"مودة".. مبادرة مصرية لوقف "الانهيار الأسري"
14:06 - 01 نوفمبر 2022لا تزال قضية الطلاق تلقي بظلالها على المجتمع المصري، إذ أعلن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء ارتفاع نسبة الطلاق بنسبة 14.7 بالمئة عام 2021، مقارنة بعام 2020، وهو ما دفع الدولة المصرية للتحرّك من خلال وزارة التضامن الاجتماعي لإطلاق مشروع مبادرة مودة.
وسجلت مصر خلال عام 2021، 254 ألفا و777 حالة طلاق، بينما كانت 222 ألفا و39 حالة في عام 2020.
وتسعى مبادرة مودّة إلى:
- وحدة الأسرة المصرية.
- الحدّ من نسب الطلاق التي ارتفعت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة.
- تزويد المقبلين على الزواج بالتأهيل النفسي والاجتماعي.
- تستهدف كل الفئات العمرية، وتحديداً من 18 لـ 25 عاماً
542 حالة طلاق يوميّاً
يشرح المنسق التنفيذي لمبادرة مودة بوزارة التضامن الاجتماعي، أيمن عبد العزيز، تفاصيل وبدايات المبادرة بقوله: "كانت بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الرئيس المصري، خلال المؤتمر السادس للشباب المنعقد في جامعة القاهرة يوليو 2018".
التوجيه كان لوزارة التضامن الاجتماعي المصرية بشأن ازدياد حالات الطلاق سنويّاً في المجتمع المصري، حيث وصلت إلى 198 ألف حالة عام 2017، بمتوسط 542 حالة يوميّاً، وهو ما وصفه عبد العزيز بـ "الخطير".
وأوضح أنَّه بعد الاطلاع على الإحصائيات المتاحة، اكتُشف أنَّ حالات الطلاق التي تقع كانت خلال أول 3 سنوات، بمعدّل 15 بالمئة من المتزوجين حديثاً، لذلك أتت فكرة التوجّه نحو الشباب المقبل على الزواج، بهدف إمدادهم بالمعارف والمهارات اللازمة لتكوين أسرة متماسكة.
بحسب عبد العزيز، تشمل المبادرة 3 جوانب، الجانب النفسي والاجتماعي، والجانب الطبّي، والجانب الديني:
- الجانب النفسي والاجتماعي: التعريف بمفهوم الزواج، وكيفية اختيار شريك الحياة وفقًا لعوامل ثقافية، وعوامل نفسية كتقبُّل الآخر، والعوامل الاجتماعية كالعادات والتقاليد، والعوامل الثقافية كمستوى التفكير وإيجاد وسيلة مشتركة لإدارة الحوار بين الطرفين.
- الجانب الطبي: يشتمل على وجود استشاري أسري طبيب أو طبيبة من وزارة الصحّة، أو دكتور جامعي يتم تدريبه على محتوى المبادرة، ويتحدّثون مع متلّقي الدورة التدريبية، بخصوص التوعية الخاصّة بالكشف الطبي قبل الزواج، أو الأضرار التي من الممكن أن تقع على الأسرة من الناحية الوراثية.
- الجانب الديني: إيضاح مفهوم الدين الإسلامي والمسيحي عن الزواج.
فنّ الاعتذار بين الزوجين
المجندون والمتعافون من الإدمان
ويتابع المنسق التنفيذي لمبادرة مودّة: "حاليّاً لدينا أكثر من مبادرة داخل مشروع مودّة، بدأنا بالجامعات المصرية لأنّ الإحصاء المتاح كشف لنا أنّ هناك 3 محافظات هي الأعلى من حيث الطلاق في 2017؛ في إشارة إلى القاهرة والإسكندرية وبورسعيد.
وكشف عن تدريبات على محتوى مبادرة مودّة لأعضاء هيئة التدريس لتأهيلهم لتدريب الطلاب داخل 27 جامعة حكومية بمحافظات مصر.
واستطرد: "توصلنا بالتنسيق مع وزارتي الدفاع والداخلية للدخول إلى معسكرات الجيش والشرطة، ودرّبنا نحو 40 ألف مجنّد حول مبادرة مودّة.
وبالإضافة إلى ذلك، وفقاً لعبد العزيز، فإنّه تم تدريب نحو 17 ألف فتاة من فتيات الخدمة العامة، و135 ألف طالب وطالبة داخل الجامعات".
وأوضح أنّ المبادرة أيضًا تهتم بالمتعافين من الإدمان؛ حيث تم تدريب نحو 1012 متعافٍ من الإدمان، سواء المتزوجين منهم، أو المقبلين على الزواج، بالإضافة إلى الشباب والفتيات في مرحلة الخِطبَة نحو 9384 من الجنسين.
دورة المبادرة شرطٌ للزواج
وعن الاقتراح بشأن شرط الحصول على الدورة التدريبية للمقبلين على الزواج، قال إنّ الأمر تم تقديمه للحكومة المصرية، ولكنه ما زال قيد الدراسة، ولا يمكننا الإفصاح عن أي تفاصيل بشأن حاليّاً.
وأوضح المنسق التنفيذي لمبادرة مودّة وجود مكاتب استشارات أسرية داخل وزارة التضامن، التي وجهت وزيرة التضامن نيفين القباج بتطويرها في وقت سابق وجهت وزيرة التضامن، وهي معنية بحل المشكلات بين الأزواج، فبإمكان كل زوج اللجوء إليها من دون معرفة الآخر، وإذا حدث اتفاق بينهما، يجلسان سويّاً لحلّ تلك المشكلة في سريّة تامّة.
واختتم بالقول: طبّقنا ذلك النموذج في مجمع الخدمات المتكامل لسيدي عبد الرحمن بمدينة العلمين منذ شهرين، حيث يمتلك مشروع مودّة وحدة للاستشارات الأسرية بداخله.