أزمة أسمدة تلوح في أوروبا مع الصعود الجنوني للغاز
11:16 - 26 أغسطس 2022تهدد أسعار الغاز المرتفعة بأزمة أسمدة في أوروبا. فقد حذرت الأمم المتحدة وعاملون في مجال الصناعة ومحللون لسوق الأسمدة من أن نقص الأسمدة الأساسية التي تعتبر روسيا مصدرا رئيسيا لها، قد يؤدي إلى ارتفاع كبير بأسعار المواد الغذائية العام المقبل، وبالتالي بالجوع.
زادت الأسعار العالمية لأسمدة (NPK) الكيميائية ثلاثة أضعاف منذ بداية عام 2021 وحتى منتصف العام الجاري في سابقة هي الأولى من نوعها.
في أوروبا، بلغت أسعار الأسمدة الكيميائية مستوى "تاريخيا" لأنها مرتبطة بأسعار الغاز إذ أن هذه الأخيرة تشكل 90 بالمئة من تكاليف إنتاج الأسمدة النيتروجينية مثل الأمونيا وسماد اليوريا. غير أن أسعار الغاز الطبيعي تواصل ارتفاعها مع خفض روسيا إمدادات الغاز إلى أوروبا الداعمة لأوكرانيا.
وللحفاظ على أرباحهم، أوقف العديد من مصنعي الأسمدة الأوروبيين إنتاجهم من الأمونيا التي يتم الحصول عليها من خلال الجمع بين النيتروجين من الهواء والهيدروجين من الغاز الطبيعي. وهذا التوقف عن إنتاج الأمونيا لم يحصل منذ أزمة العام 2008 المالية.
ويقول نيكولا بروتان، وهو رئيس الفرع الفرنسي لشركة "يارا" النرويجية لتصنيع الأسمدة النيتروجينية، لـ"وكالة فرانس برس"، إن وصول سعر الميغاواط ساعة من الغاز إلى أكثر من 300 يورو حاليا بعدما كان معدله "20 يورو في السنوات العشر الأخيرة" هو "مشكلة كبيرة".
ويضيف "لم يعد بإمكان مصنعي الأمونيا تحمل ذلك، لأن سعر الغاز أصبح أغلى بـ10 أو 15 مرة من قبل".
وشهدت أسعار الغاز في الأيام الماضية ارتفاعات هائلة، حيث قفز سعر الغاز بنحو 30 بالمئة في خمسة أيام فقط إلى أكثر من 315 دولارا للميغاواط ساعة.
وأعلنت عدة شركات في أوروبا أيضا أنها ستعلق جزءا كبيرا من إنتاج الأمونيا، نتيجة الارتفاع الكبير في الغاز.
وقال بروتان: "خطر النقص الذي قد يتسبب به توقف الإنتاج في كلّ أنحاء أوروبا هو خطر حقيقي، وقد تحدث مشكلة في الموارد لأن الأسمدة تُصنع في الشتاء تحسبا لموسم ربيع 2023".
كما أن المزراعين قد ينقصهم البوتاس بسبب العقوبات المفروضة على روسيا التي تعد واحدة من المنتجين الرئيسيين له، بالإضافة إلى العقوبات على بيلاروس "المسؤولة عن سدس إنتاج العالم من البوتاس".
وقبل بداية الحرب في أوكرانيا، كانت روسيا أول مصدر لأسمدة NPK الكيميائية على المستوى العالمي.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الأسمدة والمواد الزراعية الروسية لا تطالها العقوبات ويمكن أن تصل بسهولة للأسواق العالمية و"دون أي حواجز"، محذرا من حدوث أزمة غذائية عالمية في العام 2023 إذا لم يتحقق الاستقرار في سوق الأسمدة في العام 2022.
وأشار خبراء من معهد "سيكلوب" لتحليل الأسواق العالمية للمواد الأولية والسلع إلى أن البرازيل، وهي قوة زراعية تعتمد على روسيا كمزودها الأول بالأسمدة، "أدركت اعتمادها هذا الذي سيؤثر على الحملة الزراعية للعام 2023".