قبل موقعة إيران وأميركا.. عائلة "حائرة" والولاء منقسم
19:10 - 29 نوفمبر 2022بعيدا عن الأجواء المحيطة بمواجهة إيران والولايات المتحدة في مونديال 2022، تعيش عائلة إسكندريان تجربة مختلفة حيث تنقسم فيما بينها بين الوالد اللاعب الدولي الإيراني السابق، والابن الذي دافع عن ألوان المنتخب الأميركي.
وستكون مباراة إيران والولايات المتحدة حدثا استثنائيا لعائلةِ إسكندريان، هذا موعدٌ تختلفُ فيه مشاعرُ الأب وابنهِ، بل سيكونان في معسكرين متقابلين.
أندرانيك إسكندريان، الأب المولود في طهران قبلَ 70 عاما، والمقيم في أميركا، يحِنُ إلى أرضِ الميلاد، وطنِ الآباءِ والذكريات، إيران التي دافعَ عن ألوانها في 29 مباراة، ومثّلها في مونديال 1978 قبل أن يُغادرَ مهاجرا إلى الولاياتِ المتحدة قبل 44 عاما.
هناك لعبَ مع أساطير الكرة مثل فرانز بيكنباور وبيليه، في نادي كوزموس الأميركي، حيث عاش تجربة الاحتراف.
هناك أيضا وُلدَ ابنه أليكو، عامَ 1980، لم يَعرِفِ الابنُ وطنا غيرَ بلادِ "العم سام"، فيها درسَ واحترفَ الكرة وتُوج بلقب الدوري مع دي سي يونايتد ولعب للمنتخباتِ الأميركية وخاضَ مباراتَه الدوليةَ الوحيدة مع المنتخبِ الأول أمامَ ويلز عامَ 2003، كما عملَ مدربا مساعدا لعدةِ فرق.
وفي الدوحة بات على كل منهما الاصطفافُ في اتجاه مقابل للآخر.. في معسكرِ المنافس.
وقال أليكو لـ"سكاي نيوز عربية: "أقدر مشاعرَ والديّ اللذينِ نشآ في إيران، وأعرف جيدا أنهما عاشا وتعلما هناك، وأدرك قيمةَ أن أبي بدأ مسيرتَه في إيران ومثّلَها في المونديال، قبل أن يُهاجر إلى أميركا حيث وُلدتُ وبدأتْ مسيرتي المهنية، وأُتيحت لي فرصٌ لم يحصلْ عليها والدي في إيران".
وأضاف: " إنها حكايةٌ جميلة ولهذا أحملُ الكثيرَ من التقدير لماضي عائلتي، وأتمنى الاستمتاعَ بالمباراة".
الابنُ لا يُخفي أمنياتهِ بانتصار أميركي حتى لو تمنى الأبُ غيرَ ذلك أو تعادلٍ يُريحُ الطرفين..
أما أندرانيك الأب فقال: "التعادل سيكونُ النتيجةَ الأفضل بالنسبة لي، سواءٌ 0-0 أو 1-1، في كل الأحوال أتمناها مباراة جميلة، لكنني أعتقدُ أن إيران هي الأوفرُ حظا قياسا لخبراتِ لاعبيها ومدربها، فيما المدربُ الأميركي غريغ بيرهالتر أقلُ خبرةً وأعرفهُ منذ أن كان عمرُه 6 سنوات، وأتمنى له التوفيق وأتمنى أن يصعدَ المنتخبانِ الإيراني والأميركي للدور الثاني".
عائلة إسكندريان تعيشُ تجربةً فريدة، وسيكونُ كلٌ من الأب وابنهِ مدفوعا بقلبهِ ومشاعره لمساندةِ وطنِ الميلاد، اختلافٌ لن يفسدَ الودَ داخلَ العائلة، وأيا تكن النتيجة سيحتفلُ المنتصرُ بفوزِ فريقهِ، وسيبقى الحبُ داخلَ العائلة.