تعاويذ المونديال.. أرباح بالملايين فمن الأكثر استفادة؟
11:37 - 23 نوفمبر 2022في كل بطولة كأس عالم لكرة القدم وفي كل بطولة كبيرة مثل دورات الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية، تكتظ شوارع المدن المستضيفة بمحلات ومتاجر لبيع الهدايا التذكارية مختلفة الأنواع والأسعار.
"تعويذة" المونديال هي الشكل الأبرز لهذه الهدايا التذكارية ويتفنن صانعوها في محاولة استخراج كل التفاصيل لبيع أكبر عدد ممكن منها خلال البطولة.
في كأس العالم الحالية المقامة في قطر تتنوع الهدايا التذكارية التي تشرح ثقافة وتاريخ الدولة من خلال تعويذة "لعيب" وهي شخصية افتراضية تأتي من عالم آخر على شكل صبي بزي عربي خليجي مفعم بروح الشباب.
التعويذة تكاد تُرى في كل مكان في المناطق المحيطة بملاعب كأس العالم بجانب هدايا تذكارية أخرى يتم بيعها في كل بطولة تحمل صبغة البلد المضيف.
شابيب أوزمان، وهو مواطن هندي يعمل في محل بيع الهدايا في سوق واقف في قطر، قال لاقتصاد سكاي نيوز عربية: " الجماهير من بلاد مختلفة يأتون إلينا لشراء هدايا لهم ولأصدقائهم، وهم يسألون دائماً عن التفاصيل في كل هدية ونحن نحاول أن نقدم لهم المساعدة، هذه الهدايا تساعد على معرفة الجماهير بدولة قطر وأنعشت عمليات البيع لدينا".
هذه المكاسب المالية التي تجنيها المحلات في الدوحة تعتبر جزءاً من مكاسب كبيرة للغاية تجنيها المصانع التي تنتج هذه الهدايا.. فمن هم الفائزون بقطعة الكعكة الاقتصادية الكبرى من خلال هدايا المونديال؟
اقتصاد سكاي نيوز عربية تواصلت مع أحد المنتجين لهذه الهدايا التذكارية من الصين، التي تعتبر واحدة من أكثر الرابحين من مونديال 2022 إن لم تكن الرابح الأكبر.
شوانغ دونغ، أحد أكبر المنتجين الصينين لإكسسوارات كأس العالم، قال: "نحن نعمل على إنتاج خطوط هدايا المشجعين في كأس العالم منذ أن تم الإعلان عن تعويذة المونديال، فهي المرجع الأساسي في عمليات الإنتاج".
وأضاف دونغ في حديثه لاقتصاد نيوز عربية: "أنتجنا ملايين القطع التذكارية وصدرناها للتجار في قطر حيث نعلم أنهم لا يملكون مصانع لإنتاج هذه الهدايا كما نقوم أيضاً ببيعها على بعض التطبيقات الصينية المعروفة للجميع، ولدينا أيضاً هدايا تذكارية خاصة بكأس العالم في روسيا والبرازيل".
دونغ هو واحد من عشرات المصنعين الصينيين لهدايا مونديال قطر 2022 وهو على سبيل المثال ينتج 18 هدية مختلفة لكل منتخب تتضمن: علم الدولة - سوار اليد - حقيبة صغيرة - سيارة للأطفال - قمصان - حافظة نقود - غطاء للهواتف النقالة ونظارات شمسية.
ويتم تصنيع هذه الهدايا في حوالي عشرة أيام على أن يتم شحنها بالطرق المتفق عليها بين البائع والمشتري الذي تصل إليه الشحنة في خلال ثلاثة أسابيع فقط، ويقدم المنتجون الصينيون عروضاً لبيعها، وكلما زادت الكمية المطلوبة انخفض السعر والعكس صحيح.
وتحظى مبيعات الهدايا التذكارية داخل المونديال بأهمية كبيرة لكل بلد مضيف فهي تنعش عمليات البيع وتتخطى إيراداتها ملايين الدولارات.
هدايا مونديال 2014
وكانت البرازيل واحدة من أكثر البلدان التي استضافت كأس العالم قد استفادت من بيع هذه الهدايا بسبب الكثافة الجماهيرية الكبيرة التي شهدتها البلاد عام 2014، حيث حازت تعويذة "التاتوبولا" على إعجاب الجماهير حول العالم، ولا تزال تُباع على بعض التطبيقات بمبلغ يصل إلى 18 دولار للقطعة الواحدة وهو نفس مبلغ بيع تعويذة "لعيب" لمونديال 2022، وتُباع الميدالية الواحدة بقيمة 14.99 دولار، فيما يباع قميص المنتخبات غير الأصلي بمبلغ 45 دولار على التطبيقات الشهيرة.
ومن الأفكار التجارية التي تميز بها مونديال البرازيل انتاج عدد قليل من العملات الذهبية بقيمة 491 دولاراً للقطعة الواحدة تم بيعها بالكامل في يوم واحد وعددها قارب على ألفين و800 قطعة ذهبية تحمل صورة كرة القدم وصورة لإحدى المدن المستضيفة للبطولة، بعدها أطلق البرازيليون العنان للأفكار المربحة فقاموا بإنتاج عملات من الفضة والنحاس
هدايا مونديال 2018
في مونديال 2018 في روسيا، كانت التعويذة " زابيفاكا" وهي عبارة عن مجسم ذئب هي الأكثر مبيعاً وشكلت رقماً صعباً في إيرادات الاقتصاد الروسي من البطولة والذي وصل إلى 13.5 مليار دولار بحسب تقرير صادر عن وزارة الاقتصاد الروسية عقب المونديال.
ساشا بائعة في إحدى محلات الهدايا بمدينة سان بيتر الروسية قالت لـ "سكاي نيوز عربية": " قبل أربع سنوات كانت مدينتنا مزدحمة بالجماهير من مختلف القارات وكانوا يقبلون على شراء الهدايا سواء من عندي أو من المحلات الأخرى، حتى أننا واجهنا نقصاً في أنواع عديدة من هذه الهدايا بعد أقل من عشرة أيام، وكنا نعتمد على إنتاجنا الخاص بينما كان هناك البعض قد وفر مخزوناً كبيراً من الصين وتركيا وبنجلاديش".
واستقبلت روسيا 5 ملايين و700 ألف من مشجعي كرة القدم أنفقوا حوالي 5 مليار دولار، بحسب بيان لوزارة السياحة الروسية واللجنة المنظمة لمونديال 2018 عقب انتهاء البطولة.
محاولات قطر لزيادة المبيعات
المشكلة التي تواجه القطريين تتمثل في صغر مساحة البلد البالغة حوالي 11 ألف كم مربع، مقارنة بالبرازيل 8 ملايين كم مربع، وروسيا 17 مليون كيلو، لذا يحاول القطريون استحداث مزيد من الحلول لزيادة عمليات بيع الهدايا التذكارية منها البيع عبر الإنترنت وتوصيل الهدايا للمنازل عن طريق هيئات رسمية.
كما أطلق مصرف قطر المركزي لعملات تذكارية خاصة بكأس العالم 2022 باستخدام مادة البوليمر، وتم توزيعها على البنوك لتباع بقيمة 75 ريال قطري أي قرابة 21 دولار، كما قام المصرف بطرح عملات معدنية مرسوم عليها ملاعب المونديال.
يذكر أن الرئيس التنفيذي لكأس العالم 2022، ناصر الخاطر كان قد توقع أن تحقق قطر عائدات نظير تنظيم البطولة العالمية بنحو 17 مليار دولار.