الأسهم الصينية في وول ستريت.. هل أضر فوز "شي" بشركات بلاده؟
16:39 - 28 أكتوبر 2022أكد خبيران تحدثا لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن المخاوف من التطورات السياسية بعد تجديد ولاية الرئيس الصيني، هي السبب في الخسائر الكبيرة التي سجلتها أخيرا الأسهم الصينية المقيدة في الولايات المتحدة، واتفقا على أنه المصالح المشتركة رغم الحرب التجارية بين البلدين هي التي أوقفت نزيف الخسائر.
- الشركات الصينية المدرجة في البورصات الأميركية فقدت نحو 93 مليار دولار من قيمتها السوقية يوم الإثنين، بعد موجة بيعية دفعت الأسهم للهبوط لأدنى مستوى في أكثر من 9 سنوات.
- الخسائر الأكبر كانت في أسهم شركات التكنولوجيا الصينية المدرجة في "وول ستريت" بما يشمل "علي بابا" و"بايدو".
- جاءت الخسائر بعد ساعات من انتخاب الرئيس الصيني شي جين بينغ لفترة ولاية ثالثة غير مسبوقة وهو ما يراه المستثمرون سلبيًا على الشركات الخاصة.
المتخصص في العلاقات السياسية والاقتصادية الصينية الأميركية، عامر تمام، قال لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن خسائر الأسهم الصينية في البورصة الأميركية، لها عدة أسباب أولها انتخاب الرئيس الصيني لولاية جديدة، وهو معروف بسياسته المتشددة والصدامية مع الولايات المتحدة، وهو ما زاد من حالة القلق لدى المستثمرين من استمرار وزيادة التصعيد بين بكين وواشنطن خاصة في حربهما التجارية والاقتصادية.
وأضاف أن السبب الثاني هو حالة عدم اليقين المتزامنة مع استمرار سياسة صفر-كوفيد في الصين، والتي تسببت في انخفاض النمو بالاقتصاد الصيني خلال الربعين الأولين من العام الجاري، وفي الربع الثالث رغم وجود نمو في القطاع الصناعي الصيني بنسبة 4 بالمئة إلا أن حالة اليقين مستمرة وزادت مع انتخاب الرئيس الصيني لولاية ثالثة، وهو يؤكد على استمرار سياسة صفر-كوفيد التي تؤدي لإغلاق قطاعات اقتصادية كثيرة.
وتابع أن السبب الثالث يتمثل في التأثير غير المباشر للحرب التجارية بين بكين وواشنطن، والتي تؤدي إلى حالة من القلق بين المستثمرين وهذا الحالة زادت مع مؤشرات تؤكد استمرار هذه الحرب مع التجديد للرئيس الصيني، والذي ينتهج سياسة تسعى لجعل الصين هي القوة العظمى المتربعة على عرش الاقتصاد والسياسة بغض النظر عن النتائج أو الصدام سواء مع الولايات المتحدة أو مع الدول الغربية.
وأكد أن الصين ليس بوسعها فعل شيء لوقف خسائر أسهم الشركات الصينية في وول ستريت لأن هذا شيء خارج سيطرتها، ولكن بكين تنتهج سياسة أخرى وهي تشجيع الشركات على الاستثمار في الداخل الصيني والتوسع في البورصات الصينية وهذا ما أكدت عليه توصيات المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، الأسبوع الماضي، فضلا أن المستثمر الأميركي من مصلحته أيضا وقف خسائر الأسهم الصينية لأن هذا يؤئر بالسلب على البورصة الأميركية ككل.
ومن جانبه قال خبير أسواق المال العالمية، محمد ماهر، في تصريح لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن حجم الخسائر التي سجلتها الأسهم الصينية في البورصة الأميركية، شئ طبيعي، لأن الأسهم الصينية المدرجة بالولايات المتحدة تقدر بحوالي 750 مليار دولار، والبورصة الأميركية انخفضت بمقدار 20 بالمئة، ومبلغ 93 مليار دولار كخسائر تمثل حوالي 12 بالمئة فقط من إجمالي حجم الأسهم الصينية.
وأضاف أن الخسائر سببها التأثر الكبير بأداء البورصه الأميركية، والتي تعكس بالطبع أيضا الصراعات الدائره بين أميركا من ناحية وروسيا والصين على الجانب الآخر.
وأوضح أن الأسهم الصينية استعادت عافيتها في اليوم التالي مباشرة لتلك الخسائر الكبيرة وعوضت نسبة معتبرة من الخسائر، فهناك مصالح مشتركة بين واشنطن وبكين رغم الصراع التجاري والسياسي.
وشدد على أنه بقدر حرص الصين على استقرار أسهم شركاتها في السوق الأميركي، فهناك حرص أيضًا من المتداولين بالسوق الأميركي على ذلك، خوفًا على مصالحهم التي تتضرر بالدجة الأولى من أية خسائر لتلك الأسهم، خصوصًا وأن هذه الخسائر مرتبطة بتذبذب في أسعار التداول وليست خسائر نتيجة فقدان قيم حقيقية لأصول الشركات.