لمواجهة طوفان الهجرة.. إيطاليا والنيجر بصدد تطوير علاقتهما
00:01 - 03 ديسمبر 2022ناقَش رئيس النيجر، محمد بازوم، مع وزراء في الحكومة الإيطالية، تعديل "شروط الحوار والتعاون" لمساعدة بلاده في التصدي لثالوث تهريب البشر والسلاح والمخدرات.
انعقد اللقاء الذي نظمته جامعة لويس الإيطالية، وسط جهود ملحة تبذلها روما للحد من تدفقات الهجرة غير الشرعية إليها من إفريقيا، والتي تغذيها الهجرات القادمة والعابرة من منطقة الساحل جنوب الصحراء الكبرى، الممتدة من السودان شرقا حتى موريتانيا غربا.
اشترك في الحوار مع بازوم، وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بينتيدوسي، ووزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو، ووزير الداخلية الإيطالي السابق ورئيس مؤسسة ميد أور، ماركو مينيتي، في إطار مؤتمر "إيطاليا والنيجر. أوروبا وإفريقيا قارتان، مصير واحد" الذي يركز على ملف الأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
افتتح مينيتي المؤتمر، مازحا بقوله، إنه مع بازوم: "كنا وزيري الداخلية لبلدينا معا، ومعه بدأنا استخدام مصطلح "الساحل"، ثم أصبح بازوم رئيسا للنيجر، وأصبحت رئيسا لمؤسسة ميد أور"، وفقا لموقع "ديكود 39" الإيطالي.
النيجر والهجرة
فيما يخص موقع بلاده من العلاقات بين القارتين، قال بازوم إن "التطورات الحالية والتحديات التي تنطوي عليها وسعت حدود البحر المتوسط من المغرب العربي إلى منطقة الساحل؛ وهو ما جعل ما كان يعتبر بعيدا وأجنبيا أقرب إلى أوروبا".
بتعبير رئيس النيجر، فإن بلاده "ليست دولة مغادرين للهجرة"، لكنها بسبب أوضاع ليبيا أصبحت "مكان عبور"؛ وهو ما جعلها تنخرط في الحرب على شبكة إجرامية ترتبط بالاتجار بالمهاجرين والمخدرات والسلاح.
المساعدات المطلوبة
عن الدعم الذي تنتظره النيجر من أوروبا في هذه الحرب، قال بازوم:
• إن الدول الأوروبية أدركت جيدا أن أمن الساحل من أمنها، والنيجر ترحب بتلقي مساعدات قيمة في تدريب جيشها من أي دولة، مستشهدا بفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة واليابان.
• بخصوص تغير المناخ، كأحد أسباب الهجرة والصراعات، طالب بـ"تغيير نموذج التفكير العالمي حول المناخ لأخذ احتياجات أفقر البلدان في الاعتبار".
• منطقة الساحل الأكثر تضررا من تغير المناخ، وهناك حاجة لشروط أخرى للحوار.
• بإمكان إيطاليا مساعدة النيجر في الحصول على الموارد والمهارات اللازمة للمدارس، فيمكن من خلال التعليم تحقيق انتقال ديموغرافي أكثر وعيا.
ليبيا وتأزم أوضاع النيجر
عن زيادة جرائم الهجرة والمخدرات والسلاح، أشار بازوم بأصابع الاتهام إلى عدة جهات:
• الأوضاع في ليبيا التي أصبحت "متجر أسلحة في الهواء الطلق"، في إشارة إلى غزارة الميليشيات التي تعمل في تهريب الأسلحة والمخدرات والبشر بين ليبيا ودول الساحل منذ عام 2011.
• تهريب المخدرات من أميركا اللاتينية على متن الطائرات، وهو ما طوَّر اقتصادا إجراميا يشوه الاقتصاد ككل ويغذي الإرهاب.
وسط كل هذا، أكد التزام النيجر بمكافحة تهريب المخدرات والبشر والسلاح.
الاستجابة الإيطالية
• رد وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي، بالثناء على التزام النيجر في مجال الأمن والتعاون مع إيطاليا، قائلا إنه "جهد مفيد لتحقيق الاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط".
• اعتبر أن جهود النيجر في مكافحة الإرهاب عبر السعي للحوار مع الجماعات المسلحة، يجب أن تحظى بتقدير أكبر على المستوى الأوروبي.
• وعن خطوات الدعم الأوروبي للنيجر، قال إنه من الضروري البدء في "حوار أكثر صراحة"؛ للسماح بـ"الاتفاق على التحول في النموذج" لإزالة عوامل الإرث التاريخي التي قوضت الثقة المتبادلة.
• من جانبه، دعا وزير الدفاع الإيطالي، جويدو كروسيتو، للاستثمار في إفريقيا لتنمية نصيب الفرد من الناتج المحلي والثقافة.
• طرح كروسيتو تساؤلا: "بعد عام من الالتزام.. كم زاد التعاون الأوروبي في دخل النيجر الذي لا يزال حتى اليوم أقل من ألف يورو؟".