إيران: سقوط قتلى في اضطرابات بسبب وفاة فتاة كردية بالاحتجاز
01:26 - 21 سبتمبر 2022أكدت السلطات الإيرانية سقوط قتلى خلال اضطرابات شعبية بسبب وفاة شابة في أثناء احتجاز الشرطة لها، ولكنها استبعدت أي مسؤولية لقوات الأمن عن ذلك بقولها إن قتل المحتجين كان "مريبا".
وقالت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية إن المظاهرات في طهران استمرت في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء وإن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع.
وفي محاولة على ما يبدو لنزع فتيل التوتر، قدم ممثل للمرشد الإيراني العزاء للشابة التي توفيت في الحجز في طهران بعد أن اعتقلتها شرطة الأخلاق لارتدائها "ملابس غير ملائمة".
وقالت منظمة هنجاو الكردية لحقوق الإنسان إن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم في كردستان يوم الاثنين عندما أطلقت قوات الأمن النار.
وأكد حاكم إقليم كردستان مقتل ثلاثة أشخاص ولكنه قال إن الوفيات مريبة ولم يحدد المسؤول عنها.
أكراد إيران.. في سطور
فيما يلي بعض الحقائق بشأن أكراد إيران، الذين يمثلون جزءا من مجتمع منتشر في العديد من دول الشرق الأوسط ويشكل واحدا من أكبر شعوب العالم التي بدون دولة.
- تتحدث الأقلية الكردية، ومعظم أفرادها من المسلمين السُنة الذين يعيشون في إيران ذات الأغلبية الشيعية، لغة مرتبطة بالفارسية ويعيشون غالبا في منطقة جبلية تمتد عبر حدود أرمينيا والعراق وإيران وسوريا وتركيا.
- صعدت النزعة القومية الكردية في تسعينيات القرن التاسع عشر عندما كانت الإمبراطورية العثمانية في مرحلة الأفول. ووعدت معاهدة سيفر لعام 1920، التي فرضت تسوية وتقسيما استعماريا لتركيا بعد الحرب العالمية الأولى، الأكراد بالاستقلال.
- بعد ذلك بثلاث سنوات، مزق الزعيم التركي كمال أتاتورك المعاهدة. ووزعت معاهدة لوزان، التي تم التصديق عليها عام 1924، الأكراد بين الدول الجديدة في الشرق الأوسط.
- برزت النزعة الانفصالية الكردية في إيران لأول مرة على السطح مع جمهورية مهاباد عام 1946، وهي دولة مدعومة من الاتحاد السوفيتي تمتد عبر حدود إيران مع تركيا والعراق. وقد استمرت لعام واحد قبل أن تستعيد الحكومة المركزية السيطرة مرة أخرى.
- تسببت الثورة في إيران عام 1979 في إراقة الدماء في منطقة كردستان إذ دارت اشتباكات عنيفة بين الثوريين الشيعة والحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني الذي قاتل من أجل الاستقلال.
- ظهرت مجموعات مسلحة جديدة على غرار حزب الحياة الحرة الكردستاني على مدى العقدين الماضيين، ودارت في بعض الأحيان اشتباكات بينها وبين قوات الأمن. وكثيرا ما لجأ قادتها إلى كردستان العراق واستهدفتهم صواريخ إيرانية.
- تأرجحت مطالب الأكراد بين الانفصالية الكاملة والحكم الذاتي داخل دولة إيرانية متعددة الأعراق تشمل طيفا سياسيا واسعا منا لعلمانية ذات الميول اليسارية إلى الفكر الإسلاموي المتطرف.
- في ظل وجود ما يتراوح بين ثمانية وعشرة ملايين كردي في إيران، تخشى السلطات من تزايد الضغوط من أجل الانفصال بين أبناء أقلية لديها تاريخ طويل من الكفاح من أجل حقوقها السياسية.
- تقول جماعات حقوقية إن الأكراد، الذين يشكلون نحو عشرة بالمئة من السكان، إلى جانب أقليات دينية وعرقية أخرى يواجهون تمييزا فيظل حكم المؤسسة الدينية الشيعية في إيران.
تضارب عن أسباب الوفاة
وتوفيت مهسا أميني (22 عاما) بعدما دخلت في غيبوبة بينما كانت تنتظر مع أُخريات في مركز شرطة الأخلاق التي تطبق قواعد تُلزم النساء بتغطية شعرهن وارتداء ملابس فضفاضة في الأماكن العامة. وأميني من إقليم كردستان.
وقال والدها مرارا إن ابنته لم تكن تعاني من مشكلات صحية وإن الكدمات كانت ظاهرة على قدمها، مُحملا الشرطة مسؤولية وفاتها.
واندلعت المظاهرات في كردستان وامتدت يومي الاثنين والثلاثاء إلى عدة أقاليم أخرى في شمال غرب إيران. ووقعت أعنف الاضطرابات في إقليم كردستان.
وتحدثت وسائل الإعلام الحكومية في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء عن "مسيرات محدودة" في عدة مدن ردد خلالها المتظاهرون شعارات مناهضة للحكومة ورشقو سيارات الشرطة بالحجارة وألحقوا أضرارا بالممتلكات العامة.
وأظهرت مقاطع مصورة بُثت على وسائل التواصل الاجتماعي مظاهرات في العديد من المدن، ظهر فيها نساء يلوحن بأغطية رؤوسهن ومتظاهرون يواجهون قوات الأمن.
وقال نائب قائد شرطة إقليم جيلان إن الشرطة اعتقلت 22 شخصا بتهمة تدمير ممتلكات عامة.