انتخابات الكونغرس ورهانات بوتين.. ماذا تنتظر روسيا؟
01:24 - 07 نوفمبر 2022ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن خبراء وباحثين أميركيين في مجال الأمن الرقمي كشفوا عن محاولات روسية للتدخل في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي، والتي تُعقد الثلاثاء المقبل.
انتخابات ينتظرها العالَم، حيث تشتد المُنافسة بين الحزب الديمقراطي برئاسة جو بايدن ومنافسه اللدود الحزب الجمهوري، في ظل أزمات خارجية لها تداعيات وانعكاسات على الداخل الأميركي، وبالأخص الأزمة الروسية الأوكرانية، فماذا سيُجني الرئيس الروسي مِن نتائج تلك المنافسة؟
تُراهن موسكو، حسب الخبراء، على نتائج تلك الانتخابات في سير عمليتها العسكرية وعلاقتها مع واشنطن بشكل كبير، وهنا يقول الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "JSM" للدراسات ومقره موسكو: "مع انتخابات التجديد النصفي للكونغرس ومع اقتراب فصل الشتاء، تخاطر السلطات الأميركية بفقدان الإجماع على القضايا المتعلقة بأوكرانيا".
أوضح الدكتور آصف ملحم، أن هناك مكاسبَ لروسيا من نتائج تلك الانتخابات، تنقسم إلى:
أولا: ميدانيا
- يقل الدعم العسكري لكييف بشكل كبير، وخلال الأيام الماضية تم التمهيد لذلك من خلال الجمهوريين، والديمقراطيون أنفسهم أكدوا ذلك.
- تعطيل الجمهوريين قرارات الدعم لكييف، سواء أكان ماديا أو عسكريا، بخلاف الضغط على الإدارة الديمقراطية لإرغام كييف على التفاوض.
- تعطيل الدعم العسكري، يسمح لروسيا مع دخول فصل الشتاء في كسب مزيد من الأراضي، والأهم حسم معركة خيرسون.
ثانيا: سياسيا
- ينتظر بوتين كسر الإجماع بشأن قضية دعم أوكرانيا، التي بناها بايدن في واشنطن، "الآن، وأخيرا، بدأ شقوق التصدع الأولى بالظهور".
- وجود الجمهوريين سيخفف من العقوبات المفروضة على موسكو من جانب واشنطن، وفتح الباب أمام تخفيفها، نظرًا لتضرر الاقتصاد الأميركي من تلك العقوبات.
الوضع الراهن
حول الوضع الحالي، أوضح الدكتور آصف ملحم، أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أصبح يشكل مصدر عبء وإزعاج على الغرب.
- ففي بريطانيا يُنظر إليه على أنه أصبح مصدر امتصاص للمال في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة تمر بها القارة الأوروبية.
- حاول بعض لوبيات الحزب الديمقراطي خلال الأسابيع الأخيرة الدفع باتجاه خوض معركة خيرسون بأي ثمن، وضرورة تحقيق انتصار فيها قبل بدء الانتخابات النصفية في الكونغرس الأميركي.
- تحولت المحاولات الغربية لاستنزاف روسيا إلى استنزافٍ لأوكرانيا وللغرب نفسه، كما أنَّ المواجهة المباشرة بين روسيا والغرب لا آفاق سياسية لها على الإطلاق، بل هي دمار شامل للجميع.
- الفائز في الانتخابات الأميركية المقبلة سيضغط لتشجيع أوكرانيا على المفاوضات مع روسيا؛ لكن قد تختلف اللهجة بين حزب وآخر لا أكثر.
الرهان الأوكراني
تراهن كييف على استمرار الدعم نظرًا لخطورة الوضع تجاه أوروبا وواشنطن من السيطرة الروسية، وهنا يقول الإعلامي البولندي كاميل جيل كاتي، إن هناك انقساما بالفعل داخل الحزب الجمهوري، فالبعض منهم حذر بشأن الدعم المالي طويل الأجل لكييف، بينما قرر البعض الآخر، على العكس من ذلك، تخصيص حزمة مساعدات أخرى بشكل أكثر فاعلية وسرعة لأوكرانيا.
وأضاف كاميل جيل كاتي، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه في كلتا الحالتين لن يتم قطع الدعم، بل في أسوأ الظروف سيتم تخفيضه؛ مؤكدًا أن روسيا لن تترك تلك الفرصة للتدخل والتأثير على الانتخابات من أجل الجمهوريين كما حدث في انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب.
من جانب آخر، المسؤولون الأوكرانيون متفائلون حتى الآن، حيث قال وزير الدفاع أليكسي ريزنيكوف: "لقد تلقيت إشارات كثيرة بأنه مهما انتهت الانتخابات، فلن يتغيَّر شيء، وأنا أؤمن بذلك"؛ في السياق تخشى أوروبا مِن أن واشنطن لا تفهم تماما كيف يمكن أن تنتهي الحرب.
والحقيقة أن الولايات المتحدة خصوصا، والغرب عموما، بعد أن فهموا أن مسار الأزمة وتحولاتها اللاحقة لن تكون في صالحهم بدأت تتبع مبدأ "تقليل الخسارة هو ربح" لحفظ ماء الوجه في هذه المنازلة الطويلة.