بعد الضربات الروسية.. سياسة "الخيط الرفيع" للغرب على المحك
09:12 - 12 أكتوبر 2022دفعت الضربات الصاروخية الروسية التي استهدفت مدنا أوكرانية منذ صباح الاثنين، إلى تصاعد القلق من تفاقم الصراع بين موسكو والغرب على الأراضي الأوكرانية، وسط تساؤلات عن طبيعة الرد الغربي حيال ذلك في الفترة المقبلة.
وأمطرت روسيا المدن الأوكرانية بـصواريخ في أوسع الهجمات الجوية نطاقا منذ بداية الحرب في فبراير، ما أدى إلى سقوط قتلى وانقطاع الكهرباء والتدفئة عن مناطق واسعة.
وجاء الرد الروسي بعد اجتماع للرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع مسؤولين، قال فيه إن أوكرانيا نفذت "أعمالا إرهابية" ضد روسيا حين فجّرت جسرا يربطها بـشبه جزيرة القرم، متعهدا بالرد القاسي عليها إذا تواصلت الهجمات.
استراتيجية الغرب
اعتبرت المفوضية الأوروبية الضربات الروسية "تصعيدا إضافيا" للحرب في أوكرانيا بشكل غير مقبول على الإطلاق.
وقال مدير شؤون الاتحاد الأوروبي بمجموعة الأزمات الدولية، جوزيبي فاما، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه على الرغم من الصور المروعة للضربات الصاروخية في كييف، فإن الاستراتيجية الغربية لن تتغير عما كانت عليه.
وأوضح فاما أن الاتحاد الأوروبي والحلفاء الغربيين سيواصلون جهودهم لجعل روسيا خاضعة للمساءلة والعقاب، لكنهم سيتجنبون التصعيد المباشر ردا على الخطوة الروسية.
وأضاف: "سيكون الاستمرار في هذا المسار ضروريا لمواصلة إضعاف موسكو ومنع فوزها بتلك الحرب، مع تجنب الدخول في صراع مباشر معها حتى لا تتفاقم الأوضاع، إذ سيتم المضي قدما في استراتيجية الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي لأوكرانيا، لكني لا أتوقع تغييرا كبيرا نتيجة الهجوم".
وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قادة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، بـ"أنظمة دفاع جوي كافية"، لمواجهة القصف الروسي، معتبرا أنه "إذا حصلت بلاده على أنظمة دفاع جوي كافية، ستتوقف التهديدات الروسية".
تدريب القوات ودعم بالسلاح
وعن إمكانية تغيّر سياسة الغرب تجاه روسيا بعد القصف الأخير، قال الخبير المتخصص في العلاقات الدولية، أيمن سمير، إن سياسة الغرب واضحة تجاه روسيا وسيستمر في العمل عليها، بمواصلة إمداد أوكرانيا بالسلاح لكن في نفس الوقت سيتجنب إرسال سلاح يصل مداه إلى موسكو، لأن هذا يعني انخراط الغرب والولايات المتحدة بشكل مباشر في حرب مع روسيا.
وأشار سمير في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الغرب لن يرسل أسلحة يصل مداها إلى أكثر 300 كيلومترا كما تطالب كييف، ولكنه سوف يكتفي بالزخم الحالي بإرسال كل أنواع الأسلحة والمعدات، وتدريب القوات بوجود خطة من الاتحاد الأوروبي لتدريب 15 ألف جندي أوكراني جدد.
وأكد خبير العلاقات الدولية، أن الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة "سيواصلون معاقبة روسيا اقتصاديا، إضافة لأي طرف يقدم الدعم لنظام بوتين".
وأوضح أن الغرب "سيواصل العمل على زعزعة الساحة الداخلية في روسيا، واستغلال الحديث عن أن هناك بين الدائرة الضيقة حول الرئيس بوتين من لا يؤمن بالعملية العسكرية الراهنة".
واستبعد سمير تفكير الغرب في توجيه ضربة استباقية للأراضي الروسية، واصفا ذلك بـ"المستحيل حاليا"، لأن هذا "من شأنه أن يفجر الصراع بين القوى الدولية".
وتعهد حلف شمال الأطلسي "الناتو" ومجموعة السبع، بمزيد من الدعم لأوكرانيا في مواجهة الضربات الروسية، والرد "الحازم والموحد" على أي هجوم متعمد على البنى التحتية لدول الحلف.