هل فقد الذهب بريقه في وقت الأزمات ولماذا لا يتحرك؟
15:49 - 28 أكتوبر 2022معروف تاريخياً أن الذهب يعتبر من أهم الملاذات الآمنة، ولكن في السنوات الأخيرة، شاهدنا بعض التغييرات في سلوك الأسعار وتحديدا من هو القائد الأول للمعدن الأصفر هل هو الدولار؟ أم التوترات العسكرية والحروب؟ أم الأزمات الاقتصادية والمالية؟ أم معدلات التضخم؟
وفي نظرة على الوضع الحالي، نجد أن الأسعار تتراجع رغم أن العمليات العسكرية في أوكرانيا مستمرة، ولكن لا نرى من ذلك دعما لارتفاعات في أسعار الذهب حتى لو كانت محدودة، وذلك عكس سلوك الذهب التاريخي مع الحروب السابقة، إذ كان يتلقى بعض من الارتفاعات بسبب التوترات الجيوسياسية.
بالنسبة إلى الأزمات الاقتصادية، نرى اليوم حديثاً كبيراً عن ركود اقتصادي قادم أو حتى أن بعض المصارف العالمية الكبرى تعتبر أن أوروبا أصلاً تمر بركود في الوقت الحالي والسؤال هنا: ما موقف الذهب من كل ذلك؟
الاستثمار في المعادن .. ضمان المستقبل.
إذا ألقينا نظرة على ما حدث في الأزمة العالمية، نرى أن الذهب هبط وكسر مستويات 1000 دولار وقت اندلاعها ولم يتصرف كملاذ آمن في البدايات بسبب صعود الدولار، لكنه عاد وبعد أشهر ودخل في موجة صاعدة استمرت سنوات مع تسجيل قمة كانت تاريخية عند مستويات 1921 دولارا في عام 2011.
أما بالنسبة إلى أزمة وباء كورونا أيضاً، فكان هناك سلوك مماثل في البدايات ثم ما لبث أن دخل في رالي قوي أسفر عن تسجيل مستوى قياسي جديد عند 2071 دولارا، ولكن أيضاً نرى أنه عاد وفقد مكاسب مهمة بحوالي 20 بالمئة من مستواه التاريخي.
اليوم، لدينا تضخم لم نشهده منذ 40 عاماً وفي بعض البلدان المتقدمة هو الأعلى تاريخيا وتخطى في الولايات المتحدة مستويات 8 بالمئة، ورغم كل هذه العوامل لم يفعل المعدن الأصفر شيئاً إلى الآن في مواجهة غلاء الأسعار، رغم أن الذهب ملاذ مهم في أوقات التضخم، لا بل على العكس يستمر في تراجعاته.
والسؤال الأهم هو لماذا يحصل ذلك مع المعدن الأصفر؟
الدولار يقف بالمرصاد ويمنع الذهب من الاستفادة من التضخم والحروب والأزمات الاقتصادية ويدعم الدولار أيضاً ارتفاع العوائد على سندات الخزانة الأميركية.