"أبو قير الجديدة".. تعرف على أوّل مدن الجيل الخامس بمصر
00:27 - 17 نوفمبر 2022بجزيرة صناعية، ومدينة ذكية وسط البحر الأبيض المتوسط، تسعى مصر لبناء أول مدن الجيل الخامس، وهي مدينة أبو قير الجديدة التي تعد أول مدينة مصرية يتم بناؤها بالكامل على جزيرة صناعية في البحر المتوسط.
وبحسب بيان الرئاسة المصرية؛ فإنّ بناء المدينة الجديدة يأتي لهدف أن تصبح مدينة استثمارية وتجارية، فضلاً عن إضافة حيز عمراني جديد لمنطقة شرق الإسكندرية، بحيث تضم أكبر ميناء بحري على السواحل الشمالية والبحر المتوسط وهو ميناء أبو قير.
وبدأت شركة إنشاءات مصرية خاصة أعمال تصميم المدينة الجديدة منذ فبراير 2021، وبدأت التخطيط الفعلي لها على أرض الواقع في عام 2022، والمتوقع الانتهاء منها بنهاية 2024، وتصل مساحة المدينة الكلية لـ 1400 فدان ويحيط بها حواجز أمواج بطول 9200 متر وتضم:
• العديد من الخدمات والمرافق.
• مولات تجارية.
• مطاعم راقية.
• مستشفيات وأندية رياضية.
• مناطق سياحية.
• مؤسسات تعليمية.
• فنادق فاخرة وأبراج سكنية.
أول جزيرة صناعية
ويعلّق أستاذ العمارة والتصميم الحضري بجامعة حلوان، علي خالد، على أنَّ الأبرز في الطرح المصري هو بناء جزيرة صناعية داخل البحر الأبيض المتوسط، وليس المدينة الذكية، خاصة وأن تلك المرة الأولى التي يتم فيها إنشاء جزيرة صناعية على أرض مصرية أو في منطقة الشرق الأوسط.
ويوضح في تصريحات خاصّة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أن مصطلح المدن الذكية أصبح توجّهاً عامّاً في تصميم المدن، لكن الجديد بناء مدينة بالكامل في شكل جزيرة صناعية في البحر على منطقة الشرق الأوسط.
المدن الذكية
وقال إن فكرة المدينة الكاملة على شكل جزيرة صناعية مُطبقة في عدد من المدن، "هناك بلاد كثيرة في العالم طبّقت تلك الفكرة لأسباب مختلفة بحسب كل بلد وظروفها".
وأضاف: "أبرز المشاريع المقامة في دبي مثلاً مشروع نخلة الجميرة، والغرض منها الجذب السياحي والاستثماري، وجزر المالديف أيضاً حيث تم بدء العمل فيها على بناء الجزر الصناعية".
أمّا عن مدن الجيل الخامس فيرى أنها جزء من مفهوم أشمل وهو المدن الذكية التي يكون الاعتماد فيها بالأساس على تكنولوجيا المعلومات أو إنترنت الأشياء، وهو ما يميّز هذه المدن.
ويستطرد: "الإنترنت يتداخل في كل الأنظمة بهذه المدن، سواء على مستوى المواصلات، مستوى النظم الأمنية، رصد درجات الحرارة والطقس والتغيُّرات، والتي تعتمد بشكل أساسي على وجود مستشعرات أو حسّاسات لرصد أي متغيرات أو أي معلومات، وهو ما يساهم في اتخاذ القرار بشكلٍ أسرع".
وأكّد على أن "فكرة المدن الذكية أو مدن الجيل الخامس يسهل تطبيقها في المدن الحديثة، معللاً ذلك باحتياجها إلى بنية تحتية معتمدة على الإنترنت بشكل أساسي؛ لذلك فإنّها أسهل في التطبيق من المدن الموجودة بالفعل وإدخال تعديلات عليها".
أمان أعلى
وبحسب مجلة «فوربس» فإنَّه من المتوقع أن يتضاعف نمو حجم سوق إنترنت الأشياء في المدن الذكية بنسبة 18.8 بالمئة بشكل عامٍ، ولذلك فإن ما يؤهل أي مدينة - بحسب فوربس- لأن تكون ذكية هو ربط الإنترنت بمجموعة من الأنشطة الحضرية من حركة المرور إلى الطاقة إلى القمامة، وجمع البيانات لتحسين الخدمات ونوعية الحياة.
ويرى أستاذ العمارة والتصميم الحضري بجامعة حلوان أنَّ أداء شبكات الجيل الخامس العالي وكفاءته المحسّنة يمكن أن يعزز من الاتصالات التي تسمح بمستوى أمنّي أعلى من طرفٍ إلى طرفٍ، ليس فقط مهمًا لحماية البنية التحتية للمدينة والعمليات من الهجمات الإلكترونية ولكن أيضًا مهم لحماية البيانات الشخصية وخصوصية الأفراد.
وتوضّح فوربس أن الاستثمارات الرقمية واحدة من أهم أولويات الحكومات على مدار السنوات الثلاث المقبلة، حيث يُتوقع زيادة التحول نحو الاستثمار في البنية التحتية الرقمية بنسبة 70 بالمئة، معتبرة ذلك "مؤشرا على الدفع نحو مدن أكثر ذكاءً"، وهو ما يمهّد المدن الذكية الطريق لإيجاد حلول مستدامة عبر المشهد الحضري بأكمله.