الطاقة مقابل التفاوض.. هل تضغط روسيا على أوكرانيا بالظلام؟
15:52 - 30 أكتوبر 2022أعلنت أوكرانيا أنها بدأت استيراد الطاقة من دول في الاتحاد الأوروبي، للمرة الأولى، بسبب الضربات الروسية التي دمرت البنية التحتية للطاقة في البلاد، حيث شنت روسيا أكثر من 300 هجوم على محطات توليد الكهرباء في أوكرانيا منذ 10 أكتوبر الحالي، مما ألحق أضرارًا بنحو ثلث قدرة البلاد على إنتاج الكهرباء.
في سياق الظلام الذي تعيش فيه كييف، قال نائب مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، إذا أرادت كييف الكهرباء، فهي تعرف الحل وهو الإذعان للشروط الروسية، الرد الأوكراني لم يتأخر كثيرًا حيث تضررت سفينة حربية روسية تابعة لأسطول البحر الأسود في سيفاستوبول خلال هجمات بطائرات مسيرة على شبه جزيرة القرم.
الطاقة الهدف
في تلك الزاوية، يقول الخبير الأوكراني بالعلاقات الدولية قسطنطين جريدين، إن الاستهداف الممنهج للطاقة في كييف وباقي مدن أوكرانيا يأتي في إطار "الاستراتيجية الروسية المفلسة" على حد وصفه.
وأضاف جريدين، في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه بعد تفجير جسر القرم ليس كما قبله، في ظل ما حققته القيادة الأوكرانية من نجاحات سواء في خاركوف وإيزيوم وليمان ومناطق عدة استعادتها في ظل الهجوم المضاد، ما دفع موسكو لاستهداف الطاقة.
• قصف منشآت الطاقة هدفه تقويض وشل قدرة البلاد على التعامل مع حجم الدمار الذي تعرضت له.
• شلل الطاقة خلق أزمة كبيرة كان لها ارتدادات واسعة فكييف أصبحت شبه مدينة أشباح.
• أصابت الصواريخ محطات في مناطق كييف وزابوروجيا وميكولايف وفينيتسا وريفني ودنيبروبيتروفسك وأوديسا.
• استهدفت روسيا، مرافق الطاقة والاتصالات والسكك الحديدية معاً.
من جانب أخر، يقول ألكسندر أرتاماتوف، الخبير العسكري الروسي إن موسكو اختارت جميع أهدافها في عملية قصف كييف بعناية فائقة، وسقطت الضربات على محطات كهربائية فرعية تربط أجزاء مختلفة من نظام الطاقة الأوكراني.
وأضاف أرتاماتوف، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن موسكو كانت تتعامل بمنتهي الحزم للرد على الإمكانيات الأوكرانية التي ظهرت في حادث تفجير جسر القرم، متوقعًا رد حازم أيضًا على استهداف الأسطول البحري.
• الضربات كان هدفها تفكيك النظام بحيث كان من المستحيل نقل القدرات بين مناطق أوكرانيا لموازنة العبء.
• منع نقل القدرات واستخدام الصواريخ الموجهة من خلال ضرب مراكز الاتصالات.
• الضربة الروسية في كييف جعلت من نصف الأسلحة بالأخص الصواريخ خارج الخدمة نظرًا لفقدان الاتصالات.
• حاول الغرب وواشنطن دعم كييف وتعويض الطاقة في التوجيه الخاص بالأسلحة عن طريق الأقمار الصناعية
تحركات كييف
الخبير الأوكراني قسطنطين جريدين، أوضح أن الغرب وواشنطن عقب استهداف كييف العنيف، عزموا على تسريع وتيرة تسليم صفقات أسلحة وبالأخص الصواريخ والأنظمة الدفاعية.
• صواريخ NASAMS الأميركية وعدد من الطائرات المسيرة.
• 4 مدافع هاوتزر ذاتية الدفع PzH-2000 ألمانية الصنع.
• بريطانيا أرسلت بدورها نحو 7 آلاف نظام صاروخي مضاد للدبابات من طراز NLAW
• ذخائر وأسلحة فرنسية بخلاف تدريب ما يقرب من ألفي جندي للرد على قرار تعبئة بوتن.
وأشار جريدين، إلى استمرار كييف في هجومها المضاد بالأخص في الجنوب قبل حلول الشتاء القارس، متوقعًا الدخول في سيناريوهات حرب الشوارع بين روسيا وأوكرانيا.
وميدانيًا وفي ظل التصعيد المتبادل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن كاسحة الألغام المعروفة باسم "إيفان جولوبيز" وكذلك المنشآت في خليج سيفاستوبول تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة نفذته أوكرانيا بتوجيه من خبراء بريطانيين.
وفي أولى ردود الفعل السياسية الروسية على هذا الهجوم، أعلن دميتري بوليانسكي النائب الأول لمندوب روسيا لدى الأمم المتحدة أن موسكو طلبت عقد جلسة لمجلس الأمن في 31 أكتوبر على خلفية الهجوم الأوكراني على السفن المشاركة في "الصفقة الغذائية"، كما أكد أم بلاده انسحبت من اتفاق الحبوب الذي كان برعاية أممية.