع القادة المحليون لبحث الخلاف.
ولعقود من الزمان، كان لدى الهند والصين العديد من الخلافات على طول حدودهما التي تصل إلى 2100 ميل، وتمتد عبر نطاق جبال الهيمالايا بأكملها تقريبا.
سبب الأزمة
- ترجع أولى فصول النزاع بين البلدين إلى سنة 1947، حين استقلت الهند عن بريطانيا، وحصلت على هضبة واسعة شمال شرقي البلاد، قالت الصين إن ملكيتها تعود لها.
- تدور نزاعات جغرافية عدة بين الهند والصين في قطاعات لاداخ (غرب) وأروناشال براديش (شرق)، ووقعت حرب خاطفة بين البلدين عام 1962، هزمت فيها القوات الهندية.
- كان الهجوم الصيني على القوات الهندية المحطة الأبرز في هذا النزاع، حيث استولت على مرتفعات أقساي تشين التي تفصل بين البلدين.
- آخر مواجهة كبيرة بين البلدين كانت في عام 2017، حين بدأت الصين في شق طريق عسكري على تلة استراتيجية قرب حدودها تعرف بهضبة "دوكلام" والتي تربط بين أراض صينية وهندية وبوتانية، إلا أن تلك الواقعة انتهت بتراجع القوات من كافة الأطراف.
- في مايو 2020، تفاقم الخلاف حول بناء طريق هندي على هضبة قاحلة في لاداغ، في أقصى الطرف الشمالي للهند، وفي يونيو من ذلك العام، قتل 20 جنديا هنديا وعدد غير معروف من الصينيين في مواجهة بوادي نهر غالوان.
- في السنوات الأخيرة، سيّر جنود من كلا الجانبين دوريات حتى خط السيطرة الفعلية، الذي يعمل كحدود افتراضية.
- بموجب اتفاقية ثنائية عام 1996، يحظر على القوات الحدودية استخدام الأسلحة النارية في نطاق 2 كيلومتر من الخط.
مستقبل النزاع
من جانبها، قالت الخبيرة في الشؤون السياسية الصينية والآسيوية، نادية حلمي، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء تفاقم النزاع الحدودي بين الصين والهند، تتضمن:
• محاولة الهند اللحاق بركب الصين في تدشين بنية تحتية متطورة في مناطق النزاع الحدودية بينهما، إذ بدأت نيودلهي تحت حكم رئيس الوزراء ناريندرا مودي، في بناء عشرات الطرق على امتداد خط الحدود بينهما، وتعكف على إسراع الخطى لاستكمال المشروعات قريبا.
• يصل أحد الطرق الجديدة إلى وادي "غالوان"، وهو الموقع الذي وقعت فيه المواجهة الأخيرة بينهما.
• يبقى أهم تلك الممرات التي تحاول الصين والهند السيطرة عليها، هو طريق كاراكورام السريع الإستراتيجي في المنطقة التي تربط الصين بباكستان، ويشمل إنشاء طريق سريع رئيسي لنقل البضائع من ميناء غوادر، ما يتيح للصين موطئ قدم في منطقة بحر العرب.
• تتوجس نيودلهي من استخدام بكين ميناء غوادر الباكستاني في المستقبل لدعم عمليات البحرية الصينية فى منطقة بحر العرب.
• تطالب الصين بمجمل مساحة ولاية أروناتشال براديش التي تسميها التبت الجنوبية، ويضاف إلى ذلك قطاعات أخرى عديدة تختلف وجهات نظر البلدين بشأن الحدود الفاصلة بينهما.
• لا تأخذ الصين طموحات الهند الجيوسياسية على محمل الجد، وتنظر إليها باعتبار إمكانية تحالفها مع منافسيها التقليديين من أمثال الولايات المتحدة واليابان.