سحب تصفيات آسيا من البصرة.. رياضة العراق تدفع ضريبة أزماته
06:47 - 04 سبتمبر 2022كسائر القطاعات الوطنية تعاني الرياضة العراقية من تبعات الأزمة السياسية والأمنية الحادة التي تضرب البلاد منذ نحو عام كامل، بعد إجراء الانتخابات العامة في شهر أكتوبر الماضي.
تصفيات آسيا خارج البصرة
- قرر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم نقل التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا للشباب من مدينة البصرة العراقية إلى دولة الكويت، بسبب الأوضاع الأمنية التي شهدتها البصرة الأربعاء الماضي والتي أدت لمقتل 3 وإصابة 4 آخرين.
- أكد الاتحاد العراقي لكرة القدم أنه قد تم إبلاغه من قبل الاتحاد الآسيوي بقرار نقل تصفيات آسيا للشباب من البصرة، على خلفية الأحداث الأخيرة التي جرت في العراق.
- كان من المقرر أن تقام التصفيات للمجموعة السادسة في البصرة في الفترة الواقعة ما بين 14 و18 سبتمبر الجاري.
- المنتخبات التي كان مزمعا مشاركتها في تلك التصفيات هي، الهند والكويت وأستراليا بالإضافة إلى العراق، لكن أستراليا قررت الانسحاب مطالبة بنقل التصفيات لخارج العراق، إثر تعرض سيارة دبلوماسية تابعة للسفارة الأسترالية في العاصمة بغداد لحادث انفجار عبوة ناسفة على طريق مؤدية إلى المنطقة الخضراء قبل أيام دون وقوع خسائر.
- قرار الاتحاد الآسيوي يأتي بعد أحداث دامية هي الأشد والأحدث التي شهدتها مدينة البصرة بأقصى الجنوب العراقي واستمرت من الأربعاء وحتى صباح الخميس الماضي، بين أنصار التيار الصدري وفصائل شيعية أخرى موالية لإيران.
- كانت المنطقة الخضراء الشديدة التحصين ببغداد والتي تضم المراكز الحكومية والدبلوماسية الحساسة، قد شهدت مؤخرا مواجهات عنيفة مسلحة خلفت أكثر من 30 قتيلا ونحو 500 جريح إثر إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اعتزال السياسة.
ضريبة صراعات السياسة
يقول عامر مؤيد الصحفي العراقي المتخصص في الشؤون الرياضية، في لقاء مع سكاي نيوز عربية: "الأوضاع السياسية والأمنية المضطربة بالعراق تنعكس بداهيا على كافة المجالات وليس على الرياضة العراقية فقط، فقد كان واضحا أن تصفيات كأس آسيا للشباب سيتم سحبها من مدينة البصرة على وقع التعرض للبعثة الأسترالية الدبلوماسية ببغداد، وما تلاه من انسحاب المنتخب الأسترالي من التصفيات".
مصير استضافة خليجي 25
يقول مؤيد "القلاقل والاشتباكات التي تمت مؤخرا داخل المنطقة الخضراء ومن ثم في البصرة حسمت القرار الآسيوي لسحب تنظيم التصفيات بالعراق، ومع الأسف هذا مؤشر سلبي قد ينعكس حتى على تنظيم بطولة خليجي 25، بحيث يسحب ملفها أيضا من العراق، فالدول الخليجية رغم حرصها على عقد البطولة بالعراق، لكنها في ظل ما يحدث لن تجازف بارسال منتخباتها لبلد غير آمن ويعيش هكذا أزمات وصراعات سياسية ومسلحة حادة."
"العراق بحاجة لاستقرار أمني وسياسي ولتطوير بناه التحتية الرياضية من منشآت وملاعب وقاعات وفنادق، كي يكون قادرا على استضافة المناسبات والبطولات الكروية والرياضية عامة العربية والقارية"، كما يرى الباحث في الشؤون الرياضية.
الوضع العراقي يتقهقر
يقول علي البيدر الباحث في الشأن العراقي، في حديث مع سكاي نيوز عربية: "مع الأسف الوضع العراقي العام يتقهقر للوراء بعد فترة من الاستقرار واستتباب الأمن، حيث كنا نلاحظ تدفقا من قبل الوفود العربية السياسية والرياضية والاقتصادية والثقافية على البلاد، فضلا عن بدء توافد السياح والمؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي عليه".
ويضيف: "وهذا التراجع المخيف هو مؤشر واضح لضعف الدولة وعدم إيلائها الاهتمام اللازم لهذه القطاعات الحيوية، واستهانة المنظومة السياسية بها وجعلها قربانا لصراعاتها على المناصب والمال والسلطة".