هل تحسم روسيا الحرب في أوكرانيا عبر القوة النيرانية الهائلة؟
22:17 - 10 أكتوبر 2022أطلقت روسيا وابلا من الصواريخ على أوكرانيا في حملة قصف استهدفت عدة مدن، في خطوة اعتبرها محللون "بداية لمرحلة جديدة من الحرب مع قائد جديد للعملية العسكرية يُعرف عنه الحسم عبر قوة النيران الضخمة.
وقالت أوكرانيا إن روسيا استهدفت بـ 75 صاروخا كييف وخاركيف وسومي (شمال) وجيتومير وخميلنيتسكي وتيرنوبول وإيفانو-فرانكوفسك ولفيف (غرب) وأوديسا ونيكولايف (جنوب) ومقاطعات أخرى، حيث طالت الضربات الجوية والصاروخية مواقع البنية التحتية الحيوية وتسببت في قطع جميع إمدادات الطاقة، كما توقفت السكك الحديدية.
يأتي ذلك بينما تسود حالة من الترقب بشأن الاجتماع الذي يعقده الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، يوم الاثنين، مع مجلس الأمن القومي لبحث تداعيات التفجير الذي ضرب السبت جسر كيرتش الرابط بين البر الروسي وشبه جزيرة القرم.
والسبت، أعلن الجيش الروسي، تعيين قائد جديد لعمليته العسكرية بأوكرانيا؛ وهو الجنرال سيرغي سوروفيكين (55 عاما) الذي سبق أن شارك في الحرب الأهلية بطاجيكستان خلال التسعينيات، وفي حرب الشيشان الثانية بداية الألفية الثالثة، وفي التدخل الروسي في سوريا الذي بدأ عام 2015.
خيار القوة
قال المحلل السياسي التشيكي، أندرو بويفيلد، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الجيش الروسي غير مستعد لحرب الشوارع، حيث جربها سابقا وكانت التكلفة باهظة، ففي الثمانينيات تكبد السوفييت خسائر فادحة أمام المقاتلين الأفغان، ثم حرب الشيشان الأولى أيضا في بداية التسعينيات حيث أحرجوا هناك وقيل إنهم ارتكبوا أفعالا فادحة، قبل أن يعودوا في حرب ثانية بداية الألفينيات لمحو الخسائر حيث حاصرت القوات الروسية غروزني وتواصل القتال لعنيف لأسابيع و"كان الحسم لسلاح الجو الذي حول المدينة لأرض محروقة".
وأضاف بويفيلد "في سوريا أيضا تعلمت روسيا الدرس أيضا، فلم تدخل جنودها في معارك على الأرض ولجأت إلى الحرب الجوية، قبل أن تكرر أخطاءها في بداية العملة العسكرية عندما اتجهت شمالا نحو كييف قبل أن تنسحب بعد خسائر ثقيلة، فحرب الشوارع تحرج الجيوش النظامية وتستنزفها كما حدث مع الولايات المتحدة في فيتنام وأفغانستان والعراق".
وأوضح أن الخسائر التي منيت بها روسيا، مؤخرا، ومن ثم استهداف أماكن باتت في نظر موسكو روسية كجسر القرم أحرج الكرملين بشكل كبير، "ومن ثم كانت التوجيهات للقائد الجديد للعملية العسكرية باتباع الهجمات الشاملة التي عرفها وفعلها سابقا في الشيشان وروسيا، فالاستغاثات من جانب قادة أوكرانيا ستكون بمثابة نصر معنوي للروس بعد تغير لهجة كييف خلال الشهر الماضي إثر بعض الانتصارات في الميدان".
من الوعيد إلى التنفيذ
من جانبه، اعتبر الأكاديمي المتخصص في الشأن الدولي، طارق فهمي، أن الأزمة الأوكرانية تدخل مرحلة جديدة حيث انتقل بوتن من مرحلة الوعيد إلى التنفيذ، حيث حذر مرارا من أن المس بأي أراض روسية، خاصة أن الروس يطالبون برد قاس وانتقادات لتأخر الكرملين في القرارات.
من هو القائد الجديد لحرب أوكرانيا؟
• الجنرال سوروفيكين يبلغ من العمر 55 عاما، وعمل بالجيش الروسي قائدا للقوات المحمولة جوا.
• كان مسؤولا عن إنشاء الشرطة العسكرية الروسية، وهي منظومة جديدة داخل الجيش الروسي.
• قاد سوروفيكين المنطقة العسكرية الشرقية بين عامي 2013 و2017.
• سبق أن شارك في الحرب الأهلية في طاجيكستان خلال التسعينيات، وفي حرب الشيشان الثانية في بداية الألفية الثالثة، وفي التدخل الروسي في سوريا الذي بدأ عام 2015.
• كان يقود مجموعة قوات الجنوب في أوكرانيا، بحسب تقرير لوزارة الدفاع الروسية يعود إلى يوليو.