القتلة آكلة الكبد.. ترهب الفك المفترس وتستولي على موائلها
09:20 - 30 يونيو 2022شن اثنان من الحيتان القاتلة المعروفة باسم "أوركا" هجوما شرسا على عدد كبير من أسماك القرش واستوليا على مناطق كانت تعتبر تاريخيا مناطق سيطرة أسماك القرش المفترس.
ويعتقد أن الحيتان هذه قامت بترويع أسماك القرش الكبيرة وقتلها بل وانتزاع أعضائها الداخلية، بحيث أن أسماك القرش المفترسة باتت تخشى موائلها التاريخية التي هيمنت عليها طوال سنوات عديدة، بحسب ما كشف بحث نشرت نتائجه مؤخرا.
وبحسب البحث، الذي نشر في دورية "المجلة الأفريقية للعلوم البحرية"، فإن هجمات الحيتان القاتلة بدأت في العام 2017، ومنذ ذاك التاريخ، قتلت 8 من أسماك القرش المفترس، وألقت بها مياه المحيط على الشاطئ.
ومن أسماك القرش المفترس النافقة هذه، تبين أن 7 منها فقدت أكبادها بأسنان الحيتان القاتلة، وفقد بعض أسماك القرش هذه قلوبها أيضا.
وفقا للخبراء، فإن جروح أسماك القرش النافقة كانت "من صنع نفس الزوج من حيتان الأوركا"، اللذين يعتقد أنه من المحتمل أن يكونا قتلا المزيد من أسماك القرش الأبيض المفترسة، والتي ربما لم تجرفها مياه المحيط إلى الشاطئ.
كذلك يعتقد أن حوتي الأوركا هذين ينتميان إلى مجموعة من الحيتان القاتلة المعروفة بصيد ما لا يقل عن 3 أنواع من أسماك القرش، على الرغم من أن فريق البحث قال أيضا إن زيادة الهجمات على القرش الأبيض الكبيرة قد يكون بسبب عدم وجود فرائس أخرى.
ومؤخرا، كشفت دراسة تستند إلى مشاهدات طويلة المدى لأسماك القرش وبيانات وضع العلامات أن أسماك القرش الأبيض الكبيرة بدأت تتجنب مناطق معينة من ساحل "غانسباي"، في الرأس الغربي لـجنوب إفريقيا.
يُظهر البحث المذهل، أجري على مدار 5 سنوات ونصف، أنه تم تعقب 14 سمكة قرش بيضاء هاربة من المناطق التي سيطرت عليها حيتان الأوركا.
وقال فريق البحث إن المشاهدات انخفضت أيضا بشكل كبير في بعض أنحاء خليج ويسترن كيب.
ويقع ساحل غانسباي على بعد حوالي 100 كيلومتر شرقي كيب تاون، ولطالما كان مكانا مشهورا عالميا لاستكشاف القرش الأبيض الأسطوري العظيم، حيث يزور السياح من جميع أنحاء العالم ويشاركون في الغوص في القفص.
لكن هذا تغير بسرعة مع انتقال الحيتان القاتلة إلى المكان وسيطرتها عليه.وقالت المؤلفة الرئيسية للبحث، أليسون تاونر، كبيرة علماء الأحياء في أسماك القرش الأبيض في مؤسسة "صندوق حماية داير آيلاند" في البداية، بعد هجوم حيتان الأوركا في غانسباي، لم تظهر أسماك القرش الأبيض الكبيرة الفردية لأسابيع أو شهور.
وأضافت "ما يبدو أننا نشهده على الرغم من ذلك هو تجنب على نطاق واسع، وليس استراتيجية واسعة النطاق، يعكس ما يشبه طريقة الكلاب البرية في محمية سيرينغيتي في تنزانيا، ردا على زيادة وجود الأسود".
وتباعت: "كلما زاد تواتر حيتان الأوركا على هذه المواقع، كلما طالت مدة بقاء أسماك القرش الأبيض الكبيرة بعيدة".
قبل هذه الموجة من الهجمات، كانت هناك حالتان فقط منذ بدء جمع البيانات في غانسباي حيث غابت أسماك القرش الأبيض الكبيرة لمدة أسبوع أو أكثر: أسبوع واحد في عام 2007 و3 أسابيع في عام 2016.
وقال الباحثون إن التغيير السلوكي لحوت الأوركا يمكن أن يكون له عواقب بعيدة المدى.
قالت تاونر: "التوازن أمر بالغ الأهمية في النظم البيئية البحرية.. مع عدم وجود أسماك قرش أبيض كبيرة تقيد سلوك الفقمة في المنطقة، يمكن أن تهدد الفقمات طيور البطريق الأفريقية المهددة بالانقراض بشدة، أو تتنافس على الأسماك السطحية الصغيرة التي تأكلها".
وأضافت تاونر: "هذا تأثير من أعلى السلسلة الغذائية إلى الأسفل.. لدينا أيضا ضغوط غذائية" من أسفل السلسلة إلى الأعلى "ناتجة عن الإزالة الواسعة للقواقع البحرية التي يصطادها البشر على نطاق واسع ويأكلونها، والتي ترعى غابات أعشاب البحر التي ترتبط جميع هذه الأنواع من خلالها."
وقالت: "على الرغم من أن هذه فرضية في الوقت الحالي، إلا أن هناك ضغطا كبيرا للغاية يمكن أن يتحمله النظام البيئي، ومن المحتمل أن تكون تأثيرات إزالة أسماك القرش بواسطة الأوركا أوسع نطاقا".