قطع الطريق الساحلي في ليبيا.. وتهديدات باستهداف قوافل الوقود
18:00 - 19 يوليو 2022أقدمت مجموعات مسلحة من مدينة مصراتة، غربي ليبيا، على قطع الطريق الساحلي الرابط بين غرب البلاد وشرقها، وبالتحديد في منطقة الوشكة، القريبة من مدينة سرت.
وقالت مصادر محلية لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "المسلحين قطعوا الطريق أمام المارة وسيارات نقل البضائع، بالإضافة إلى قافلة من شاحنات الوقود، كانت متجهة من مستودع مصراتة النفطي إلى سرت، وهددوا بإطلاق النار عليها وتفجيرها".
وأرجع المسلحون تحركهم لرفض زيارة رئيس أركان الجيش الوطني، الفريق عبد الرزاق الناظوري، إلى العاصمة طرابلس، حيث حضر برفقة رئيس أركان المنطقة الغربية، محمد الحداد، اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة "5+5"، وذلك في إطار "بحث توحيد المؤسسة العسكرية في البلاد، وحل الميليشيات والمجموعات المسلحة ودمج أفرادها، وإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب".
لكن المصادر أشارت إلى وقائع مشابهة خلال الشهرين الأخيرين، في مصراتة وتاجوراء والزاوية، حيث سعت المجموعات المسلحة والميليشيات إلى الحصول على "مقابل مادي من أجل إنهاء تظاهراتهم المسلحة".
وتعليقا على هذه الأحداث، أكد الخبير الأمني، العقيد محمد الرجباني، أن "الوقائع السابقة أظهرت أن الهدف من قطع الطريق الساحلي هو المساومة، من أجل الحصول على أموال، دون النظر لما يتسببه هذا الأمر من معاناة للأهالي وضرر بالغ للبلاد، إذ يعتبر الطريق الساحلي شريان حياة لها".
وانتقد الرجباني الحكومة منتهية الولاية بقيادة عبد الحميد الدبيبة، التي "شجعت على تلك الممارسات"، على حد قوله.
وأضاف: "لقد تساهلت هذه الحكومة في تنفيذ مطالب المجموعات المسلحة والميليشيات، مما يشجعها على تكرار تلك المواقف، واستخدام أسلحتها المتوسطة والثقيلة في ابتزاز الدولة.
من جانبه، رأى الباحث السياسي الليبي، أنس العوامي، أن "تلك الوقائع هي الكاشفة للوضع في ليبيا"، قائلا إن "قوات الجيش الوطني رغم وقف مرتباتها لأشهر، لأسباب سياسية، فإنها حافظت على انضباطها وأظهرت قدرا كبيرا من السيطرة، بل ونفذت مهاما صعبة أوكلت لها في المنطقة الجنوبية".
واستطرد: "في المقابل، تقدم المجموعات المسلحة على قطع الطريق بزعم أن لها مستحقات مادية. هناك فرق بين من خرج من أجل الوطن، ومن انضم إلى الميليشيات".
وأغلق الطريق الساحلي بين مصراتة وسرت لنحو عامين، وذلك منذ اندلاع المعارك بين الجيش الوطني الليبي والميليشيات الناشطة غربا في أبريل 2019، قبل أن تعلن اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" إعادة فتحه في يوليو 2021.
لكن منذ ذلك الحين، كان الطريق عرضة لخروقات متكررة في المنطقة الغربية بسبب فوضى الميليشيات، حيث سجلت وقائع لقطع طرق في أماكن مختلفة من الطريق، ورشفانة والزاوية وصبراتة ومصراتة وتاجوراء وجنوبي طرابلس.