دعوة لعدم الإفراط بالتفاؤل.. عقبات أمام اتفاق لبنان وإسرائيل
12:11 - 13 أكتوبر 2022ألقت الأجواء الإيجابية بظلالها على ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وذلك بدعم من تصريحات المسؤولين في البلدين، الذين تشاركوا على وصف ما توصلوا اليه بالاتفاق التاريخي.
وفي حين يسير الطرفان بثقة كبيرة نحو الخواتيم السعيدة لهذا الملف، بدعم أميركي واضح ظهر جلياً، من خلال التهنئة المباشرة التي قدمها الرئيس الأميركي جو بايدن شخصياً للطرفين، إلا أن ذلك لا يعني أن الأمور سالكة تماماً أمام الاتفاق.
فبحسب الخبراء هناك احتمال كبير لأن تنقلب الأمور رأساً على عقب، خاصة أن إسرائيل ستشهد انتخابات قد تكون نتيجتها فوز نتنياهو.
ويقول المحلل السياسي والنفطي أحمد عياش، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إننا أمام مرحلة يغلب عليها الجانب المتفائل بقرب نضوج اتفاق ما بين لبنان وإسرائيل على مستوى تقاسم الثروة البحرية في المنطقة الحدودية، مشيراً إلى أن خلاصة الأنباء تقول إن الطرفين ذاهبان فعلاً نحو توقيع اتفاق.
ولفت عياش إلى أن المعلومات التي يتم تناقلها حول الاتفاق مجرد "عناوين" و"معلومات عامة"، حيث هناك جهل تماماً للنص الرسمي المعتمد للاتفاق، خاصة بعد رفض إسرائيل منذ أيام للتعديلات التي أدخلها لبنان وتحديداً ما يتعلق بخط "الطفافات" أو الحدود الطافية وهي بحدود 5 كلم في المنطقة الحدودية البحرية.
ودعا عياش للانتظار والتمهل قبل الإفراط بالتفاؤل، خصوصاً أن الجانب الإسرائيلي غارق في موضوع الانتخابات البرلمانية، فحكومة "لابيد" سيكون أمامها عائق بالذهاب إلى اتفاق محاط بوابل من الاتهامات والشكوك من جانب نتنياهو الذي يسعى للفوز بالانتخابات، وهو ما قد يدخل الاتفاق نفقاً مجهولاً في حال حقق الفوز.
من جهتها، تقول الخبيرة في شؤون حوكمة الطاقة ديانا القيسي في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن الاتفاق يواجه دعاوى في لبنان وإسرائيل، كما أنه يواجه احتمال فوز حزب نتنياهو في الانتخابات التي ستُجرى خلال أسابيع قليلة، وهذا تحديداً ما قد يتسبب بانقلاب مسار الأمور، مشيرة إلى أن نتنياهو الذي جاهر علناً أنه ضد هذا الاتفاق بإمكانه الانسحاب منه في حال أمسك حزبه بزمام السلطة بعد الانتخابات.
وتشرح القيسي، وهي عضو في اللجنة الاستشارية للمبادرة اللبنانية للنفط والغاز، أن ما سيوقعه لبنان ليس عقداً بل رسائل ستحال إلى الأمم المتحدة، ولذلك فإنه من الممكن سحب الرسالة وتعديلها فلا شيء قاطع في الاتفاق الذي حصل ولذلك يجب الانتظار وترقب الضغوط الأميركية.
وبحسب القيسي فإن الملاحظات التي أدخلها لبنان منذ أيام إلى الاتفاقية كانت بمثابة إصلاحات تهدف إلى حفظ حقه وتفادي الفخاخ التي كانت موجودة والتي قد تؤثر على إمكانية استثمار ثروته النفطية، مشيرة إلى أن الاتفاق الذي حصل لا يعد إنجازاً للبنان الذي كان بإمكانه الحصول على أكثر مما حصل عليه.
وترى القيسي أن التاريخ سيحاسب من لم يقم بالالتزام بالخط 29 وتسبب بتنازل لبنان عن 1430 كيلومتراً مربعاً، معتبرة أن لبنان الذي كانت بيده ورقة حظ ربح ربعها بدلاً من التروي والفوز بها كلها.