دراسة حول إهدار الطعام تغضب اللبنانيين
22:44 - 31 أكتوبر 2022في الوقت الذي تكابد غالبية اللبنانيين من أجل الحصول على لقمة العيش، نتيجة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها لبنان، أثارت نتائج دراسة أجريت حديثا، استغرابا في أوساط المتابعين، حيث تبين أن ثلث طعام اللبنانيين يذهب هدرا.
وقد أظهرت دراسة مشتركة عن "هدر الغذاء" في لبنان، أعدتها الجامعة اللبنانية الأميركية والجامعة الأميركية في بيروت، أن أكثر من ثلث كميات الطعام تذهب هدراً في البلاد سنويا، وهو ما يطرح علامة استفهام كبرى حول التناقض الذي يعيش اللبنانيون، خصوصا أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أعلن أن أكثر من نصف اللبنانيين بحاجة للمساعدة لتغطية احتياجاتهم الغذائية والاحتياجات الاساسية.
ويقول الأستاذ المشارك في برنامج التغذية في الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور حسين حسن في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن هدر الطعام الذي يحصل في لبنان بالرغم من الأزمة الاقتصادية، مرده للثقافة اللبنانية التي تعتمد على الضيافة، فاللبناني عندما يدعو أي شخص لتناول الطعام، يعمد الى إغراق الطاولة بمختلف انواع المأكولات وبما يفوق قدرة الأشخاص الموجودين على تناولها، وهذا الفائض بالطعام يتحول الى هدر.
كي لا تلقي بالطعام في القمامة
ويلفت حسن إلى أن المناسبات والجلسات الاجتماعية التي يتم فيها تحضير كميات كبيرة من الطعام، تتكرر بشكل كبير في لبنان، مشيرا الى أن هذه الجلسات تشجع على الهدر، فكلما زاد عدد الاشخاص على طاولة الطعام كلما زاد الهدر.
كما أن ما رفع من نسبة هدر الطعام في لبنان مؤخرا هي مشكلة انقطاع الكهرباء، حيث تسبب ذلك بتلف المنتجات الغذائية التي تحتاج للحفظ في البرادات.
وبحسب حسن فإن المشكلة الأكبر تكمن في أن اللبناني ليس معتادا على ثقافة وهب الطعام الفائض للجمعيات، فبدلا من التبرع بالمأكولات التي لا تزال آمنة لبنك الغذاء اللبناني، فإنه يقوم برميها، وهذا الأمر يتكرر أيضا في المطاعم التي يجب عليها أن تحفّز ثقافة التبرع بفائض الطعام للجمعيات، بالإضافة الى تشجيع الزبون على اصطحاب ما تبقى من وجبته الى المنزل.
وختم حسن بالإشارة الى أن تحقيق هذه الاهداف يتطلب زيادة الوعي في المنازل والمطاعم.
من جهته أكد المدير العام لوزارة الاقتصاد والتجارة في لبنان الدكتور محمد أبو حيدر في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، رغبة الوزارة واستطراداً الحكومة اللبنانية في التعاون مع القطاع الخاص من اجل حل مشكلة الأمن الغذائي، معلنا إن الوزارة تحضر وبالتعاون مع جامعتين في لبنان لإصدار إعلان توعوي حول مكافحة هدر الغذاء في البلاد.
وكشف أبو حيدر أن لبنان سن قانون مكافحة هدر الغذاء، حيث أن المطلوب اليوم من الوزارات المعنية وخاصة وزارة المال أن تتابع القرارات التنظيمية لهذا القانون، مشيرا الى ضرورة تشجيع المطاعم على وهب الطعام المتبقي للجمعيات بدلا من رميه وذلك عبر تقديم تحفيزات ضريبية.