لا أحد بأمان.. الركود بدأ يحصد أسهل ضحاياه
11:33 - 07 نوفمبر 2022بدأت شركات التكنولوجيا العالمية بقرع جرس الإنذار، وسط مشهد تطغى عليه توقعات كئيبة تشير الى أن الاقتصاد العالمي يتأرجح على حافة "ركود" لا أحد يعرف عمق تأثيره.
وهذه التوقعات دفعت شركات التكنولوجيا في العالم، للبدء باتخاذ إجراءات تمكنها من مواجهة "الرياح المعاكسة". وتحْت عنوان "إجراء ضروري في هذه الأوقات"، بدأت شركات مثل آبل وغوغل وأمازون، بتجميد عمليات التوظيف كمرحلة أولى في انتظار انقشاع الصورة.
في المقابل ارتأت شركات تكنولوجية أخرى البدء مباشرة بعمليات تسريح موظفيها، مثل شركتي سناب وليفت لتنضم إليهما تويتر بالإعلان عن تسريح 50 بالمئة من موظفيها، حيث تأتي هذه الخطوات في وقت حذرت فيه منظمة العمل الدولية، من أن الوظائف الشاغرة ونمو التوظيف، سينخفَّضَان بشكل كبير خلال الربع الرابع من 2022.
الاستعداد للأسوأ
ووسط هذا المشهد يقول الخبير الاقتصادي والمصرفي بهيج الخطيب في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه مع تعدد الأزمات في العالم وارتفاع معدلات الفائدة ونسب التضخم، يرجّح الخبراء حدوث "ركود" في عام 2023، ولذلك نرى أن الشركات التكنولوجية تضطر إلى الاستعداد للأسوأ، من خلال تقليل التوظيف وتسريح العمال، في وقت تميل فيه الإيرادات والأرباح إلى الانخفاض، مشيراً إلى أن احتمال فقدان الوظيفة أو تقليل ساعات العمل هو أكبر أثر للركود على العائلات.
وبحسب الخطيب فرغم أن الأرقام والبيانات الاقتصادية الحالية ليست بهذا السوء بنظر البعض، غير أن الواقع العلمي يستدعي من الشركات، تعديل أشرعتها والاستعداد لرياح الركود، من خلال الالتزام بـ 5 قواعد هي: إبطاء معدلات التوظيف أو إيقافها، الاستغناء عن الوظائف غير الضرورية، تخفيض الإنفاق، إطالة فترة بقاء رأس المال لأقصى مدى ممكن، والاستعداد دائماً للأسوأ.
لا أحد بأمان
ويختم الخطيب بالقول إن حالات الركود الاقتصادي تعتبر جزءاً من دورة الأعمال ولا تدوم إلى الأبد، إلا إنها تخلف ضحايا وهم الموظفون والذين يعتبروا أسهل الضحايا وأول من تتم التضحية بهم في حالات الركود، ويعني ذلك ألا أحد بأمان ليس فقط في شركات التقنية بل في مختلف القطاعات.
آثار الانكماش
من جهة أخرى، يقول الخبير بتكنولوجيا المعلومات شكري عيد في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن قطاع التكنولوجيا حقق خلال السنتين الماضيتين، أداءً ممتازاً سواء لناحية الأرباح والإيرادات أو حتى عمليات التوظيف الكبيرة، ولكن الوضع تغير الآن حيث بدأت تظهر على الاقتصاد العالمي، آثار الانكماش وهو ما يخيف الشركات التكنولوجية الكبيرة.
وبحسب عيد فإنه من الواضح أن بعض الشركات التكنولوجية، تحضر لفترة تباطؤ بالإيرادات والأرباح، لذلك فإنها تستبق الوضع الجديد، بخفض الإنفاق من خلال تجميد التوظيف، أو حتى تسريح الموظفين وذلك حتى تتضح صورة المرحلة المقبلة.
ويؤكد عيد أن عوامل تجميد التوظيف أو تسريح الموظفين، تتعلق بكل شركة على حدة، ولكن ما يمكن قوله إن قرار آبل وأمازون، قد يكون مبنياً على مؤشرات، تفيد أن موسم أعياد الميلاد ورأس السنة قد لا يشهد الإقبال نفسه على المبيعات، بسبب ارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية للناس، في حين أن الوضع مختلف بالنسبة لتويتر، التي قد يكون قرارها مرتبطاً بإعادة هيكلة الشركة تحت الإدارة الجديدة.