"الشبح الهليوني" يجتاح الشواطئ العربية.. كوكتيل من السموم
09:45 - 02 يوليو 2022يعتبر قنديل البحر أكبر "منغصات" مرتادي الشواطئ ومحبي السباحة في العالم، وقد تم تشبيهه بـ "الشبح الهليوني" الذي لا يريد أحد أن يتعرض للسعته.
وتشهد مجموعة من شواطئ المدن العربية منذ أسابيع ظهور موجة اجتياح من قناديل البحر، حيث أن ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف يدفعها للاقتراب من الشاطئ دون أن يكون هدفها إزعاج البشر.
وتقول الخبيرة البيئية فيفي كلّاب، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن قناديل البحر الشفافة ليست عدائية بطبيعتها ولا تستهدف البشر كونها لا تتغذى على "اللحم البشري"، ولكن ما يحصل هو أن هذه القناديل تخاف من البشر ومن أجل حماية أنفسها تقوم باللسع، حيث لا تحصل اللسعة إلا عندما يقوم الانسان بملامستها.
كوكتيل من السموم
وبحسب كلّاب فإن قناديل البحر الشفافة يمكن رصدها في كل الشواطئ والمحيطات عند ارتفاع درجة حرارة المياه، مشيرة إلى أنها تمتلك "كوكتيل من السموم" في أجسامها ما يساعدها على شل حركة فريستها مثل السمك الصغير والقريدس والسلطعون ومن ثم أكلها.
والغريب أن هذه القناديل التي تم رصد أكثر من 200 نوع منها، تأكل من فمها وتُخرج الفضلات أيضاً من فمها، كون لديها مخرج واحد فقط هو الفم.
ووفقاً لفيفي كلّاب فإن لسعة القنديل الشفاف الموجود في البحر المتوسط والبحر الأحمر وبحر الخليج العربي والذي ليس له أي لون، يمكن أن تؤدي إلى حدوث احمرار وحكّة وفقاعات ماء وتقلصات في العضل لأنه يلسع في العضل، لافتة إلى أن هذا النوع من القناديل يعيش لفترة تتراوح بين 3 و6 أشهر ويكثر في الصيف عند ارتفاع درجة حرارة المياه وازدياد الأعشاب البحرية والطحالب.
وبعكس القناديل الشفافة، فإن القناديل الملوّنة الموجودة في بعض المحيطات قد تتسبب لسعاتها بالموت، حيث أن هذا النوع يعيش لفترة تصل إلى عام.
آلاف الخلايا اللاسعة
ويقول أخصائي الأمراض الجلدية أحمد الصميلي في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" إن هذا الحيوان الهليوني الشفاف يُعد من أكبر المنغصات لسباحة الإنسان في البحر، مشيراً إلى أنه في حال معرفة كيفية معالجة لسعة قنديل البحر فإن رهبته ستقل.
ووفقاً للصميلي فإن قناديل البحر تمتلك آلاف الخلايا اللاسعة، وبالتالي تختلف إصابة الشخص الذي تعرض للسع بحسب عدد الخلايا اللاسعة التي اخترقت جلده.
فمثلاً وفي حال نتج عن ملامسة قنديل البحر لجلد الإنسان احمرار بسيط مرفق بألم أو حكّة بسيطة، فهذا لا يستدعي أي معالجة خاصة والشيء الوحيد الذي يخفف من حدّة الاصابة هو وضع الماء البارد في أماكن الاحمرار.
ولكن إذا لاحظتم وجود احمرار شديد وتكوّن فقاعات مليئة بالماء كالحروق، فالأمر يستدعي معالجة فورية موضوعية أساسها تنظيف مكان الاحمرار الحاد عبر مادة معقّمة.
وإن كان هناك "شبه حروق" فهذا يتطلب وضع مواد مضادة حيوياً وذلك تحت إشراف الصيدلي أو الطبيب الاختصاصي.
تؤذي بعد الموت
وحذّر الصميلي من أن قناديل البحر تظل قادرة على اختراق جلد الإنسان ولسعه حتى وإن كانت ميتة، داعياً إلى توخي الحذر من قناديل البحر التي تلفظها المياه إلى الشاطئ.