مصر تضع "لبنة أولى" لهدنة طويلة الأمد في غزة
11:05 - 08 أغسطس 2022وضعت مصر "لبنة أولى" لما يراه خبراء ومراقبون بأنه "تمهيد لهدنة طويلة الأمد في قطاع غزة".
وتهدف هذه الهدنة إلى وقف التصعيد المتبادل في القطاع ومنع تجدد الاشتباكات بين الفصائل الفلسطينية، والجيش الإسرائيلي، بعد صراع مسلح ودامي استمر لقرابة 3 أيام بين كتائب "سرايا القدس"، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، والجيش الإسرائيلي، وذلك مع دخول اتفاق وقف التصعيد وإطلاق النيران، بوساطة مصرية، حيز النفاذ اعتباراً من الساعة 11 ونصف مساء بتوقيت فلسطين.
دعوة لوقف إطلاق النار
ودعت مصر في بيان رسمي لوقف إطلاق النار بشكل شامل ومتبادل اعتباراً من الساعة 11 ونصف من مساء الأحد بتوقيت فلسطين، لإنهاء حالة التوتر والتصعيد الحالية في غزة.
وذكر بيان أذاعته وسائل إعلام مصرية أمس الأحد، أن مصر تبذل جهوداً للإفراج عن الأسير خليل العواودة، ونقله للعلاج وكذا العمل على الإفراج عن الأسير بسام السعدي في أقرب وقت ممكن.
ولفت البيان إلى وجود اتصالات مكثفة مع كافة الأطراف للتوصل لوقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
استقرار غزة
ويصف اللواء محمد الغباري، مدير مركز التعاون للدراسات الاستراتيجية، الخبير المصري في الشؤون الأمنية الإسرائيلية، بأن جهود الوساطة المصرية بمثابة "عرض سلام"، يضع كلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أمام مسؤولياته، متوقعاً أن تسفر التحركات والتفاهمات بين الجانبين التي تمت برعاية مصرية عن "لبنة أولى لهدنة طويلة الأمد في قطاع غزة".
ويذكر مدير مركز التعاون للدراسات الاستراتيجية وبحوث الأمن القومي، في حديث خاص لـ"سكاي نيوز عربية"، أن مصر تسعى لوقف أي أزمات أو اقتتال في المنطقة بصفة عامة، وعلى حدودها الشرقية بصفة خاصة، وتسعى للسلام، لاعتبارات متعلقة بالأمن القومي العربي، واعتبارات أمنية مصرية.
إجراءات بناء الثقة
ويوضح الغباري، أن الجانب الإسرائيلي بصدد الموافقة على وساطة مصرية لتنفيذ مطالب فلسطينية بالإفراج عن أسرى فلسطينيين، وتقديم ما يمكن وصفه بـ"إجراءات بناء الثقة" بين الجانبين، موضحاً أن التزام الجانبين بإجراء مباحثات، غير مباشرة عبر وساطة مصرية، مؤشر لعدم رغبتهما في التصعيد، وتقديرهما للدور المصري الرامي لدعم الأمن والاستقرار للجانبين.
ويشير مدير مركز التعاون للدراسات الاستراتيجية وبحوث الأمن القومي، إلى أن الأزمة الراهنة في طريقها للتسوية بـ"حل وسط"، وكلا الجانبين يبدو أمام مؤيديه بأنه "لم يتم لي ذراعه"، بل حقق أهدافه كاملة، سواء الجانب الإسرائيلي الذي قتل قائدا عسكريا مهما لدى حركة الجهاد، ودمر بنية تحتية عسكرية لها، أو "سرايا القدس"، التي قصفت الجانب الإسرائيلي برشقات من الصواريخ المصنعة بتكنولوجيا متطورة، أسفرت عن خسائر لدى الجانب الإسرائيلي.
واستمرت المواجهات المسلحة بين كتائب تنظيم "سرايا القدس"، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، وبين الجيش الإسرائيلي منذ قرابة 3 أيام، ما أسفر عن مقتل 43 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 310 آخرين، وذلك قبل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النيران بوساطة مصرية، اعتباراً من الساعة 11 مساء اليوم بتوقيت فلسطين.
حقن دماء الفلسطينيين
ويرى اللواء عادل العمدة، الخبير المصري في شؤون الأمن القومي، أن التحركات المصرية، تهدف لعودة الهدوء في غزة، وحقن دماء الأشقاء الفلسطينيين، كون مصر حصن أمان دائم للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية بصفة عامة.
ويضيف العمدة، في حديث لسكاي نيوز عربية، أن مصر وسيط مقبول من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، متوقعا أن تسفر الاتصالات الجارية عن عودة الهدوء لقطاع غزة بالفعل، خاصةً أنه لا مبرر للتصعيد حالياً، إضافة إلى أن كلا الجانبين حقق أهدافه في الأيام الثلاث للاشتباكات، ومن المصلحة الفلسطينية التوصل لاتفاق يوقف الخسائر في البنية التحتية والاقتصادية بشكل مباشر على وجه الخصوص.
إعادة إعمار غزة
ويشير الخبير المصري في شؤون الأمن القومي، إلى أنه عقب التزام الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بالدعوة المصرية لوقف إطلاق النار؛ فإنه سيتم مواصلة "إجراءات بناء الثقة"، لمنع تجدد الاشتباكات المسلحة بين الجانبين، والوساطة حول أهدافهما للتوصل لـ"هدنة طويلة المدى بقدر الإمكان" بين الجانبين.
ويشدد العمدة على أن فلسطين تمثل أمن قومي مباشر لمصر واستقرار الأوضاع الأمنية بها يدعم استقرار الدولة المصرية، وتسعى الدولة المصرية للتوصل لأكبر قدر ممكن من الهدوء والاستقرار في غزة، وإفراد مساحة أكبر لجهود إعادة إعمار القطاع.
وكانت مصر قد بدأت في وقت سابق تنفيذ مبادرة لإعادة إعمار قطاع غزة بتكلفة 500 مليون دولار، بتوجيهات مباشرة من القيادة المصرية.
وذكر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في تصريحات له تعليقا على الصراع في غزة، أن الدولة المصرية تسعى للقيام بدور إيجابي عبر اتصالات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتجنب حدوث أزمات، وأحداث عنف واقتتال، وعدم خروج الأمور عن السيطرة، وعودة الهدوء إلى غزة.