البند الثاني لاتفاق الحبوب بين مراوغة الغرب والإصرار الروسي
13:02 - 06 أغسطس 2022أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتن، والتركي رجب طيب أردوغان، على أهمية الاتفاق حول النقل الآمن للحبوب من الموانئ الأوكرانية، مشددين على ضرورة تنفيذه بالكامل، وذلك خلال لقاء الجانبين في سوتشي يوم الجمعة، للمرة الثانية في أقل من 3 أسابيع بعد لقائهم في طهران.
وبموجب الاتفاق، غادرت ثلاث سفن جديدة محملة بالذرة موانئ أوكرانيا، متوجهة إلى إيرلندا والمملكة المتحدة وتركيا، في ظل زيادة التحذيرات الروسية بضرورة إتمام الاتفاق بالكامل وتنفيذ الشق الثاني الخاص بالعقوبات.
وفي ذات الإطار، قال المحلل السياسي والأكاديمي في العلاقات الدولية، مصطفى خالد المحمد: "يجب عدم استبعاد فشل اتفاقية الحبوب إذا لم تتم على الفور إزالة العقوبات التي تعيق تصدير المنتجات الزراعية الروسية، ويجب أن ينطلق التصدير من روسيا وأوكرانيا بشكل متزامن".
وأضاف المحمد، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، بالنسبة إلى روسيا إذا لم تقم الدول الأوروبية فورا بإزالة العقوبات، سوف تتجه موسكو إلى إيقاف تصدير الحبوب وفق الاتفاق الموقع في تركيا تحت غطاء أنه تحول مسار "تصدير الحبوب" إلى مسار لتزويد أوكرانيا بالأسلحة الأجنبية، وتستطيع روسيا إثبات ذلك بأدلة قاطعة.
وعن لقاء الرئيس التركي بنظيره الروسي في سوتشي، أوضح المحمد، أن أردوغان "سيظل الشريك الذي يمكن لروسيا من خلاله نقل رسائلها إلى العالم، فخلال صفقة الحبوب، سمعنا رسائل من الجانب التركي، مفادها أنه من الضروري تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا واستئناف شحنات الأسمدة والحبوب الروسية إلى الأسواق الدولية".
وأشار إلى أن تركيا تعمل على إنجاح هذا الاتفاق وتفادي أي عملية يمكن أن تؤدي إلى انهياره، من أجل مصالحها الخاصة أيضا، فتركيا مهتمة بتعافي العالم بأسرع وقت ممكن، لأنها تحتاج إلى موسم سياحي جيد وتوريد منتجات زراعية.
وأكدت روسيا تحذيرها من احتمال انهيار الاتفاق نتيجة ما أسمته محاولات تأخير أو عدم الالتزام بالشق الثاني من الاتفاق، في إشارة إلى تخفيف محتمل في المستقبل لبعض العقوبات.
وتوسطت تركيا والأمم المتحدة مؤخرا في الاتفاق بين كييف وموسكو لاستئناف تصدير الحبوب من ثلاثة موانئ أوكرانية على البحر الأسود، في محاولة لوقف ارتفاع أسعار الغذاء.
وخلال الأشهر الماضية وقبيل اتفاق إسطنبول الموقّع الشهر الماضي، علق نحو 22 مليون طن من الحبوب في أوكرانيا، في وقت يتزايد فيه الطلب على القمح مع بدء موسم الحصاد الجديد.
وعادة ما تسلم أوكرانيا نحو 30 بالمئة من محاصيلها إلى أوروبا، و30 بالمئة إلى شمال إفريقيا و40 بالمئة إلى آسيا.
وأفادت وزارة الزراعة الأوكرانية مؤخرا، بأن المزارعين الأوكرانيين تمكنوا من حصاد 30 بالمئة من محاصيل الحبوب للموسم الحالي، كما بلغ حجم الإنتاج نحو 11.8 ملايين طن.
مراوغة أوروبية
ينص الشق الثاني من اتفاق إسطنبول على رفع الدول الغربية وواشنطن عددا من العقوبات المفروضة على روسيا بالأخص في مجال الأسمدة الزراعية والمواد الغذائية، حيث ترى موسكو أن الغرب وكييف يستخدمان ملف "الحبوب" ذريعة لتسويق أفكار واتهامات غير صحيحة.
وحول هذا النقطة، يقول الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية ديميتري فيكتوروفيتش، إن روسيا هي مَن أنجحت اتفاق تصدير الحبوب رغم المعوقات الأوكرانية، كما أخذت موسكو على عاتقها عملية تأمين الممر البحري من الألغام التي زرعتها كييف.
وبيّن فيكتوروفيتش، خلال تصريحاته لموقع"سكاي نيوز عربية"، أن نجاح اتفاق الحبوب ليس موثوقا إذا أخلف الغرب وعوده بتخفيف العقوبات الهستيرية التي تسببت في صدمة كبيرة لأسواق المال والصناعة والزراعة العالمية.
ولفت الأكاديمي الروسي إلى أنه حال عدم تنفيذ الشق الثاني من الاتفاق سينكشف أمام الجميع من الذي يتسبب في خلق أزمة غذاء عالمية، وهذا ما ستفعله موسكو بكل حزم في حال استمرار العقوبات التي تم الاتفاق على تخفيف بعضها وإلغاء قسم منها.
وتعهدت روسيا بضمان سلامة صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية، واتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة الشحن المدني ومنع الاستفزازات على طول طريق العبور.