بحيرة أواسا في إثيوبيا.. وجهة سياحية جذابة لعشاق الطبيعة
14:52 - 28 نوفمبر 2022تعد بحيرة أواسا في إقليم سيداما، التي تقع على بعد 270 كيلو مترا جنوب العاصمة الإثيوبية، وجهة سياحية لشعوب جنوب إثيوبيا.
وتضــم منطقــة "أواســا" أكثــر مـن خمســين قـوميــة مختلفــة مـن قوميــات جنـوبي إثيـوبيــا، وتعتبر من أصغر بحيرات منطقة "الوادي المتصدع".
ويكثر صيادو السمك على ضفاف بحيرة "أواسا"، لإعداد المأكولات البحرية الرائجة في المنطقة.
وتعج المنطقة بالحيوانات والطيور والنباتات المختلفة، وتعرف لدى الإثيوبيين بـ"بحيرة الحب".
وأواسا عبارة عن مسطح مائي كبير أو واسع، هذا ما يعنيه اسم المدينة بلغة شعوب سيداما منذ أن رأت المدينة النور عاصمة لمقاطعة سيدامو عام 1968 للميلاد.
جاء ذلك بعدما حصلت على رصيدها الثقافي والمعرفي من خلال بحيرة أواسا إحدى أصغر بحيرات الوادي المتصدع التي أكسبت المدينة جمالا لا تخطئه العين، خاصة حينما يرتبط الأمر بشروق الشمس والطبيعة الساحرة وأشرعة مراكب الصيد المحملة بالأسماك.
وقال داويت أبراهام، رئيس صيادي الأسماك في أواسا: "هذا المكان يشهد حركة دؤوبة منذ تأسيس جمعية الصيادين التي يصل عدد منتسبيها إلى 500 فضلا عن 780 آخرين يستفيدون من وجود السوق المستمر في التوسع نتيجة الزيادة السكانية".
وأضاف: "يصل محصول الصيد الوارد للسوق إلى ما لا يقل عن ثمانية آلاف سمكة، تزيد أو تنقص حسب ظروف المناخ لكننا على كل حال نستطيع تغطية الاستهلاك المحلي كما نصدّر كميات أخرى إلى العاصمة أديس أبابا، وكذلك الأسعار ترتفع وتنخفض حسب حالات العرض والطلب لكنها في كل الأحوال في متناول الجميع".
بدورها، قالت كاسيت تديسو، صاحبة مطعم أسماك: "أعمل هنا في تقديم وجبات الأسماك منذ سنين طويلة، حياتنا ارتبطت بالبحيرة والصيد، ولا يمكننا الاستغناء عنهما، نحرص على الحفاظ على هذه الموارد، فهي مصدر رزقنا، كما لا نستطيع الاستغناء عن الأسماك، فهي غذاؤنا الأساسي طوال اليوم".
لكن البحيرة التي تغطي جزء كبيرا من المدينة ما تزال في حاجة إلى تقنين عمل الصيادين وتقليل مخاطر العمل وتوسيع مواعين الإنتاج، خاصة وأن أعداد الصيادين في ازدياد مستمر لضيق فرص العمل في مجالات أخرى.
وكل هذا يتطلب من السلطات المحلية تقديم تسهيلات في مجالات التوعية والتدريب، خاصة وأن المورد يدر دخلا لخزينة الإقليم.
وفي هذا السياق، قال داويت أبراهام رئيس صيادي الأسماك في أواسا: "الحكومة تعمل على تدريب الصيادين وفق أهداف تصب في مجملها في فائدة الصيادين، خاصة المتعلق منها بالتنمية المستدامة للموارد".
وأكمل: "فضلا عن البحوث التي يقوم بها المختصون، يزداد عدد الصيادين، والحكومة تساعدهم في الكثير من الاحتياجات لتطوير العمل، كما تساعد جمعيات الصيادين وتموّل بعض المشروعات والأنشطة ذات الصلة".
واختتم قائلا: "السوق الذي يمكنك دخوله بمبلغ رمزي يمثل مكانا ملائما للشباب لكسب العيش ومتنفسا يقلل من ضغوط الحياة اليومية لقلة فرص العمل في إقليم أكثر من نصف ساكنيه من فئة الشباب".
وسوق الأسماك من أهم المعالم السياحية التي على كل زائر لمدينة أواسا أن يقصدها، ففي الوقت الذي يقوم صائدو الأسماك بتفريغ صيدهم على شاطئ البحيرة، تبدأ النوارس والطيور يوما مشابها من الكد والعمل سعيا وراء غذائها.
هنا الطبيعة في أجمل صورها حيث تجوب المراكب سطح البحيرة محملة بالسياح والزائرين بغرض التنزه ومشاهدة المخلوقات والأعشاب المائية والطيور والنوارس.
وهذا أمر شجّع السلطات على توفير البيئة التي تساعد على السياحة لكونها مصدرا مهما في توفير سبل العيش للسكان والظروف الآمنة في منتجعات خصصت للراحة والاستجمام بعيدا عن الضوضاء وصخب الحياة.
من جانبه، قال إببي تافسي، مسؤول الثقافة والسياحة في إقليم سيداما: "العلاقة بين السكان والبحيرة علاقة قديمة وحميمة حيث يطلقون عليها اسم بحيرة الحب بحجة أن ضفافها ملتقى للمحبين، كما أن مياهها خالية من الحيوانات المفترسة".
ولأن السياحة أصبحت صناعة، فقد استطاع إقليم سيداما الذي تقع فيه بحيرة أواسا توفير عناصر الجذب في أماكن طبيعة خالية من التلوث وتقلبات المناخ، بما يتوفر حولها من خضرة دائمة، ورحلات منتظمة للطيران، خاصة للسياح الأجانب الراغبين في اكتشاف أماكن جديدة لا تتوفر بيئاتها في بلدانهم.
وغير بعيد عن سوق الأسماك، تجد حديقة مورا قدل، الأكثر إمتاعا في مشاهدة الحياة البرية على الطبيعة، خاصة أنواع القرود التي ألفها الإنسان وألفته، وهو ما يجعل التواصل معها سهلا.
وفي هذا السياق، قال أخليلو كاسا، الناشط في ثقافة الطبيعة: "هذا المكان ليس مخصصا لراحة السكان والمواطنين فقط، ولكن كذلك هناك الكثير من الحيوانات تعيش هنا بشكل أو آخر وسط السكان، وهذه الحيوانات التي ترونها تعيش على ثمار الأشجار والفاكهة، وكذلك ما يقدمه السكان من طعام بغرض التسلية، والزوار الذين يأتون إلى هنا يستمتعون بمناظر الحيوانات المتنوعة".
القيام برحلة بالقارب لمشاهدة الطيور والكائنات التي اتخذت البحيرة موطنا، والجلوس على الضفاف للتمتع بالمناظر الطبيعية، وتتبع أشعة الشمس الذهبية من على جبل تابور وهي تودع المدينة نحو الغروب ستجعل رحلتك إلى أواسا أكثر مدن بلاد الحبشة بقاء في الذاكرة.