لمواجهة نفوذ روسيا والصين.. تفاصيل جولة بلينكن الإفريقية
23:19 - 07 أغسطس 2022وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى جوهانسبرغ، يوم الأحد، في مستهل جولته الإفريقية التي تمتد لتشمل الكونغو ورواندا، لإطلاق استراتيجية بلاده لـ"إفريقيا جنوب الصحراء".
ويرى خبراء ومراقبون أن جولة بلينكن تأتي لتكثيف التحركات الأميركية دبلوماسيا واستراتيجياً في مواجهة التحركات الروسية بعد الجولة التي سبقه فيها نظيره الروسي سيرغي لافروف.
كان لافروف قد أجرى جولته الإفريقية في الفترة بين 24 وحتى 28 يوليو الماضي، بزيارة مصر وإثيوبيا وأوغندا والكونغو الديموقراطية، هي الأولى له منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.
ولم تغب فرنسا هيّ الأخرى عن المشهد الإفريقي، إذ أجرى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، جولة في إفريقيا جنوب الصحراء، للكاميرون وبنين وغينيا بيساو، وركزت على أزمة الغذاء الناجمة عن الحرب في أوكرانيا وقضايا الإنتاج الزراعي والقضايا الأمنية، والتأكيد على استمرارية وثبات التزامه بعملية تجديد العلاقة مع القارة الإفريقية.
جدول مكتظ.. وملفات
ومن المقرر أن تتضمن زيارة بلينكن إلى جنوب إفريقيا التي تمتد ليومين (7 – 9 أغسطس)، إطلاق استراتيجية الولايات المتحدة لإفريقيا جنوب الصحراء، والتي تعزز وجهة نظر بلاده بأن البلدان الإفريقية لاعبين جيوستراتيجيين وشركاء مهمين في القضايا الأكثر إلحاحًا في الوقت الراهن، من تعزيز نظام دولي مفتوح ومستقر، إلى معالجة آثار تغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي والأوبئة العالمية لتشكيل المستقبل التكنولوجي والاقتصادي، وفق بيان للخارجية الأمريكية، اطلع عليه موقع "سكاي نيوز عربية".
وفي مدينة بريتوريا، يتضمن جدول زيارة بلينكن الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا لتعزيز وتعميق التعاون الثنائي بشأن القضايا العالمية، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الأولويات المشتركة، بما في ذلك الصحة والبنية التحتية والتجارة والاستثمار والمناخ.
كما من المقرر أن يعقد بلينكن ونظيرته الجنوب إفريقية ناليدي باندور، مؤتمرا صحفيا يوم الاثنين من المتوقع أن تظهر فيه المواقف المختلفة للبلدين بشأن حرب أوكرانيا، بعدما ينضم وزير الخارجية الأميركي إلى احتفال جنوب إفريقيا باليوم الوطني للمرأة.
وهذه هيّ الزيارة الثانية لوزير الخارجية الأميركي لإفريقيا جنوب الصحراء منذ تسلمه منصبه أوائل العام الماضي، بعدما زار كينيا ونيجيريا والسنغال، في مسعى أميركي لـ"تعزيز الديمقراطية".
أما في الكونغو التي يزورها بلينكن يوم الثلاثاء، يلتقي المسؤول الأميركي مع كبار المسؤولين الحكوميين في الكونغو وأعضاء المجتمع المدني؛ لمناقشة ضمان انتخابات حرة وشاملة ونزيهة في عام 2023، وتعزيز احترام حقوق الإنسان وحماية الحريات الأساسية.
وقالت الخارجية الأمريكية، إن بلينكن سيركز على مكافحة الفساد، ودعم التجارة والاستثمار، ومعالجة أزمة المناخ، ودعم الجهود الإقليمية الأفريقية لتعزيز السلام في شرق الكونغو الديمقراطية ومنطقة البحيرات العظمى الأوسع.
وبختام الجولة، يسافر بلينكن إلى رواندا في الفترة من 10 إلى 11 أغسطس، للقاء عدد من المسؤولين الحكوميين وأعضاء المجتمع المدني لمناقشة حفظ السلام، كما يركز على الدور الذي يمكن أن تلعبه حكومة رواندا في الحد من التوترات والعنف المستمر في شرق الكونغو الديمقراطية.
أفريقيا محور الاستقطاب
ويرى الخبير المتخصص في العلاقات الدولية، أيمن سمير أن الولايات المتحدة ترغب في استعادة قوة علاقاتها مع إفريقيا خصوصا أنها تستشعر أن عددا كبيرا من الدول الإفريقية يميل إلى التعاون مع روسيا والصين، كما أن بكين أصبحت الشريك التجاري الأول للدول الإفريقية وأبعدت الاتحاد الأوروبي وواشنطن، كما وقعت روسيا اتفاقيات أمنية وعسكرية غير مسبوقة مع دول إفريقية ومنها اتفاقية مع أفريقيا الوسطى عام 2018، كما طلبت نيجيريا عقد اتفاقية عسكرية مع موسكو عام 2021.
وأوضح سمير في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن القارة الإفريقية أصبحت عنونا للاستقطاب الدولي، لأن كل طرف من الدول الكبرى الولايات المتحدة وروسيا والصين، يريد استقطاب الدول الإفريقية لجانبه باعتبارها أكبر كتلة تصويتية في الجمعية العامة للأمم المتحدة بـ 52 صوتا، معتبرا أن "من يكسب قلب إفريقيا يستطيع تحقيق جزء كبير من أهدافه".
وأشار سمير إلى أن جولة بلينكن تحاول الحفاظ على التواجد الأميركي في القارة السمراء وحشد دولها لدعم أجندة الولايات المتحدة في مواجهة الصين وروسيا، خاصة أن هناك قراءة أميركية بأن جزء مهم في فشل العقوبات الغربية على روسيا في الأزمة الأخيرة، كان نتيجة للعلاقات بين إفريقيا وروسيا وتناميها خلال السنوات الأخيرة.
وشدد على استمرار الولايات المتحدة في التركيز على تعزيز العلاقات مع إفريقيا خاصة بعقد الرئيس الأميركي جو بايدن للقمة