سودانيون يطالبون بتصنيف الإخوان "جماعة إرهابية"
23:34 - 11 أغسطس 2022تجددت المطالب بشكل واسع في السودان بتصنيف تنظيم الإخوان كجماعة إرهابية؛ فما الأسباب وراء ذلك؟
جاء تجدد المطالب بتصنيف الإخوان جماعة إرهابية بعد هجوم عنيف نفذته مجموعة منهم، يوم الأربعاء، على دار نقابة المحامين بالخرطوم، أثناء انعقاد ورشة لمناقشة إطار دستوري للمرحلة الانتقالية.
وآثار الهجوم مخاوف محلية ودولية كبيرة وأعاد للأذهان سجل التنظيم الطويل في دعم الإرهاب وتورطه في أعمال دموية سقط بسببها آلاف الضحايا داخل وخارج السودان خلال الأعوام الثلاثين التي حكموا فيها البلاد، مما أدى لوضع السودان فيقائمة البلدان الراعية للإرهاب لنحو 27 عاما تكبد اقتصاد البلاد خلالها خسائر قدرت ب 700 مليار دولار، قبل أن يرفع اسم البلاد من القائمة بعد الثورة الشعبية التي أطاحت بنظامهم في أبريل 2019.
ونبهت حادثة الاعتداء على دار المحامين إلى خطورة مسلك التنظيم وإمكانية تهديده لاستقرار السودان.
وفيما عبر العديد من السودانيون عن غضبهم الشديد حيال استمرار السلوك الإرهابي للتنظيم؛ استنكرت دول الترويكا "النرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية؛ مسلك المجموعة التي نفذت الاعتداء واعتبرت أنها تقف ضد التحول المدني السلمي.
وبدا التنظيم في الظهور بالسودان أواخر أربعينيات القرن الماضي في شكل شبكات صغيرة ومحدودة؛ لكن سرعان ما وسع قاعدته وتمكن من بناء شبكات له داخل الأجهزة الأمنية من أجل تحقيق طموحاته في الوصول إلى الحكم.
ومنذ نشوئه في 1949 غير التنظيم مسمياته عدة مرات فمن حركة التحرير الإسلامي تحول لتنظيم الإخوان ثم جبهة الميثاق ثم الجبهة الإسلامية، وأخيرا المؤتمر الوطني الذي تفرع منه المؤتمر الشعبي في تسعينيات القرن الماضي.
وتمكن التنظيم خلال الأعوام الثلاثين الماضية من بناء قاعدة مالية ضخمة قدرت بأكثر من 100 مليار دولار؛ وذلك بفعل تمكين عناصره من كل مفاصل الدولة الاقتصادية والتجارية. واستخدم التنظيم تلك الأموال في بناء علاقات مع العديد من التنظيمات الإرهابية والمشابهة في العديد من البلدان الأمر الذي ورطه في عمليات إرهابية كبيرة زجت باسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب.
ورغم الجهود التي بذلتها اللجنة الوطنية التي شكلت لتفكيك بنية تنظيم الإخوان وشبكاته الاقتصادية والعسكرية والإعلامية؛ إلا أن الأمر كان صعبا؛ فعلى عكس البلدان التي مرت بتجارب مشابهة وسعت شعوبها للتخلص من الإخوان ووقف طموحاتهم الإرهابية المدمرة؛ كان الأمر مختلفا في السودان الذي شهد تمكينا كليا للإخوان في كافة مفاصل الدولة المدنية والامنية بعد وصول التنظيم للسلطة في العام 1989 كاول جماعة إخوانية تسيطر على الحكم بشكل كامل في العالم العربي.
ووفقا للمحامي كمال الأمين، فإن تاريخ الإخوان في السودان مليء بالسلوك الدموي الذي راح ضحيته العديد من الطلاب والناشطين السياسيين وكل من يخالفهم الرأي.
ويوضح الأمين لموقع سكاي نيوز عربية "استخدم الإخوان في كل الجامعات السودانية العنف المفرط بالسيخ والعصي ونحوه في مواجهة من يخالفونهم الرأي".
ويشير الأمين إلى أن هذا السلوك لم يتغير منذ نشأة التنظيم لأن العنف يعتبر جزءا أصيلا من أدبياتهم. ويشدد الأمين على أن استمرار هذا السلوك والفكر المنحرف يشكل خطرا كبيرا مما يستدعي ضرورة تصنيف التنظيم كمجموعة إرهابية.
ويتفق هشام أبوريدة القيادي بالجبهة الوطنية العريضة ومسؤول مكتب حقوق الانسان في رابطة المحامين والقانونيين ببريطانيا مع ما ذهب إليه الأمين؛ ويقول لموقع سكاي نيوز عربية إن الإخوان ظلوا لسنوات طويلة يشكلون حاضنة للإرهاب الدولي ويمارسون أبشع الجرائم ضد الإنسانية في السودان متسترين بشعارات جهادية.
ويوضح أبو ريدة أن وصول الإخوان للحكم في العام 1989 شكل نقطة تحول كبيرة في تاريخ الإخوان الإرهابي حيث وفر لهم ذلك السيطرة على الموارد الاقتصادية والعسكرية والأمنية واستخدامها في دعم وممارسة الإرهاب داخليا وخارجيا.
وفي ذات السياق، يرى محمد عبد الرحمن الناير؛ الناطق باسم حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور؛ أن خطورة الإخوان تكمن في إنهم منظمة إرهابية بالميلاد وعابرة للحدود الجغرافية للدول.
ويقول الناير لموقع سكاي نيوز عربية "الاخوان هو أول تنظيم أدخل العنف في الجامعات؛ وهو أول تنظيم تدعو شعاراته إلى قتل الجميع في سبيل فرض مشروعهم السياسي".
ويشير الناير إلى الفظائع الإنسانية التي ارتكبها التنظيم ضد النساء والأطفال وكبار السن في جنوب وغرب البلاد تحت راية الشعارات الدينية محولين الحرب هناك من حرب ذات مطالب سياسية وتنموية إلى حرب جهادية مكفرين ثلث سكان السودان، مما أدى إلى قتل أكثر من مليوني جنوبي باسم الجهاد.
ويضيف الناير أن الإخوان هم من دعموا كل حركات الإرهاب والتطرف في العالم؛ بدءًا بتنظيم القاعدة حيث أوى في تسعينيات القرن الماضي زعمائه أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وغيرهم، كما قدم الدعم للمتطرفين في الصومال وعدد من البلدان العربية والإفريقية.
وينبه الناير إلى أن واحدة من الجرائم الإرهابية الكبيرة التي ارتكبها الإخوان في السودان تسليحهم للعديد من المليشيات القبلية التي ارتكبت أبشع جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في دارفور وعدد من مناطق البلاد الأخرى.
ووفقا للناير، فإن هنالك الكثير من الأسباب التي تدعم المطالب المتزايدة الداعية لتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية؛ ويوضح "هم من جعل السودان لسنوات طويلة دولة معزولة ومنبوذة عالمياً ودولة فاشلة وفاسدة مكبلة بالديون والعقوبات، وعملوا على اجهاضها ولا يزالون حتى الآن".
ويرى الناير أن الاعتداء على نقابة المحامين مؤخرا يشكل مؤشراً على تورط هذا التنظيم الإرهابي في كل ما يجري من سيولة أمنية وجرائم مروعة في كل أنحاء البلاد.
ومن جانبه، يستند المحامي معز حضرة في اتفاقه مع الآراء التي تطالب بتصنيف الإخوان كتنظيم ارهابي إلى تاريخهم السياسي وممارستهم في الدول التي تواجدوا فيها. ويقول لموقع سكاي نيوز عربية إن الإخوان معرفون بممارسة الإرهاب في الشارع وفي الجامعات والمدارس؛ ويضيف "الإخوان استخدموا أجهزة الدولة في ممارسة الإرهاب الداخلي والعابر للحدود خلال فترة حكمهم".