هل تضر زيارة بيلوسي لتايوان بعلاقات أكبر اقتصادين بالعالم؟
13:29 - 02 أغسطس 2022يترقب العالم المآلات المحتملة من زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي اليوم الثلاثاء إلى تايوان، والتي قد تفتح مواجهة محمومة بين بكين وواشنطن وتضع العلاقات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم على صفيح ساخن.
بسبب جولتها الآسيوية والتي بدأت أمس الاثنين، تعددت الأقاويل حول ما إذا كانت ستزور بيلوسي تايوان أم لا، وتبادل الجانبان الصيني والأميركي التصريحات حول الزيارة، والتي تعارضها الصين بقوة، بينما تدعمها الولايات المتحدة.
واختلفت شدة التصريحات بين الجانبين، إذ لم يخف الرئيس الصيني غضبه للرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال مباحثات هاتفية، واصفا ما تقوم به واشنطن "باللعب بالنار".
وترى الصين أن زيارة مسؤول أميركي رفيع المستوى، والتي قد تكون الأول في نحو 25 عامًا، تحمل اعترافًا ضمنيًا من أميركا باستقلالية تايوان، والتي تعتبرها الصين جزءًا أساسيًا من أرضها.
العلاقات الاقتصادية
وفي تعقيب منه على الزيارة المحتملة، قال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون، إن زيارة بيلوسي لتايوان قد تضر بالعلاقات بين بلاده وأميركا.
وتتربع الولايات المتحدة على عرش أكبر اقتصادات العالم، بينما تأتي الصين كثاني أكبر اقتصادات العالم.
وتجاوز حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والصين 657 مليار دولار في عام 2021، وقد استوردت أميركا منتجات من الصين بقيمة 506 مليار دولار خلال نفس العام، بينما استوردت الصين منتجات أميركية بقيمة 151 مليار دولار، وفقًا لبيانات موقع "ستاتيستا".
وفي عام 2018، أعلن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب عن فرض رسوم على ورادات بعض السلع المستوردة من الصين بشكل تدريجي.
وحاليًا، تدرس إدارة الرئيس الأميركي بايدن إمكانية تخفيف التعريفات والرسوم على واردات الصين من قطاع التكنولوجيا، وذلك بهدف تخفيف آثار التضخم الحادة على أسعار المستهلك الأميركي.
إلا أن توتر العلاقات مع الصين قد يقف حائلا أمام هذا الخيار.
ضرر للشركات
ذكرت صحيفة "تلغراف" البريطانية أن التصعيد بين الصين والغرب حول تايوان يهدد بإحداث أضرار اقتصادية للشركات الغربية.
وأوضحت أن الأضرار قد تكون أكثر شدة من الضرر الناتجة عن الأزمة الأوكرانية.
وذكر الصحفي، مات أوليفر، في تقرير لتلغراف، أن محاولة الصين لاستخدام القوة العسكرية يعتبر واحدًا من الاحتمالات الأكثر رعبًا، خاصة لمجالس إدارة الشركات التي وظفت مبالغ ضخمة من المال للاستثمار في تايوان.
كما أن أرباح الشركات الأميركية في الصين قد تتراجع بشكل حاد إذا اشتدت الأزمة بين البلدين.
وكانت أرباح شركة "آبل" الأميركية قد بلغت 68 مليار دولار في الصين عام 2021، وهو يعادل نحو 9 بالمئة من إيرادات الشركة.
وتبلغ أرباح شركة "أسترازينيكا" البريطانية من الصين نحو 6 مليارات دولار سنويا، بما يقارب 16 بالمئة من الأرباح.
وتعتبر تايوان، بحسب التقرير، "العمود الفقري لسلاسل التوريد العالمية"، خاصة في مجال التقنيات الرقمية وصناعة أشباه الموصلات.
فللجزيرة أهمية كبرى فيما يتعلق بقطاع التصنيع التكنولوجي وخاصة في صناعة أشباه المواصلات، إذ تعد شركة "تايوان لتصنيع أشباه الموصلات" أو "تي إس إم سي"، أكبر شركة لتصنيع الرقائق الإلكترونية في العالم، وتصل قيمتها إلى نحو 600 مليار دولار.
وبحسب شركة "غلوبال داتا" للاحصائيات، يعد اقتصاد تايوان واحدًا من أكبر اقتصادات العالم، فقد بلغ الناتج المحلي الإجمالي لها 620 مليار دولار في عام 2021.
وتعد الصين أكبر شركات تايوان التجاريين، إذ بلغ إجمالي صادرات تايوان إلى الصين في عام 2021 نحو 126 مليار دولار، بينما استوردت تايوان ما قيمته 82.5 مليار دولار من المنتجات الصينية.
بينما ترى الولايات المتحدة، من جهة أخرى، استقلال تايوان بمثابة ضمان لعدم سيطرة الصين على صناعة أشباه الموصلات في العالم، كونها واحدة من أهم الصناعات التي تعتمد عليها التكنولوجيا الحديثة.