أزمة الذرة مستمرة لـ"3 سنوات عجاف".. تراجع الإنتاج السبب
17:33 - 20 أكتوبر 2022تعرضت إمدادات الذرة العالمية لسلسلة أزمات هذا العام، ومن المرجح أن يستغرق تدهورها من عامين إلى 3 أعوام من الحصاد الجيد في مناطق التصدير الكبرى، قبل استعادة معدلات الإمداد الطبيعية مرة أخرى.
وشهد الناتج من محصول الذرة الاستراتيجي في الولايات المتحدة – أكبر منتج في العالم - انخفاضا بنسبة 8 بالمئة على مدار العام الجاري عند 13.94 مليار بوشل (354.19 مليون طن متري) في عام التسويق 2022-23، وفقًا لوزارة الزراعة الأميركية، حيث أثر الجفاف في أجزاء من البلاد خلال موسم النمو بشكل سلبي على المحصول.
وأظهرت بيانات مرصد المحاصيل التابع للاتحاد الأوروبي، أنه في ظل الجفاف التاريخي بأوروبا، تراجعت غلة الذرة، ويقدر الإنتاج في العام التسويقي 2022 - 2023 بنحو 59.57 مليون طن متري، أي أقل بنسبة 18 بالمئة على مدار العام.
الوضع في أوكرانيا
في أوكرانيا – سادس أكبر منتج عالمي - تقلصت القدرة على تصدير وإنتاج الذرة بسبب الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وقالت تقارير محلية، إن الحرب ستسبب انخفاضًا بمقدار 25 مليون طن متري من تدفقات التجارة العالمية.
وتباطأت صادرات الذرة العالمية التي تأتي بشكل رئيسي من الولايات المتحدة والبرازيل – ثالث أكبر منتج عالمي – والأرجنتين – رابع أكبر منتج عالمي - وأوكرانيا في عام 2022، متأثرة بارتفاع الأسعار وانخفاض العرض وانخفاض الطلب من الصين المستهلك الرئيسي.
وحسب مذكرة بحثية لـ "ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس"، تظل البرازيل هي الأمل الوحيد لمشتري الذرة، فلدى البرازيل القدرة على إنتاج محصول قياسي آخر في العام الجاري، لكن السؤال هو ما إذا كان الطقس سيكون لطيفاً بما فيه الكفاية من عدمه.
تشير التوقعات الأولية للوكالة الزراعية الوطنية البرازيلية CONAB إلى أن إنتاج الذرة في الفترة 2022-2023 يبلغ 125.5 مليون طن متري.
توقعات لمستقبل الذرة
ويقول رئيس قسم الحبوب والبذور الزيتية والمواد الأولية المتقدمة في "ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس"، بيت ماير: "نعتقد أن الكثير يتوقف على حجم محصول الذرة البرازيلي. حتى لو كان لدى البرازيل محصول وفير، فإن المشكلات مع أوكرانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ستعني أنه ستكون هناك حاجة إلى 2-3 سنوات من المحاصيل الجيدة على مستوى العالم، قبل عودة الإنتاج إلى مستوياته الطبيعية".
وفي تقرير، قالت بورصة الحبوب الأرجنتينية في بوينس آيرس، إن زراعة الذرة المبكرة في الأرجنتين تأخرت، حيث تم زرع 5.8 بالمئة فقط من المساحة المتوقعة اعتبارًا من 28 سبتمبر، مقارنة بـ16.8 بالمئة قبل عام بسبب الجفاف.
الزراعة في الأرجنتين
وتبدأ زراعة الذرة المبكرة في الأرجنتين في سبتمبر، لكن نقص الأمطار الكافية قد يجبر المزارعين على تأخير الزراعة هذا الموسم، فيما يبدأ حصاد المحصول في أبريل ومايو، ويزرع محصول الذرة المتأخر في ديسمبر ويناير ويحصد في يونيو ويوليو.
ظاهرة "لا نينا"
وأرجع المهندسون الزراعيون، الظروف الجوية الجافة إلى ظاهرة "لا نينا" - هي ظاهرة مناخية تؤدي عادة إلى ظروف مناخية جافة - في جنوب أميركا الجنوبية، وتاريخيا، كان تأثير «لا نينا» على المحاصيل في الأرجنتين أكثر سلبية وشدة مقارنة بجارتها الشمالية البرازيل.
ويرى المعهد الدولي لبحوث المناخ والمجتمع في توقعاته الأخيرة أن "لا نينا" مرشح للاستمرار في شتاء النصف الشمالي من الكرة الأرضية 2022-23.
واعتبارًا من 28 سبتمبر الماضي، أظهرت تقييمات "ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس" أن سعر الذرة البرازيلية يبلغ 292 دولارًا لكل طن متري.