بطولة تنافس كأس العالم في الأموال والمشاهدات.. ما قصتها؟
15:23 - 12 ديسمبر 2022بطولة كأس العالم لكرة القدم هي أكبر حدث رياضي على وجه الأرض، فهي تحتل العناوين الرئيسية، وتستحوذ على النصيب الأكبر من المتابعة والمكاسب المالية.
وأمام هذه البطولة الرياضية الأبرز، تقف رياضة وحيدة منافسة، وهي كرة القدم الأميركية، التي تتمتع بجاذبية جماهيرية كبيرة وإنفاق مالي مرتفع، حتى مع استمرار الإثارة في مباريات كأس العالم لكرة القدم.
كرة القدم الأميركية NFL هي الرياضة الأكثر شعبية في الولايات المتحدة والتي يحتل نجومها قائمة أعلى الرياضيين في العالم من حيث الأجور، حيث يوجد 14 لاعبا من هذا الدوري في قائمة الرياضيين الأعلى أجرا في العالم وعددهم خمسين بحسب مجلة فوربس.
وحل الأميركي توم برادي في المركز التاسع على هذه القائمة براتب سنوي وصل إلى 83 مليون و900 ألف دولار علما أن الأرجنتيني ليونيل ميسي يأتي في الصدارة براتب سنوي 130 مليون دولار.
وكان تغيير موعد كأس العالم من الصيف إلى الخريف في نسخته الحالية سببا في تعارض المواعيد بالنسبة لعشاق كرة القدم الأميركية حيث تشتعل المنافسة في الدوري بهذا التوقيت من كل موسم.
هذا التعارض وبحسب منصة فرونت أوفيس الأميركية أوجد تحديات عديدة لقناتي فوكس وتيليموندو بعدما حصلت الشبكتان على حقوق بث مباريات مونديالي 2018 و2022 بمليار دولار.
مشاهدات قياسية
الرئيس التنفيذي لشركة فوكس سبورتس، إريك شانكس، كان قد صرح بأنه يتوقع مشاهدات على مباريات كرة القدم الأميركية في فترة عيد الشكر تتخطى 120 مليون وهي نفس الفترة التي تدور فيها عجلة مباريات كأس العالم لكرة القدم.
وتعارضت مباراة أميركا وإنجلترا في دور المجموعات مع مباراة نيويورك غاينتس أمام دالاس كاوبويز، وفي اليوم التالي كانت مواجهة مثيرة وكبيرة بين جامعة ميشيغان وجامعة ولاية أوهايو في الأميركان فوتبول، ما أدى إلى انقسام المشاهدين حول البطولتين وبالتالي تغير نسب المشاهدة في هذا اليوم سواء في الأميركان فوتبول أو كأس العالم.
وارتفعت أسعار الإعلانات التليفزيونية في شبكة فوكس الناقلة للمونديال إلى 300 ألف دولار مقابل 30 ثانية لكل إعلان، قبل أن ترتفع إلى 700 ألف في آخر مباراتين للمنتخب الأميركي في المونديال.
وتطمح الشبكة بنهاية المونديال في تحقيق إيرادات قياسية تفوق ما حققته في مونديال روسيا 2018 عندما جنت أرباحا وصلت إلى 384 مليون دولار.
في المقابل، يصل سعر إعلان تليفزيوني في عدد من مباريات الأميركان فوتبول إلى 3 ملايين دولار لكل نصف دقيقة من الإعلان.
الدعم المالي من الشركات
وقال دارين وينبيرغ مدير الرياضة في قناة Ntvnesw الناقلة لمباريات الدوري الأميركي لكرة القدم في تصريح خاص لـ" اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن كرة القدم الأميركية بشكل عام مختلفة، فهي رياضة تحظى بدعم مالي كبير من الشركات الأميركية.
وأضاف وينبيرغ الذي يقدم برنامجا عن اللعبة في القناة ذاتها، أن أحد أكبر الأسباب التي تجعل الأميركان فوتبول اللعبة المفضلة لدى الأغلبية في أميركا هو الجانب الخاص بالمراهنات، مشيرا إلى أنها بطولة موسمية تستمر لمدة 17 أسبوعا ، لذلك هي على عكس البيسبول وكرة السلة لا تستمر طوال العام.
وختم دارين وينبيرغ تصريحاته بالقول: "كما أن لعبة كرة القدم هي الشعبية والمفضلة في أميركا الجنوبية وأوروبا فإن الأميركان فوتبول تحظى بنفس الدعم الجماهيري والشعبية في الولايات المتحدة الأميركية والجميع هنا يحبونها".
اللعبة الشعبية الأولى
وذكر الموقع الرسمي للعبة أن استطلاعات مركز غالوب الشهير أثبتت أن الأميركان فوتبول هي اللعبة الشعبية الأولى في الولايات المتحدة الأميركية بعدما نجحت في تخطي البيسبول.
وتعتبر مؤسسة اتحاد كرة القدم الأميركي مؤسسة غير ربحية مكرسة لتحسين حياة الأشخاص الذين تأثروا بلعبة كرة القدم، وتدعم المؤسسة اتحاد رابطة كرة القدم الأميركي بالتعاون مع 32 ناديا صحة وسلامة الرياضيين على جميع المستويات.
يأتي ذلك، في وقت نشرت فيه منصة NFL PLAY FOOTBALL في الأول من ديسمبر الحالي أن أكثر من مليون مدرب شاب حصلوا على شهادة المدرب المعتمدة من الاتحاد الأميركي للأميركان فوتبول، ما يعكس الانتشار الكبير للعبة في عدة بلدان حول العالم على رأسها الولايات المتحدة الأميركية وفنلندا واليابان والمكسيك وفرنسا وأستراليا والبرازيل وكوريا الجنوبية.
وتأسست الرابطة الوطنية لكرة القدم (NFL) وهي دوري كرة قدم محترف في الولايات المتحدة عام 1920 باسم اتحاد كرة القدم الأمريكي للمحترفين، و يضم 32 فريقًا موزعين على مؤتمرين هما المؤتمر الوطني لكرة القدم (NFC) ومؤتمر كرة القدم الأمريكية (AFC) ويتكون كل منهما من أربعة أقسام.
عائدات الدوري "خيالية"
وكان موسم 2019 قد شهد أعلى عائدات في تاريخ الدوري وصل إلى 15 مليار دولار قبل أن يتأثر بجائحة كوفيد 19، ويبدو أنه في هذا الموسم سيكون قريبا من تحقيق أكثر من 15 مليار دولار علما أن إيرادات دوري البيسبول الرئيسي (MLB) بلغ 3 مليارات و660 مليون دولار عام 2020.
وحسب موقع "ستاتيستا " المعني بهذه الإحصائيات الرقمية فإن هذا الدوري يحظى بأعلى معدل حضور جماهيري لكل مباراة إذ يجذب أكثر من 66 ألف متفرج في كل مباراة وأكثر من 16 مليونا في المجموع.
وارتفع إجمالي إيرادات جميع فرق الدوري الأميركي لكرة القدم من 8 مليارات دولار عام 2001 إلى 17 مليار 190 مليون دولار عام 2021.
وفي الموقع الرسمي للأميركان فوتبول، كتب إيان رابوبورت الصحفي المتخصص في تغطية اللعبة أن الحد الأقصى لأجور الأندية الواقعة تحت إدارة اتحاد كرة القدم الأميركي سيصل إلى مستوى قياسي يزيد على 220 مليون دولار لكل ناد في عام 2023.
يأتي ذلك في وقت وصلت فيه أرباح بطولة كأس العالم لكرة القدم في روسيا 2018 إلى 5 مليارات و300 مليون دولار، ويسعى الفيفا لتجاوز سقف 7 مليارات دولار بنهاية مونديال 2022 في قطر، مع الوضع في الاعتبار الاختلاف بين البطولتين والمدة الزمنية لكل بطولة وقيام المونديال كل أربع سنوات.