ضمانات أوكرانيا الأمنية تغضب روسيا.. وترد بـ"جريمة الماضي"
12:48 - 16 سبتمبر 2022تواصل موسكو قذف تهديداتها للغرب فيما يخص تبعات احتمال موافقته على الضمانات التي طلبتها أوكرانيا لأمنها ضد روسيا، ولوَّحت بأوراق قديمة من محفظة التاريخ، مثل اتهام دول أوروبية بارتكاب جرائم "إبادة جماعية" ضد السوفييت.
وكان تقدم القوات الأوكرانية أمام القوات الروسية في الجبهة الشرقية فتح شهية الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي، بأن نشر مكتبه مسودة وثيقة "معاهدة كييف الأمنية" يضمن فيها الغرب أمن كييف بشكل دائم، عسكريا وسياسيا وتقنيا واقتصاديا.
وأثارت المسودة غضب الجانب الروسي، وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا، الخميس، بأن عودة أوكرانيا للحياد هي وحدها ما يمكن أن يوفر ضمانات للأمن، وفق وكالات أنباء روسية.
وفي وقت سابق، هددت المتحدثة بأن هذه الوثيقة "ستحرق الغرب"، فيما علق مجلس الأمن الروسي "الدوما" بأنها بداية لحرب عالمية ثالثة.
اتهام الغرب بـ"الإبادة الجماعية"
بالتزامن، أعلن المدعي العام لمدينة سان بطرسبورغ الروسية فيكتور ميلنيك بأن محكمة روسية ستنظر لأول مرة في دعوى تقييم قانوني لمشاركة الدول الأوروبية في حصار لينينغراد (1941- 1944) خلال الحرب العالمية الثانية.
وأوضح لوسائل إعلام روسية أن حصار ليننغراد "سان بطرسبورغ حاليا" شارك فيه الجيش الألماني ووحدات مسلحة من الدول الأوروبية الأخرى.
وسبق أن قدم ميلينك طلبا للمحكمة للاعتراف بحصار لينينغراد كجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية للشعب السوفييتي، مؤكدا ضرورة ضمان حقوق أحفاد الذين ماتوا خلال الحصار.
مسودة الضمانات التي تطلبها أوكرانيا
- تضم حلفاء لأوكرانيا، وهم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وبولندا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وأستراليا وتركيا، إضافة لدول الشمال والبلطيق وأوروبا الوسطى والشرقية.
- تتضمن 4 جوانب، الأول استمرار إمداد كييف بالأسلحة والمال والتدريب وفقا لمعايير حلف الناتو.
- الجانب الثاني، التزام الدول الضامنة بتقديم مساعدات دبلوماسية وعسكرية واقتصادية حال تعرض أوكرانيا لأي هجوم.
- الجانب الثالث، استمرار العقوبات الغربية على روسيا، حتى تعوض كييف عن أضرار الحرب.
- الرابع، توقيع اتفاقية أمنية في البحر الأسود مع تركيا ورومانيا وبلغاريا.
دعم أوروبي غير مسبوق
- عن إمكانية تنفيذ الوثيقة، يرى محمد رجائي بركات، خبير الشؤون الأوروبية، أن بنودها بدأت دول أوروبية تنفيذها بالفعل، مستدلا بخطاب رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، الأخير أمام البرلمان الأوروبي، وارتدائها العلم الأوكراني.
- توجهت رئيسة المفوضية، الخميس، إلى كييف، في ثالث زيارة لها منذ بداية الحرب 24 فبراير.
- تستعد ألمانيا لتزويد أوكرانيا بـ12 مدرعة جبلية و16 مدرعة طراز "بيبر" لمد الجسور، و200 شاحنة نقل عسكرية ثقيلة، و14 عربة جر ثقيلة.
- تعتزم الدنمارك تدريب عسكريين أوكرانيين على أراضيها، كما تفعل بريطانيا.
موقف الدول الضامنة
عن موقف الدول الغربية وتركيا، يوضح إيهاب عباس، المتخصص في الشأن الأميركي، أنه يمكن تطبيق الوثيقة حال توافق الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا عليها.
لكن تبقى العقبة هي تركيا التي قد تعترض عليها، ووقتها سيكون الحل تحييدها رغم إمدادها أوكرانيا بطائرات الدرونز، كما يتوقع عباس.
تبعات المعاهدة إن تمت
يرجح خبير الشأن الأميركي أنه حال تنفيذ "معاهدة كييف الأمنية"، ستكون النتائج:
- ينفتح الباب على مصراعيه لزيادة التوتر بين روسيا والغرب؛ ما يدفع روسيا لتكثيف عملياتها العسكرية واستخدام نوعية جديدة من الأسلحة.
- قد يمتد الصراع خارج الأراضي الأوكرانية، مع استمرار الحرب لسنوات.
- من جانبه، يتوقع بركات، أنه إذا استمرت دول الاتحاد الأوروبي على موقفها دون العمل على وقف الحرب، والعودة لشراء الغاز والنفط الروسي، فستواجه لا محالة مزيدا من الأزمات.