الأردن أحدث المنضمين.. ضريبة خاصة تلاحق "الإنفلونسرز العرب"
08:29 - 27 أغسطس 2022يُعد مفهوم فرض الضرائب أحد أهم مصادر الدخل المالي للدول، وهو يعود إلى التجمعات البشرية القديمة، حيث اختلفت أنواع الضرائب مع مرور الزمن من الضريبة على حجم النوافذ في المنازل إلى الحاصل الزراعي مروراً بالشركات والرواتب، لتصل في السنوات الأخيرة إلى مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، بما بات يُعرف بـ "ضريبة الشهرة" الإلكترونية.
وهذا النوع من الضرائب الذي يفرض على مشاهير السوشيال ميديا أو "الإنفلونسرز" ليس بجديد في العالم العربي، حيث كانت دولة الإمارات العربية المتحدة أول من طبّقه بنجاح، لتنضم السعودية ومصر إلى قائمة متبنِّي هذا التوجه.
ومؤخراً عاد موضوع "الضرائب على المؤثرين" إلى الواجهة في العالم العربي، حيث أعلنت السلطات الأردنية عن إخضاع مشاهير منصات التواصل الاجتماعي لقانون الضرائب على الدخل.
ضريبة على أي دخل
ويقول المستشار والناطق باسم دائرة ضريبة الدخل والمبيعات في الأردن موسى الطراونة في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الدائرة لم تفرض أي ضريبة خاصة على مشاهير السوشيال ميديا، بل أن ما حصل هو إخضاع هؤلاء للقانون الضريبي الموجود، والذي ينص على فرض ضريبة على أي دخل لأي شخص مهما كان نوع عمله.
تسجيل 100 مؤثر
ولفت الى أن قرار الدائرة جاء لتوعية "مشاهير السوشيال ميديا" ودفعهم للتصريح عما يجنوه لتسديد الضرائب المترتبة عليهم، مشيراً الى أن هناك تجاوباً من النشطاء حيث قام حتى الآن أكثر من 100 شخص بتقديم بياناتهم المالية.
وعن مدى قدرة "المؤثرين" على الاحتيال والتهرب من الضرائب يقول الطراونة، إن دائرة ضريبة الدخل والمبيعات، لديها قاعدة بيانات واسعة، وبالتالي فإنها تقوم بمقارنة المعلومات التي تم تقديمها، مع ما هو متوفر لديها لتتوصل إلى النتيجة الصحيحة، مشيراً إلى أن هذا الإجراء يتم تطبيقه في مختلف الدول التي تُخضع مشاهير وسائل التواصل للقوانين الضريبية.
من جهته، يقول نورالدين اليوسف وهو إعلامي وصانع محتوى، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" إنه يؤيد التوجه الذي تقوم به بعض الدول العربية والهادف إلى تنظيم قطاع وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً ان عالم "السوشيال ميديا" في العالم أجمع فيه الكثير من الأشياء المبهمة.
وأثنى اليوسف على القانون الذي يتم تطبيقه في دولة الإمارات العربية المتحدة والذي يتيح معرفة "الصح من الخطأ"، وهو ما حصل قبل فترة عندما تم محاسبة بعض " الإنفلونسرز" الذين أعلنوا لشركة وهمية، كما تم أيضاً محاسبة الشركة المُعلنة.
أداة قوة
أما الإعلامي زافين كيومجيان، فيقول في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" إن وسائل التواصل الاجتماعي أتاحت للمستخدمين القدرة على الاستفادة من خاصية المتابعة التي تحولت إلى "أداة قوة"، مشيراً إلى أن ما يُعرف بالـ"إنفلونسرز" بات يعتبر مؤخراً كعمل، وهذا التحوّل سبب حالة من الضياع في بعض الدول.
ولفت كيومجيان إلى أن المشكلة تكمن في أن "الإنفلونسرز" ليس لديهم مدخول ثابت وأحياناً يقومون بالإعلان مقابل الخدمات والهدايا، متسائلاً عن كيفية احتساب هذه الهدية أو الخدمة كمدخول، مشيراً إلى أن هناك حاجة مستمرة لتطوير قوانين الضرائب على مشاهير السوشيال ميديا، وذلك لفرض نظام ضريبي عادل حسب المدخول.
أما الصحفي رشاد إسكندراني فيقول في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" إن المملكة العربية السعودية وفي إطار التزامها المستمر بتطوير تقديم الإعلانات على مواقع التواصل، أطلقت مؤخراً خدمة "موثوق" التي تتيح الحصول على ترخيص مدته 3 سنوات، لتقديم الإعلانات على "السوشيال ميديا"، وذلك مقابل دفع رسوم مالية.
واعتبر أن هذا الإجراء ستكون انعكاساته إيجابية لناحية التزام الجميع "الإنفلونسرز" بالقانون.