شركات التكنولوجيا الصينية تعاني.. والسبب سياسة "صفر كوفيد"
17:12 - 29 أغسطس 2022سجلت شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة أسوأ أداء فصلي على الإطلاق، بسبب خسائر كبيرة تكبدتها نتيجة لسياسة "صفر كوفيد"، والتي تتبعها بكين بهدف السيطرة على انتشار فيروس كورونا.
وذكر تقرير لـ "سي إن بي سي" أن شركة التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة "علي بابا" قد سجلت استقرارا في إيراداتها على أساس سنوي لأول مرة على الإطلاق خلال الربع الثاني من العام الجاري.
كما أعلنت شركة "تينسينت" لوسائل التواصل الاجتماعي عن أول تراجع قياسي في مبيعاتها في نفس الفترة.
وسجلت شركة "جي دي دوت كوم"، ثاني أكبر شركة للتجارة الإلكترونية بالصين، عن أبطأ نمو للإيرادات في تاريخها، في وقت سجلت فيه شركة "اكسبينغ" لصناعة السيارات الكهربائية عن خسائر بأكبر من التوقعات.
وتبلغ القيمة السوقية لهذه الشركات مجتمعة أكثر من 770 مليار دولار، وتأثرت جميعها سلبًا نتيجة سياسية الصين في التعامل مع انتشار الفيروس.
وفي الربع المنتهي في شهر يونيو، شهدت الصين عودة لانتشار فيروس كورونا، ما دفع بكين لتطبيق سياسة "صفر كوفيد" والتي تشمل تطبيق مجموعة صارمة من الإجراءات، بما فيها تنفيذ إغلاقات بأماكن انتشار الفيروس، والقيام بفحوصات جماعية.
وخلال تلك الفترة، وبحسب التقرير، فقد تم إغلاق مدن رئيسية، بما في ذلك مدينة شنغهاي لعدة أسابيع.
وفي الربع الثاني من العام الجاري، سجل اقتصاد الصين نموًا طفيفًا بنسبة 0.4 بالمئة فقط، وقد أثر النمو الطفيف على قوة المستهلكين في البلاد، وخفضت الشركات إنفاقها في مجالات محددة تشمل الإعلانات والحوسبة السحابية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "علي بابا"، دانييل تشانغ، إن مبيعات التجزئة للشركة قد تراجعت على أساس سنوي في أبريل ومايو بسبب انتشار فيروس كورونا في مدن رئيسية مثل شنغهاي، موضحًا أن المبيعات قد تحسنت ولكن ببطء في شهر يونيو.
وأشار إلى أن الشبكة اللوجستية للشركة في الصين قد تأثرت بالإغلاقات التي قامت بها البلاد، كما أن بعض مشروعات الحوسبة السحابية قد تعطلت لنفس السبب، بحسب تقرير "سي إن بي سي".
وخلال الفترة الأولى لانتشار فيروس كورونا، شهدت شركات التسوق عبر الانترنت والألعاب ازدهارًا بسبب تحول الناس إليها، ما يجعل من مقارنة أداء تلك الشركات حاليًا بأدائها في السنوات الماضية أكثر صعوبة.
وأما شركة "تينسينت"، فقد شهدت تراجعًا قياسيا في إيرادات خدمات التكنولوجيا المالية في الربع الثاني من العام الجاري، كما تراجعت إيرادات الشركة من الإعلانات عبر الإنترنت.
وأما "جي دي دوت كوم" فقد حقق أداء جيدًا في الربع الثاني، إلا أن عمليات الإغلاق تسببت في رفع تكاليف التنفيذ والخدمات اللوجستية للموقع الصيني الشهير.
وفي نفس الوقت، يواصل قطاع التكنولوجيا الصيني العمل في بيئة أكثر صرامة، فعلى مدار العامين الماضيين، بدأت الصين بتطبيق سياسات أكثر تشددا بهدف حماية البيانات والمعلومات عبر الانترنت.
كما أن معدلات النمو الهادئة لثاني أكبر اقتصاد بالعالم جعلت من المستثمرين أكثر حذرًا بشأن توقعاتهم حول مستقبل النمو في البلاد.