"آخر سيجارة".. مسرحية لبنانية بطابع "نفسي"
20:11 - 24 سبتمبر 2022افتتحت مسرحيّة "آخر سيجارة" للمخرجة اللبنانيّة لينا أبيض على خشبة مسرح مونو، في العاصمة اللبنانيّة بيروت في عودة ملحوظة للمشهد الثقافي اللبنانيّ بعد تخفيف حدّة القيود التي فرضها وباء كورونا.
وروت مخرجة المسرحيّة لينا أبيض لسكاي نيوز عربية قصة المسرحية: "تروي المسرحيّة قصّة ثلاثة شبّان قرّروا قضاء إجازة نهاية الأسبوع في بيت جبليّ دون اصطحاب زوجاتهم، علماً أنّ اثنين منهما فقط متزوّجان، ليسترجعوا سوياً ذكريات المدرسة، ثمّ تحدث مشكلة تفجّر كلّ المشاكل فيما بينهم وبين زوجاتهم، وحبيباتهم، ومجتمعهم، وحتّى فيما بين بعضهم البعض".
وأضافت: "المسرحيّة تمتلك نمطان، الأوّل كوميدي خفيف، لتنقلب الأمور في نهاية المسرحيّة لتأخذنا إلى مكان آخر كليا حيث يتحدّث الشبّان عن حياتهم بطريقة دراميّة دقيقة".
وعن إخراجها للمسرحيّة قالت: "كان من السهل التعاون مع الممثلين الثلاثة وسام صليبا، ودوري السمراني، ووليد عرقجي، وهم ممثلون محترفون عملوا في المسرح، والسينما، والتلفزيون".
وأضافت:" لقد عملنا على النصّ بطريقة تشبه تلك التي يتكلّم بها الشباب في الشارع اللبناني، كما عملنا على الفضاء الذي يتحرّك فيه الممثلون، وكذلك على تغيّر نمط المسرحيّة من الكوميديا في بدايتها إلى الدراما مع اقتراب نهايتها".
وعن تأثير الأزمات المتتالية التي مرّ بها لبنان مؤخّرا على الحركة المسرحية أكدت: "لا شكّ أن تلك الأزمات كان لها وقع كبير على المسرح، فإذا فكرنا بانفجار مرفأ بيروت، وبتبعات وباء كورونا، وبالأزمة الاقتصادية، نجد أنّنا مررنا بأزمة صعبة جداً انعكست بشكل سلبيّ على المسرح".
وأضافت: "ولكني سعيدة جداً بأن المسرح مشغول وممتلئ حتى يونيو 2023، وهذا ما يثبت أنّ اللبنانيّ يستطيع الوقوف دائماً بعد كل الانكسارات".
من جهة أخرى تحدّث الممثّل دوري السمراني لسكاي نيوز عربيّة: "أضفنا من ذاتنا إلى الأدوار التي أدّيناها في مسرحيّة "آخر سيجارة"، كما أنّ المخرجة لينا أبيض نقلتها من مكان إلى مكان آخر، كما تكلّمنا عن مواضيع تُطرح للمرّة الأولى في المسرح".
وأضاف:" لا بدّ للممثّل أن يخوض تجربة المحترف المسرحيّ كلّ عام كي يخرج مكنوناته، وكي يطور مسيرته الفنيّة التي لا تصقل بالدراما، أو السينما فحسب، إذْ لا بد له من الوقوف على خشبة المسرح لاكتساب المزيد من الخبرة والثقة".
أما بخصوص الجرأة التي تضمّنتها المسرحيّة فقال: "المسرح وُجد لتقديم الجرأة التي لا يمكن أن تعرضها في أماكن أخرى.. ربّما تستطيع أن تقدّم الجرأة قليلا في السينما، ولكنّ المجال مفتوح بشكل أكبر على خشبة المسرح، علماً أن الجرأة تخدم الشخصيّة، وتساعد الممثّل على إظهار مشاعره، كما تعينه ليحقّق التحوّل من الكوميديا إلى الدراما".
وعن دوره في المسرحيّة قال الممثّل اللبنانيّ وسام صليبا: "أجسّد دور "وسيم"، وهو طبيب متحفّظ وملتزم ويحرّم على نفسه ارتكاب الأخطاء، ولكنّ المفارقة تكمن في أنّ حياته مليئة بالأخطاء، وخصوصاً في حياته الزوجيّة، وتكمن الرسالة في إظهار العائلات اللبنانيّة التي تظهر الجانب المثالي من حياتها فيما الحقيقة مليئة بالمشاكل والسلبيات".
وأضاف: "دوري يرتكز بشكل كبير على إظهار الحالة النفسيّة، لذلك لجأنا إلى معالج نفسيّ لكتابة الدور، كما تحدّثنا مع أشخاص وعائلات عانى افرادها ممّا تعانيه الشخصيّة التي أدّيتها على المسرح".
ومن جهة أخرى صرّح الممثّل وليد عرقجي الذي كتب بدوره سيناريو المسرحيّة: "حرصتُ على إظهار الرجال على سجيّتهم وطبيعتهم، وخصوصاً عندما يجتمعون فيما بين بعضهم البعض، ولكنّ الأهمّ هو أنّي ركّزت على حقيقة أنّ الرجال يتباهون بالحديث عن نجاحهم في مهنتهم وأعمالهم، ولكنّهم يخفون الحقيقة والمشاعر الصعبة التي يختبرونها".
وأضاف: "كتبت هذه المسرحيّة في العام 2019، وأوّل من قرأها هي المخرجة لينا أبيض التي أبدت إعجابها بها على الفور، ولكن منذ ذلك الوقت عانينا من أزمات "الثورة"، وانفجار مرفأ بيروت، وتبعات وباء كورونا، ممّا جعلنا نؤجّل عرضها لثلاث سنوات".
حضر حفل الافتتاح والد الممثّل وسام صليبا الفنان اللبناني غسّان صليبا الذي أكّد لسكاي نيوز عربيّة: "أحبّ المسرح بكافّة أنواعه، وأحببتُ أن أرى نجلي وسام على خشبة المسرح في هذه المسرحيّة التي تكمن صعوبتها بأنّ نصّها الكبير توزّع على ثلاثة ممثّلين فقط، ولكنّ إيقاعها كان سريعاً، وقصصها كانت مستمدّة من واقع حياتنا".
أما الممثلة سيرين عبد النور التي حضرت لدعم أصدقائها الممثّلين الذين قاموا ببطولة المسرحية فقالت: "تربطني بالشباب صداقة جميلة جداً، حيث مثّلت معهم جميعاً، كما أنّي أدعم الأعمال اللبنانيّة بشكل مطلق، وفي الحقيقة أعجبت بهذا العمل الذي قدّم لنا جرعة من الكوميديا نحتاجها كثيراً في مثل هذه الأيّام في لبنان".