توترات تايوان تهدد بخنق أهم ممرات التجارة العالمية
11:47 - 03 أغسطس 2022تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين في العالم، قد زاد من مخاوف اضطراب حركة الملاحة في مضيق تايوان، وهو واحد من أهم الممرات المائية في العالم.
ويعد مضيق تايوان الممر المائي الأكثر ازدحامًا في العالم، فأي اضطراب لحركة الملاحة به قد تؤثر بقوة على حركة سلاسل التوريد العالمية.
فهو الطريق الرئيسي للسفن التي تحمل المنتجات والبضائع من أكبر الدول المصنعة في آسيا، وهي الصين واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان إلى الأسواق الأوروبية والأميركية، بجانب الكثير من نقاط التوزيع الأخرى حول العالم.
ويمر من خلال المضيق ما يقرب من نصف حاويات العالم، ونحو 88 بالمئة من أكبر سفن العالم حمولة، بحسب بيانات جمعتها بلومبيرغ.
توترات سياسية
ذكر تقرير لوكالة بلومبيرغ أن أي عمليات عسكرية ناتجة عن توتر العلاقات بين بكين وواشنطن تؤثر على الملاحة بالمضيق، ستمثل ضربة قوية أخرى لحركة السفن العالمية، إذ عانت سلاسل التوريد العالمية من أزمة كبيرة منذ بداية جائحة كورونا، كما أنها تكافح من أجل التعافي، خلال العام الحالي، بالرغم من استمرار الإغلاقات في المدن الصينية بسبب كورونا من جهة، وبسبب أزمة أوكرانيا من جهة أخرى.
ومع ازدياد التوتر بسبب زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، لتايوان أمس، فقد تراجع مؤشر تايوان للشحن والنقل بنحو 3.2 بالمئة أمس الثلاثاء، وكان واحدًأ من أسوأ المؤشرات أداء بين المؤشرات التايوانية.
كما تراجع سهم شركة النقل التايوانية "إيفيرغرين مارين كورب" بنسبة 3.7 بالمئة.
وتعتبر جزيرة تايوان، والتي تراها الصين جزءًا أساسيا من أراضيها، نقطة خلاف قوية بين الولايات المتحدة والصين.
وكانت بكين قد حذرت من "عواقب وخيمة" ستترتب على زيارة بيلوسي لتايوان، إلا أن الأخيرة قامت بالزيارة أمس.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، الاثنين الماضي، إن هناك بعض الإجراءات المحتملة التي يمكن للصين القيام بها ردًا على زيارة بيلوسي، بما في ذلك إطلاق بعض الصواريخ على مضيق تايوان، فضلًا عن القيام بمناورات عسكرية.
وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت حاملات طائرات إلى مضيق تايوان، وذلك في عامي 1995 و 1996، بعد أن قامت الصين بتعطيل حركة الملاحة بالمضيق عن طريق إطلاق بعض الصواريخ بالقرب من موانئ تايوان.
حركة الملاحة بالمضيق
للملاحة في مضيق تايوان أهمية كبرى، ففي الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، مرت نحو 48 بالمئة من حاويات العالم عبر المضيق، والتي يبلغ عددها 5400 حاوية.
وتزداد المخاوف من ردود الفعل الصينية على زيارة بيلوسي، والتي يتوقع البعض أن تشمل القيام بعملية عسكرية أو مناورات تتسبب في إغلاق المضيق.
وتقول الولايات المتحدة وحلفائها الرئيسيون إن الجزء الأكبر من مضيق تايوان يعد مياهًا دولية، وهو أمر تنفيه الصين، بحسب بلومبيرغ.
وفي فبراير الماضي، أعلنت روسيا القيام بعملية عسكرية تسببت في أزمة كبيرة لأوكرانيا، مما أثر على الثقة بالمجتمع الدولي، في أن يكون طرفًا لحل الأزمة إذا ما قامت الصين بعملية عسكرية في المضيق، أو عملية عسكرية أكبر.
وكان الجينرال مارك ميلي، والذي يرأس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، وهو أعلى منصب في الجيش الأميركي، قد قال إن الصين تسعى لامتلاك القدرة على ضم تايوان تحت أراضيها بحلول عام 2027.
ويرى التقرير، أن لدى الصين الكثير لتخسره إن قامت بأي عمل عسكري من شأنه أن يعطل حركة الملاحة بالمضيق، كونها أكبر الدول المصدرة في العالم.
وفي حال تعطل حركة الملاحة بالمضيق، فيمكن للسفن المرور حول الساحل الشرقي لتايوان واستخدام بحر الفلبين، إلا أن هذا يضيف لرحلات السفن بضعة أيام، كما أن الأعاصير في بحر الصين الجنوبي قد تجعل من الأمر أكثر خطورة.