العراق.. القضاء في دوامة الأزمة السياسية
23:57 - 23 أغسطس 2022وسع التيار الصدري من دائرة الأزمة السياسية في العراق، وأقحم القضاء في الصراع مع الكتل السياسية، بينما شهد العراق يوما جديدا من الاحتقان السياسي الذي يدخل البلاد إلى المجهول.
فبعد أن حاصرَ أنصارُ الصدر مبنى مجلس القضاء الأعلى، عاد الصدر نفسُه ودعاهم إلى الانسحاب والإبقاء على خيام الاعتصام.
خطوةُ الصدر جاءت بعد فشل رهانِه على القضاء بالتحرك لحل البرلمان وإجراءِ انتخابات مبكرة، تصعيد رد عليه القضاء، بمذكراتِ اعتقال بحق قادة في التيار.
أما رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، فعاد على عجل إلى بغداد من مصر. ورئيس الجمهورية حذر من تداعيات تعطيل المؤسسة القضائية، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي طالب بإبعاد القضاء عن الخصومات السياسية.
تطوراتٌ تستدعي البحث في أسباب إقحامِ الصدر للقضاء في الأزمة وتبعات هذا التصعيد؟
وقال الخبير القانوني والدستوري فيصل ريكان في مقابلة مع سكاي نيوز عربية: "التعرض إلى القضاء قد يؤدي إلى انهيار الدولة بالكامل، فالقضاء هو حائط الصد، لذا يجب أن نحافظ على هذا الحائط من أي تخريب".
وشدد ريكان: "هناك سوء فهم لدور القضاء في هذه المرحلة، المحكمة الاتحادية في العراق، واجباتها دستورية، البعض يتصور أن باستطاعتها حل البرلمان، لكنها لا تستطيع فعل ذلك وفقا للدستور."
العراق.. أزمة إلى المجهول
الاحتقان السياسي يقود العراق إلى المجهول، وباتت الحلول للخروج من الانسداد مرهونة بـ"كسر العَظْم" تارة و"لَيِّ الذراع" تارة أخرى بين كتل الأزمة.
هذه أزمة أججها خلاف شيعي شيعي أطرافُه التيار الصدري، والإطارُ التنسيقي، أما السنةُ والأكراد، فمواقف تتراوح بين الدعوة للتهدئة والترقب لمخرجات توافق شيعي مرجو.
وقال الكاتب والباحث السياسي حيدر الموسوي لسكاي نيوز عربية، إن تحركات التيار الصدري كانت "غير موفقة"، مشيرا إلى تحركات الصدر تجاه مجلس القضاء كانت لدفع المجلس للتحرك في صالحه.
وقال الموسوي: "هناك قرار مرتقب من القضاء يوم 30 أغسطس المقبل، ولكن التيار الصدري شعر بأن مجلس القضاء لن يصدر قرارا في مصلحته، ولن يحل البرلمان، ولذلك قام بخطوة استباقية وحرك أنصاره هناك".
توافقٌ الأطراف السياسية في العراق يبدو بعيد المنال حاليا، بعد إقحام الصدر للقضاء في الخلاف ورفض الإطار التنسيقي لكل محاولات الحوار مع الصدر، وكل ما يستطيع فعله المواطن العراقي، هو انتظار سير الأحداث، والأمل بحل سياسي.