أزمة الطاقة تهدد الجنيه الإسترليني بالتعادل مع الدولار
13:09 - 02 سبتمبر 2022تتوقع بنوك استثمار أن يتراجع الجنيه الإسترليني إلى مستويات قياسية متدنية أمام الدولار، خلال العام المقبل، مع تصاعد احتمالات ركود بريطانيا.
عملة المملكة المتحدة، سجلت بالفعل أسوأ أداء شهري لها منذ تصويت بريكست، حيث تراجعت بنحو 5 بالمئة في أغسطس الماضي، فيما تشير التوقعات إلى أن الجنيه الإسترليني قد يواصل الانخفاض قريبا مقتربا من التعادل مع الدولار، وهذا من شأنه أن يرفع تكلفة الواردات، ويزيد من حدة التضخم، المتأثر بشدة بارتفاع أسعار الطاقة.
وانخفض الجنيه الإسترليني بنحو 14 بالمئة منذ بداية العام الجاري وحتى الآن، ليصل إلى مستوى 1.15 دولار.
ويتوقع بنك استثمار "كابيتال إيكونوميكس" أن ينخفض الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوياته التاريخية عند مستوى 1.05 دولار بحلول منتصف عام 2023، فيما يتوقع "نومورا بنك" أن يلامس الجنيه مستوى 1.06 دولار في نهاية 2023، كما يتوقع "بنك أوف كندا" أن يصل إلى 1.07 دولار في نفس الوقت تقريبا.
ارتفاع العملات وهبوطها.. فرصة تتكرر دائما.
من جانبه، قال أشرف العايدي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "انترماركت استراتيجي"، في تصريحات خاصة لـ"اقتصاد سكاي نيوز عربية": "لا أتوقع أن ينخفض الجنيه إلى 1.05 دولار، ولكن من الممكن أن يهبط إلى حوالي 1.10 أو 1.11 دولار".
وأشار إلى أن الجنيه الإسترليني، يواجه ضغوطا كبيرة تدفعه إلى النزول، وذلك بسبب عدة عوامل مجتمعة، من بينها ارتفاع أسعار الطاقة، والبطالة، والانكماش، إلى جانب ارتفاع الدولار الأمريكي.
"أيضا بريطانيا تعتبر من أكبر البلدان في العجز التجاري، والديون، وهي عوامل تؤدي إلى الضغط على سعر الجنيه الإسترليني، هذا بالطبع إلى جانب الأزمات المتعلقة بالبريكست"، بحسب ما قاله العايدي.
من جانبه، توقع المدير التنفيذي لشركة المتداول العربي، أحمد عياد، أن يواصل الجنيه الإسترليني التراجع خلال الفترة المقبلة وبخاصة مع استمرار ارتفاع التضخم في بريطانيا بوتير قوية للغاية، موضحا أن "التوقعات تشير إلى أن التضخم سيستمر في الارتفاع بكل قوة وربما يصل إلى 19 بالمئة".
وأضاف: "مع إصرار بنك إنجلترا على عدم تشديد السياسة النقدية بقوة على غرار الفيدرالي الأميركي والبنوك المركزية الكبرى، فقد يعتبر ذلك هو العامل الأهم الذي سيجعل الإسترليني يسجل خسائر قوية أمام الدولار، وربما قد نشاهد نقطة التعادل بين العملتين في المستقبل القريب".
يذكر أن اقتصاد بريطانيا انكمش في الربع الثاني من عام 2022، بنسبة 0.1 بالمئة، حيث عصفت أزمة تكلفة المعيشة بالوضع الاقتصادي الحالي. ويعد هذا الانكماش هو الأول منذ أزمة وباء كورونا في الربع الأول من عام 2020.
وقال كبير الاقتصاديين، بول ديلز، بوحدة المملكة المتحدة في بنك استثمار "كابيتال إيكونومكس"، إن أزمة الطاقة الأوروبية ستدفع منطقة اليورو والمملكة المتحدة إلى الركود الاقتصادي.
وأضاف، في مذكرة بحثية، أن الجنيه الإسترليني قد يقترب من مستوى التعادل مع الدولار، بعد أن تراجع اليورو بالفعل دون حاجز التكافؤ مقابل العملة الأميركية.
وتكبدت معظم العملات العالمية خسائر قوية أمام الدولار، مع اتجاه الاحتياطي الفيدرالي لمواصلة رفع معدلات الفائدة بشكل قوي لوقف التضخم المتسارع.