غابات "الذهب الأخضر" في مصر.. كنز للمناخ ووقود للطائرات
02:05 - 07 نوفمبر 2022نحو عالم أفضل وبيئة أكثر نظافة بما يتماشى مع أهداف قمة المناخ "COP 27" في تقليل الانبعاثات الحرارية وحماية المياه، تتواصل في مصر مشروعات زيادة مساحة الأراضي المزروعة بالأشجار ومياه الصرف الصحي المعالجة.
انطلقت صباح الأحد في منتجع شرم الشيخ المصري، الجلسة الافتتاحية لقمة المناخ في دورتها الـ27، أكد خلالها وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن بلاده لن تدخر جهدا في قيادة العمل الدولي لمواجهة تغير المناخ.
الذهب الأخضر
في محافظة الأقصر جنوبي مصر، تمتد مساحات شجرية تزيد على 1861 فدانا، منها غابة الحبيل الصناعية على مساحة 675 فدانا، تزداد سنويا، لأغراض متكاملة، منها حماية البيئة وتنقية الهواء، وتوفير المياه، وزيادة الدخل القومي.
من أشهر أشجار الغابة شجرة، الهوهوبا، وتعرف كذلك بالجوجوبا، وهي ثمار تعطي أحد أغلى أنواع الزيوت، فاستحقت أن تلقب بـ"الذهب الأخضر"، وفق ما يوضح مسؤولون لموقع "سكاي نيوز عربية".
الغابة الشجرية
تزداد المساحات المزروعة في غابة الحبيل، التي أنشئت عام 1996 وتعد من أكبر الغابات الصناعية في البلاد، سنويا، بل وشهريا، فخلال شهر ونصف الشهر من سبتمبر حتى منتصف أكتوبر الجاري تمت زراعة 23 ألف شتلة أشجار، حسب المهندس محمد علي، مدير الغابات الشجرية بشركة المياه والصرف الصحي.
تُستخدم في ري الغابة مياه الصرف الصحي المعالجة بشكل آمن من خلال محطات متخصصة.
الهوهوبا وقود للطائرات
من أهم الأشجار التي تضمها الغاب الشجرية، يواصل المسؤول المصري، شجرة الهوهوبا، وهي تطرح ثمارا يُستخلص منها أغلى الزيوت في العالم، التي تُستعمل كوقود حيوي محل الديزل في تشغيل الطائرات، ومن ضمن استعمالاته كذلك تصنيع المنتجات الطبية للشعر والجسم.
مواصفات الهوهوبا
الهوهوبا شجرة جلبها الدكتور نبيل الموجي من الخارج إلى مصر في أوائل تسعينيات القرن الماضي، حتى أنه لقب بأبو الجوجوبا، كما يقول مدير الغابات.
ومن مزايا الشجرة أنها تعمر لـ200 عام، وهي ذات حجم صغير تشبه شجرة الزيتون، وحتى ثمرتها كثمرة الزيتون، ولونها أسود، لكنها أكثر صلابة، وتتحمل عمليات التخزين.
وفيما يخص مراحل الزراعة والحصاد، فإنه بعد زراعة الأشجار داخل الغابة وجني المحصول، تتسلم مصانع الثمار لعصرها، ثم تحويل الناتج لزيت شمع سائل يُستعمل كوقود حيوي، ويتم تصديره للخارج لارتفاع سعره.
الطن ينتج 400 كيلو وقود
عن حجم إنتاجها، يوضح المهندس محمد علي أن الفدان الواحد ينتج من 8 كيلو- طن من البذور، وسعر الطن ما بين 50-80 ألف جنيه، ونسبة استخلاص الزيوت من 40- 50%؛ وبالتالي ينتج الطن الواحد 400- 500 كيلو من الزيت سنويا، بينما يزداد سعر الأشجار التي تروى بمياه محلاة، ويمكن استعمال زيوتها في منتجات علاجية.
تشمل الغابة أنواعا أخرى من الأشجار، أعمارها أقل، تتراوح بين 25- 30 عاما، مثل أشجار الكايا، ويؤخذ منها الأخشاب القوية، ويصل الطن من أخشابها ما بين 8- 10 آلاف للمتر المكعب.
مصدر للدخل القومي
يصف مستشار الغابات الشجرية، المهندس عوض شفيق، زراعة شجرة الهوهوبا بأنها "مصدر مهم للدخل القومي" عبر تصدير زيتها الذي يستخدم كقود للطائرات وجلب العملة الصعبة.
وعلى هذا الأساس، تزداد المساحة المزروعة من هذه الشجرة التي تبلغ حاليا 42 فدانا، منها 20 فدانا مؤخرا، وستزيد المساحة مع الوقت.
كما تنتشر زراعة أشجار الهوهوبا في محافظات أخرى، مثل سيناء وسوهاج وأسيوط.
يتراوح سعر الكيلو من بذرتها من 80 إلى 90 جنيها، بينما يصل سعر لتر الزيت منه إلى 500 جنيه.
ماهو دور غابات السافانا في الحفاظ على التوازن البيئي؟