تحرير إيزيديتين من قبضة نساء داعش
22:06 - 18 سبتمبر 2022قامت قوات سوريا الديمقراطية بتحرير إمرأتين إيزيديتين من داخل مخيم الهول، أثناء حملة الإنسانية والأمان التي نفذهتها مؤخراً. في المقابل مازالت العشرات وربما المئات من الإيزيديات في عداد المفقودات والكثير منهن لا يكشفن عن هوياتهن، خوفا من عمليات إنتقامية من التنظيم أو عدم تقبل المجتمع لهن.
وقد تمكنت وحداتُ حماية المرأة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، خلال حملة أمنية داخل مخيم الهول من تحرير إمرأتين إيزيديتين من قبضة النسوة المواليات لتنظيم داعش.
وقد كانت سوسن آخرُ إمرأة إيزيدية من مخيم الهول، ممن تمكنت القوات الأمنية من تحريرها، ورغم وجودها في المخيم منذ فترة طويلة، فإن الخوف من المجهول منعَها من كشفِ هويتِها أو حتى اللجوء للجهاتِ المختصة.
وقد وصلَ عددُ الإيزيدياتِ اللواتي تم تحريرُهن بعد معركةِ الباغوز إلى نحوِ مئتي إيزيدية، ووفقا لبعض المعلومات فإن نحو 400 إيزيدية مازِلْن في عداد المفقودين داخلَ المخيم، وتحولُ عوائقُ كثيرةٌ دونَ معرفتِهن حسب قياداتِ قوات الأمن الداخلي.
وأفادت سوزدار خليل، وهي من قوات الأمن الداخلي: "تأثر العديد من هولاء النسوة بالفكر المتطرف خاصة أن أغلبهن كن صغيرات أثناء قيام داعش بخطفِهن، وكثيرات منهن لديهن أولاد ويخشين العودةَ إلى عائلاتِهنّ، كونُ المجتمعِ الإيزيدي لا يتقبلُ أطفالَهن حتى الآن".
وقد أجبر الاحتجازُ والتهديدُ بالقتلِ داخلَ المخيم، والمستقبلُ المجهول خارجَهُ، العشراتِ وربما المئاتِ من الايزيديات هنا على إخفاءِ هوياتهنَ والتأقلمِ على واقع معيشي ٍ صعب.
نازح إيزيدي.. حين يتحول الوطن إلى مخيم.
تجارب مرعبة
بعد 8 سنوات من الأسر في مخيمات تنظيم "داعش" الإرهابي، عادت الفتاة الإيزيدية روسيتيا إلى مدينة سنجار شمال العراق محمّلة بذكريات مؤلمة تفوق الوصف روتها بمرارة.
وكشفت روسيتا في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية" حقيقة ما يتعرض له الأسرى داخل مخيمات الإرهابيين، حيث قالت: "في 3 أغسطس 2014، اليوم الكابوس، اقتحم داعش قريتنا وقتلوا والدي، وأخذوني وأمي أسرى للموصل، ولم يكن عمري وقتها يتجاوز الثمان سنوات".
وأضافت: "باع داعش والدتي لعائلة داعشية، وأخذوني إلى سوريا بعيدا عن أمي. وبعد أيام علمت بانتحار والدتي، ومررت بأصعب اللحظات عند سماع الخبر".
سوق الرقيق والسماسرة
وسردت روسيتا تفاصيل وصولها في البداية إلى الموصل، حيث أدخلت إلى صالة كبيرة بها عدد كبير من النساء، ومقاتلون من الدواعش يسيرون بينهم، ويلقون النكات، ويتبادلون الحديث عن مواصفات الفتاة الجسدية ولون بشرتها وعينيها التي يريدها كل منهم، مقابل مبلغ من المال.
وفي سوق الرقيق، قالت روسيتا إنها رأت جنسيات عديدة عراقية وسورية وغيرها، لافتة إلى أن النساء الجميلات لهن زبائن يأتون إليهن من دول أخرى، ويتدفقون مع سماسرة على الصالة الكبيرة لمعاينة واختيار "البضاعة" على حد وصفها.
ومن العبارات التي ظلت راسخة في ذهن روسيتا تلك التي كان الزبائن يتبادلونها مع السماسرة مثل "أعطني مسدسك البريتا فأعطيك الحنطية، أما إذا أردت أن تدفع نقدا فأعطني 150 دولارا، بإمكانك أن تدفع أيضا بالدينار العراقي".
وعن الفترة التي قضتها مع الأسرة الداعشية، قالت روسيتا: "كانوا يضربونني، وأتناول فضلات الطعام، وألبس الملابس الممزقة. حين بلغت 12 عاما زوجوني لمقاتل داعشي من العراق في ظروف كالاغتصاب، ورأيت معه أسوأ الأيام، وحين قُتل في معركة الباغوز 2019 نقلوني إلى مخيم الهول بشمال سوريا، وهناك زوجوني من داعشي آخر عمره 70 عاما، ليتناوب على اغتصابي هو وأبناؤه الخمسة".
وأوضحت روسيتا أن تحريرها تم على أيدي القوات الأمنية بالتنسيق مع القوات العراقية الذين تواصلوا مع عمها بسنجار، والذي تولى مهمة رعايتها.