وكالة الطاقة تؤكد.. العالم يواجه أول أزمة طاقة "حقيقية"
07:48 - 25 أكتوبر 2022قال رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول الثلاثاء إن أسواق الغاز الطبيعي المسال العالمية ستشهد شحا أكثر في المعروض العام المقبل مع زيادة واردات أوروبا ومع احتمال انتعاش الطلب الصيني.
وأضاف في مؤتمر خلال أسبوع الطاقة الدولي في سنغافورة إن 20 مليار متر مكعب فقط من طاقة الغاز الطبيعي المسال الجديدة ستُطرح في السوق العام المقبل، وأن العالم في خضم "أول أزمة طاقة عالمية حقيقية".
وقال بيرول إن من المحتمل أن تجتاز أوروبا هذا الشتاء سالمة، على الرغم من بعض الأضرار، إذا ظل الطقس طبيعيا.
وأضاف "ما لم نواجه شتاء شديد البرودة وطويلا، وما لم تكن هناك أي مفاجآت فيما يتعلق بما مر بنا، على سبيل المثال انفجار خط أنابيب نوردستريم، ينبغي أن تجتاز أوروبا هذا الشتاء مع بعض الأضرار السطحية الاقتصادية والاجتماعية".
وقال إنه بالنسبة للنفط، من المتوقع زيادة الاستهلاك 1.7 مليون برميل يوميا في عام 2023، ومن ثم سيظل العالم بحاجة إلى النفط الروسي لتلبية الطلب.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب على النفط بنحو مليوني برميل يوميا هذا العام.
واقترحت دول مجموعة السبع آلية من شأنها أن تسمح للدول الناشئة بشراء النفط الروسي ولكن بأسعار أقل للحد من عائدات موسكو خلال الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وقال بيرول إنه ثمة العديد من التفاصيل يجب الانتهاء منها فيما يتعلق بوضع سقف لأسعار النفط الروسي، وإن الأمر سيتطلب موافقة ودعما من الدول الرئيسية المستوردة للنفط.
وقال مسؤول بوزارة الخزانة الأميركية لرويترز الأسبوع الماضي إنه ليس غريبا الاعتقاد باستمرار تدفق ما يبلغ 80 إلى 90 بالمئة من النفط الروسي خارج آلية الحد الأقصى للأسعار إذا سعت موسكو إلى انتهاكها.
وقال بيرول "أعتقد أن هذا جيد لأن العالم لا يزال بحاجة لتدفق النفط الروسي إلى السوق في الوقت الحالي. نسبة 80 إلى 90 بالمئة جيدة ومشجعة من أجل تلبية الطلب".
وأضاف أنه بينما لا يزال حجم احتياطيات النفط الاستراتيجية التي يمكن استغلالها أثناء تعطل الإمدادات ضخما، فإنه لا يوجد إصدار جديد مطروح.
أزمة الطاقة الروسية الغربية وتأثيرها علينا
أمن الطاقة يحفز نمو الموارد المتجددة
قال بيرول إن أزمة الطاقة الحالية يمكن أن تكون نقطة تحول لتسريع مصادر الطاقة النظيفة وتشكيل نظام طاقة مستدام وآمن.
وقال بيرول "أمن الطاقة هو المحرك الأول (لانتقال الطاقة)"، إذ ترى البلدان أن تقنيات الطاقة ومصادرها المتجددة هي حل للأزمة.
وأشار إلى أن وكالة الطاقة الدولية تتوقع الآن زيادة الطاقة المتجددة بما يقرب من 400 جيجاوات في عام 2022، بزيادة 20 في المئة عن العام الماضي، مقابل زيادة ثمانية بالمئة في توقعات سابقة.
ويفاقم ارتفاع الأسعار العالمية لعدد من مصادر الطاقة، بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي والفحم، معاناة المستهلكين في الوقت الذي يواجهون فيه بالفعل تزايد تضخم أسعار الغذاء والخدمات. ومن المحتمل أن يشكل ارتفاع الأسعار والتقنين المحتمل خطرا على المستهلكين الأوروبيين الذين يستعدون لفصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي.
وفي تقريرها الفصلي الأخير، كانت الوكالة الدولية للطاقة قد أوضحت أن تدابير ترشيد استهلاك الغاز في أوروبا ستكون "حاسمةً" هذا الشتاء للحفاظ على المخزون بكميات تكفي في حال الانقطاع التام للغاز الروسي ووقوع "موجة برد متأخرة".
وأدّى تراجع تدفق الغاز الروسي رداً على العقوبات ضدّ موسكو منذ أزمة أوكرانيا، إلى ارتفاع شديد للأسعار في الأسواق العالمية، ودفع الأوروبيين للتزوّد بالغاز من مصادر أخرى، عبر استيراد الغاز الطبيعي المسال بشكل كبير لا سيما الغاز الأميركي والغاز النرويجي.
وأشارت الوكالة الدولية للطاقة إلى أنه بفضل استراتيجية التنويع هذه فإن "مخزون الغاز كان ممتلئاً بنسبة 90 بالمئة حتى أواخر سبتمبر"، محذرةً في الوقت نفسه أوروبا من عواقب انقطاع كامل محتمل للغاز الروسي، اعتباراً من هذا الشتاء وفي العام المقبل.
كما ارتفع الطلب الأوروبي على الغاز المسال بنحو 65 بالمئة، مقارنة مع العام 2021، في حين أنه انخفض بنسبة 7 بالمئة في السوق الآسيوي، بفعل عوامل ارتفاع الأسعار والطقس المعتدل وسياسة صفر كورونا في الصين.
وتوقّعت الوكالة الدولية للطاقة انخفاضاً بنسبة 0,8 بالمئة في الاستهلاك العالمي للغاز في 2022، وزيادة بنسبة 0,4 بالمئة فقط في 2023، وسط هذا السياق المتوتر في الأسواق العالمية للغاز، منذ عودة الحركة في 2021 مع انتهاء اجراءات الحد من كوفيد، ومنذ بداية أزمة أوكرانيا أواخر شهر فبراير.
وتقدر وكالة الطاقة الدولية أن الدول الأوروبية ستستورد أكثر من 60 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال في العام 2022 أو أكثر من ضعف صادرات الغاز الطبيعي المسال الإضافية للطاقة العالمية.