المصالح الاقتصادية تتصدر.. سيناريوهات أوروبا تجاه كييف تتغير
10:43 - 15 يوليو 2022تتوالى التصريحات الأوروبية التي تعتبرها كييف تغيرا في المواقف بعد ما يقارب 5 أشهر على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وآخر هذه التصريحات، ما أعلن عنه الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، الذي قال إن الحلف يركز على مساعدة أوكرانيا عسكريا وليس على انضمامها له.
وأضاف ستولتنبرغ خلال اجتماع مشترك للجنتي الدفاع والخارجية في البرلمان الأوروبي: "تتركز الجهود الآن على مساعدة أوكرانيا في الحفاظ على استقلالها، فهذا هو الشيء الرئيسي، وليس عضوية الناتو".
وعبرت كييف مؤخرا عن غضبها من خلال تصريحات وزير المالية الأوكراني، سيرغي مارتشينكو، الذي أعلن منذ أيام عن عدم وجود توافق بين الدول الأوروبية بشأن حزمة مساعدات لأوكرانيا قيمتها 9 مليارات يورو.
واتهم الوزير خلال تصريحاته للإعلام الإيطالي، ألمانيا بمنع تخصيص حزمة مساعدات بقيمة 9 مليارات يورو لأوكرانيا، حيث تعارض أوروبا تمويلها من الديون الأوروبية المشتركة.
ومع بدء العمليات العسكرية، اصطفت معظم الدول الأوروبية إلى جانب كييف، داعمة إياها بالسلاح والعتاد، إلا أن الموقف الألماني كان محل انتقادات منذ بدء الأزمة.
وبهذا الخصوص يقول آصف ملحم، مدير مركز "جي سي إم" للدراسات: "برلين من أكثر الدول تفهما لموسكو نظرا لعدة أسباب، تعود للتقارب الاقتصادي والثقافي، الذي ساعد في بنائه المستشارة السابقة أنجيلا ميركل".
وأكد ملحم، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الملف الاقتصادي وحده كفيل بتردد ألمانيا، فثلث الغاز الروسي الذي يصل إلى القارة العجوز تستحوذ عليه برلين فقط.
في السياق ذاته، قال الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية ديميتري فيكتوروفيتش: "مارست كييف ومعها لندن منذ بداية العملية الروسية جميع الضغوط على ألمانيا للوصول إلى موقف أوروبي موحد حتى لو كان ذلك ظاهريا فقط".
وأضاف فيكتوروفيتش في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" أن ألمانيا "تميل دائما إلى سياسة المنتصف أي عدم التورط بشكل صريح في أي أزمة تؤثر عليها اقتصاديا".
وتخشى أوروبا من الانقطاع الكامل لإمدادت الغاز الروسي، بعد توقف خط أنابيب "نورد ستريم 1" للصيانة في 11 يوليو الجاري، لمدة 10 أيام.
ويعتبر "نورد ستريم 1" أكبر طريق منفرد للغاز الروسي، ويصل مباشرة إلى ألمانيا، عبر بحر البلطيق، حيث يجلب 55 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا.
وفي ظل المواقف الأوروبية التي وصفت بالمتغيرة تجاه كييف، قال وزير الدفاع الفرنسي الجديد، سيباستيان ليكورنيو، في تصريحاته لصحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية، إن الاتصالات بين ممثلي وزارتي الدفاع الفرنسية والروسية مستمرة، ومن المستحيل قطع خيط العلاقات مع موسكو في النهاية.
وحول هذه النقطة، أوضح ملحم، أن المعسكر الأوروبي أدرك بالكامل الآن خطورة الموقف والوضع الاقتصادي للقارة ونقص الطاقة والغذاء، نتيجة العقوبات غير المدروسة التي تم فرضها على موسكو.
وبيّن أن أوكرانيا توقعت في بداية الأمر أن يخوض الناتو المعركة نيابة عنها ويتم حشد الجيوش لكييف، وهذا لم ولن يحدث، فأوروبا تدرك جيدا أن هذا يعني حربا عالمية ثالثة.
وحول الوضع في فرنسا قال الرئيس إيمانويل ماكرون إن روسيا تستخدم الغاز سلاح حرب، وإن على أوروبا الاستعداد لانقطاع كامل إمدادات الغاز الروسي.
وحذر ماكرون في مقابلة تلفزيونية من أن الاستغناء عن إمدادات الطاقة الروسية يعني أن "الصيف وبداية الخريف سيكونان صعبين جدا على الأرجح".