ألمانيا تواجه كارثة بسبب أزمة الطاقة.. القادم أسوأ
00:15 - 24 أكتوبر 2022تنذر المؤشرات الاقتصادية في ألمانيا بمشكلة كبيرة، بسبب ارتفاع فاتورة الطاقة، إذ زادت حالات إفلاس الشركات بنسبة 34 بالمئة في سبتمبر 2022 مقارنة بنفس الشهر في العام السابق، فيما توقع معهد الأبحاث الاقتصادية الألماني IWH أن ترتفع حالات الإفلاس 40 بالمئة في نوفمبر.
كما تتوقع دراسة لمؤسسة "إليانس ترايد"، ارتفاع عدد الشركات التي ستشهر الإفلاس إلى 16100 شركة خلال عام 2023.
"برنامج مع جيزال" قام بعمل سلسلة من المقابلات الميدانية في ألمانيا تحت عنوان "كيف تواجه أوروبا هذا الشتاء"، وقامت الزميلة جيزال خوري بمواجهة نائب رئيس اتحاد الصناعات الألماني، فولكر تراير، بهذه المؤشرات الاقتصادية الصعبة التي تضغط على الشركات الألمانية، فاعترف بصعوبة الوضع.
وقال: "ثمة تهديد باحتمال فقدان ألمانيا لعدد كبير من الشركات، لا سيما من قطاع الصناعة، والبعض يتحدث حتى عن احتمال ألا تعود ألمانيا دولة صناعية في المستقبل القريب، علما أن ما شكّل قوة ألمانيا حتى اليوم هو كونها دولة صناعية".
قرار أوبك+: هل ينقذ العالم من أزمة اقتصادية محققة؟
وأضاف: "من المبالغ فيه أن نقول إن الاستثمارات توقفت، فالشركات ما زالت تستثمر لكن استثماراتها الآن تقلصت أكثر بكثير من قبل، وذلك بعد أزمة الطاقة وانقطاع الغاز الروسي".
وعن أهم الصناعات التي تأثرت، أوضح تراير: "الشركات المنتجة للمواد الأساسية مثل الزجاج أو المواد الكيماوية أو الغذائية أغلقت بعض مصانعها، والبعض الآخر أغلقت أبوابها تماما".
ولفت المسؤول إلى أنه "بالنسبة لصناعة السيارات، فإن الاستثمارات خرجت من ألمانيا، فهناك 20 بالمئة في قطاع موردي السيارات يستثمرون في الخارج، والكثير منهم يقومون بذلك على حساب استثماراهم داخل ألمانيا. حولوا استثماراتهم للخارج، حيث يستثمرون في دول يكون توفير الطاقة فيها غير مكلف، وحيث ما زال مسموحا بإنتاج سيارات تعمل على محركات الوقود".
وتابع: "أُعلن في أوروبا منذ أسابيع أننا نتوجه نحو إنتاج واستخدام السيارات الكهربائية حصرا. طبعا هذه السيارات مهمة لكنها تقوض إنتاج المحركات التي تعمل على الوقود، وبعض الشركات تقول لنفسها (حسنا نحن لسنا خبراء سوى بمحركات الوقود، وبالتالي سأبحث عن أماكن إنتاج أخرى)".
وعن الدور الذي يقوم به اتحاد الصناعات، الذي يمثل عشرات الآلاف من الشركات الصغرى والوسطى في ألمانيا، قال تراير: "قمنا لتونا بدراسة استقصائية في الشركات الأعضاء التابعة لنا بألمانيا، ويجب أن أقول إن مزاج العمل رديء للغاية. لا يمكن أن يكون أسوأ من ذلك".
وبرر ذلك بالإشارة إلى أن "أسعار الطاقة مرتفعة جدا والأمر لا يقتصر على الطاقة فحسب، بل أسعار الإنتاج مرتفعة جدا، وهذا يعني أن التكلفة بالنسبة للشركات مرتفعة جدا أيضا، وما زالت ترتفع".
ونوه كذلك إلى أن "هذا قد ينعكس على المستهلكين والشركات الأخرى"، مضيفا: "هوامش الأرباح تتقلص والاستثمارات المطلوبة ستتوقف في الأشهر القليلة المقبلة على الأقل. يجب أن نجتاز الشتاء على أمل ألا نحتاج لمزيد من الطاقة، لأننا إذا احتجنا إليها فالوضع سيسوء أكثر. وإذا اجتزنا هذا الشتاء، فسنحتاج أيضا إلى نور في آخر النفق. هذ أوقات صعبة بالفعل".
واستطرد: "يجب أن نجتاز هذا الشتاء. وأنا كممثل عن قطاع الأعمال، أقول إنه من الضرورة أن نكون متفائلين. لدينا فرص رائعة للاستثمار والأعمال والسوق الداخلي والبنية التحتية والمؤسسات الداعمة للأعمال، لكن الطاقة عامل أساسي وهذا ما تعلمناه، لذلك يتعين بذل الجهود وإبرام عقود وإعادة صياغة رؤيتنا".
وأكمل تراير: "وضعنا خططا خضراء طموحة للغاية واستبعدنا الطاقة النووية قبل هذه الحرب، لكن الوضع تغير الآن، وبناء عليه نطالب واضعي السياسات لدينا بإجراء تغيير مناسب. هذه الحرب الشنيعة التي شنتها روسيا على أوكرانيا، لم نكن مهيئين لما سيترتب عليها، ولا أرى أن لدينا الوقت لفرز واضعي السياسات بين متفائل ومتشائم".
وتابع: "إنما علينا أن نكون متفائلين واقعيين، أي أن نتنبه لتوفير الطاقة من أجل الحفاظ على ما يصنع قوتنا، وهو الأعمال، وبشكل خاص العمليات الصناعية في ألمانيا".