مغربيات يفزن بدعم أميركي لمشروع يقي من حرائق غابات الأركان
21:45 - 09 نوفمبر 2022لأول مرة منذ انطلاق برنامج "تيك ويمن" الأميركي في 2011، استطاع فريق نسائي مغربي الفوز بهذه المنحة، بعد مشاركتهن بمشروع للوقاية من الحرائق في غابات الأركان الموجودة في منطقة سوس وسط المغرب.
وتجمع مبادرة "تيك ويمن"، التي تمولها وزارة الخارجية الأميركية، القيادات النسائية الصاعدة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من إفريقيا وآسيا بنظيراتهن في الولايات المتحدة، في إطار برنامج للإرشاد والتبادل في وادي السيلكون بولاية كاليفورنيا.
الفريق المغربي، الذي يضم خمس نساء؛ هن فاطمة الزهراء بنيعقوب، ومريم الحدوشي، وعزيزة كريمع، وهاجر سلامات، ومنار الوريتني، شارك بمشروع يحمل اسم "afitech"، الذي يعد مبادرة مبتكرة للحفاظ على غابات الأركان من الحرائق.
وخلد المغرب في العاشر من ماي الماضي، الذكرى الثانية لليوم العالمي لشجرة الأركان الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 2021. وتعد سلسلة الأركان دعامة رئيسة في بلوغ تنمية مستدامة للساكنة المحلية.
تحدٍّ وتحفيز وفوز
تقول عضو فريق مشروع "afitech"، فاطمة الزهراء بنيعقوب: "تحفّزنا على الفوز منذ البداية خلال اللقاء الأول بالسفارة الأميركية عندما أُخبِرنا أن المغرب لم يسبق له الفوز بجائزة هذا البرنامج الأميركي الذي بدأ عام 2011. وهو الأمر الذي جعلنا ندخل في تحدٍّ للفوز هذه المرة بالجائزة".
وتابعت بنيعقوب، في حديثها لـ"موقع سكاي نيوز عربية"، أنه "كان هناك في البداية مجهود كبير لاختبار المشروع الذي سنشتغل عليه، ثم اتفقنا على مشروع سميناه أفيتيك afitech، وكانت فكرته هي الاشتغال على حرائق الغابات التي تكثر في المغرب، وتحديدا على حرائق شجرة الأركان التي تعد ثروة مغربية وشجرة غير عادية".
وأوضحت عضو الفريق الفائز بالجائزة الأميركية، أن "أبناء المناطق التي تتواجد بها شجرة الأركان يعتمدون عليها كثيرا في عيشهم وحياتهم اليومية وهي مصدر رزقهم؛ وهو المنطلق لإنقاذ الشجرة بهذا المشروع المُبتكر".
مستشعرات للإنذار بحريق
في شرحها للبنية الفنية والتقنية لمشروع afitech، أبرزت عضو الفريق فاطمة الزهراء بنيعقوب، أن "مستشعرات مثبتة على الأشجار على طول شبكة مترابطة، ستحلل معطيات تُجمع حول درجات الحرارة والرطوبة وغيرها بفضل الذكاء الاصطناعي، وتقوم بإرساء نظام للإشعار لتنبه السلطات المحلية في حال اندلاع حريق في مرحلة الاحتراق البطيء".
هل المها الإفريقي مهددة بالانقراض؟
وكشفت نفس المتحدثة، أن "الجائزة الأميركية هي في الأصل تمويل بقيمة 6 آلاف دولار لبدء المشروع، إذ كان الاتصال بالوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان (مغربية رسمية) وأبدو اهتمامهم بهذا المشروع"، لافتة إلى "اختيار بلدة بوادي آيت منصور بمنطقة سوس وسط المملكة لتطبيق هذا المشروع، ثم مراقبته لمدة عام كامل ودراسة نتائجه على أن يُعمم في مناطق أخرى مُهددة بحرائق الغابات".
مشروع إيجابي للحماية
واعتبر منسق شبكة جمعيات محمية المحيط الحيوي للأركان بتيزنيت (غير حكومية)، عبد الله أحجام، أن مشروع النساء المغربيات afitech المبتكر الذي فاز بمنحة وزارة الخارجية الأميركية، "سيكون بلا شك إيجابي وناجح، لكن يجب إشراك الفاعلين والساكنة المعنية بمجال الأركان في هذه التقنية الجديدة، لكي تتمكن بشكل فعال في إنقاذ غابات الأركان".
ويرى أحجام، في اتصاله بـ"موقع سكاي نيوز عربية"، أن "التقنية الجديدة ستلعب دورا أساسيا بشكل أكيد في حماية شجرة الأركان، ويمكن أن تكون ناجحة في جميع مناطق الأركان؛ لأن كل مجال الأركان يحتاج لهذه التقنية التي تتوخى الحفاظ على هذا الموروث الطبيعي الذي أصبح في السنوات الأخيرة يشهد تدهورا ما بين 600 هكتار إلى 800 هكتار سنويا".
لذلك، "فحماية شجرة الأركان ضرورة أساسية، بعد توالي سنوات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة وظهور حرائق عديدة في غابات الأركان التي تؤرق الساكنة وحاملي الهم البيئي"، يردف المصدر ذاته.
طقوس وممارسات نسائية
وتعتقد رئيسة جمعية صوت المرأة الأمازيغية، أمينة زيوال، أن "هذه الشجرة لها خصوصية في جهة سوس، وهي شجرة معمرة، ومن مميزاتها أنها تأقلمت مع التغيرات المناخية وتساعد أيضا على التلطيف من الاحتباس الحراري".
غير أنه "عند الحديث عن أركان في كل سلسلته، يظهر ما يتعلق بالعلاقات الإنسانية، وعلاقة تبادل خبرات، وعلاقة تضامن وفك العزلة، المرتبطة بالنساء الأمازيغيات بمنطقة سوس، وتبرز طقوس اجتماعية خلال ممارسات النساء أثناء العمل على منتوجات الأركان"، تسجل زيوال في تصريحها لـ"سكاي نيوز عربية".
وشددت الفاعلة الأمازيغية، أن "المرأة الأمازيغية المغربية لها ممارسات جيدة قديمة جديدة مع الأركان، بأبعاد اجتماعية واقتصادية وبيئية يجب أخذها بعين الاعتبار على مستوى السياسات العمومية".