الأسوأ منذ 2014.. مبيعات الهواتف الذكية تدخل دوامة الركود
11:54 - 19 أكتوبر 2022بدأت مؤشرات تسلل الركود إلى عالم الإلكترونيات تتسارع، حيث أظهرت البيانات تراجع نسبة الإقبال على شراء الهواتف الذكية في العالم للمرة الثالثة على التوالي هذا العام.
وبحسب مؤسسة كاناليس لأبحاث السوق، فقد شهدت شحنات الهواتف الذكية تراجعاً بنسبة 9 في المئة على صعيد سنوي خلال الربع الثالث من 2022، مسجلة أسوأ أداء للربع الثالث منذ عام 2014، وذلك بضغط من التوقعات الاقتصادية القاتمة.
وقد احتفظت سامسونغ بالمرتبة الأولى من حيث الحصة السوقية بنسبة تبلغ 22 في المئة، تبعتها آبل بحصة 18 في المئة، لتحل شاومي في المرتبة الثالثة بحصة 14 في المئة.
ويقول الباحث في شؤون التكنولوجيا ألان القارح في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الأرقام الجديدة أظهرت أن الركود بدأ يطرق أبواب صناعة الهواتف الذكية، فالكثير من الأشخاص في العالم يشعرون بالقلق بشأن مواردهم المالية، وتحسبا لذلك يقومون بخفض مصاريفهم عبر العزوف عن شراء أو تجديد هواتفهم، لكون هذا الأمر يعتبر من الكماليات غير الضرورية.
وبحسب القارح، وهو باحث مختص بالهواتف الذكية فإنه ورغم أن العالم مقبل على موسم أعياد، فإن التوقعات ترجح دخول صناعة الهواتف الذكية في دوامة الركود، حتى الربع الثالث من 2023، وهذا الأمر يستدعي من الشركات عدم المبالغة في إنتاجها لتقليل مخاطر تكوين مخزون غير قابل للتصريف بفعل تدهور الطلب.
ويرى القارح أن أزمة ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا ساهمت وستساهم في انخفاض الطلب على الهواتف الذكية، فأولويات المستخدم الأوروبي باتت في " التقشف" لتأمين تكاليف الفاتورة الباهظة لأسعار الطاقة، وما يرتبط بها من منتجات وخدمات وليس لمسايرة الحداثة بشراء هاتف جديد.
ويلفت القارح، إلى أن أرقام "كاناليس" عن تراجع شحنات الهواتف الذكية، أتت بعد أيام قليلة من إعلان مؤسسة "غارتنر" للأبحاث، أن شحنات الكمبيوتر الشخصي حول العالم، بدورها تراجعت بنسبة 19.5 في المئة خلال الربع الثالث من 2022، وهي أكبر نسبة تراجع تشهدها الأسواق منذ منتصف التسعينيات، رغم العروض الهائلة على الأسعار.
من جهته، يقول الخبير في الشؤون التكنولوجية مازن دكاش في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن حالة الغموض الاقتصادية والجيوسياسية دفعت الناس نحو مزيد من "التمهل" في الإنفاق التقني، إذ لم تعد الهواتف الذكية على رأس قائمة أولوياتهم، مشيراً إلى أن نسبة الـ 9 في المئة من التراجع كانت لتكون أكبر لولا العروض والحسومات القوية بالأسعار.
وبحسب دكاش، فإن البيانات كشفت أنه مع تدهور الطلب، كانت لدى البائعين مخزونات كبيرة من الهواتف في شهر يوليو، إلا أن السوق تحسنت في سبتمبر بسبب الخصومات والعروض الترويجية القوية، بالإضافة إلى طرح هواتف آيفون 14 الجديدة التي أنعشت المبيعات قليلاً، وهذا الأمر ظهر جليًا من خلال ارتفاع حصة آبل السوقية إلى 18 في المئة ، مقارنة بـ 15 في المئة قبل عام.
ويلفت دكاش، إلى أن وضع السوق حساس جدا، حيث يميل المستهلكون الآن إلى انتظار العروض الترويجية ووضوح الصورة بالنسبة للاقتصاد العالمي.