"سو-57" الروسية بأوكرانيا.. شبح مخفي يطوف سماء الحرب
08:55 - 16 يونيو 2022استخدم الجيش الروسي، المقاتلة الشبحية من طراز "سوخوي-57" أو SU-57، التي تصفها التقارير بأنها "قاتلة الرادارات"، في تدمير شبكة للدفاع الجوي في أوكرانيا.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية، اليومين الماضيين، لقطات تظهر لحظة استخدام المقاتلة سوخوي-57 صاروخ كروز الموجه تلفزيونيًا طراز KH-59MK2 ضد أهداف عسكرية في العاصمة الأوكرانية كييف.
ووفقا لوسائل إعلام روسية بدأت المقاتلة سو-57 القتال في أوكرانيا تقريبًا بعد 2-3 أسابيع من الهجوم البري، وكان تدمير الشبكة الأوكرانية أول استخدام حربي لها.
وخلال هذه المعارك، حلقت خارج نطاق أنظمة الدفاع الجوي للعدو، وضربت أهدافًا على الأراضي الأوكرانية بمجموعة متنوعة من الصواريخ.
والمقاتلة التي يصفها الخبراء العسكريون بـ"الشبح الذي يطوف سماء المعارك"، تنتمي إلى الجيل الخامس، وتستطيع التعامل مع جميع أنواع الأهداف الجوية والأرضية والبحرية.
شبح متخفي
كما تعتبر المقاتلة سو-57 من بين الأفضل في العالم بسبب قدرتها الفائقة على التخفي عن الرادارات والقيام بمناورات جوية معقدة.
وتم تجهيز هذه المقاتلة الشبح بمجموعة متنوعة من الصواريخ بعيدة المدى التي يمكنها ضرب عدة أهداف في عمق أراضي العدو من مسافة شاسعة.
وتحلق المقاتلة سو-57 بسرعة تفوق سرعة الصوت وتتوزع كل أسلحتها داخل هيكلها، وطلاء جسمها الذي يمتص الموجات اللاسلكية يجعلها تتخفى عن الرادارات، وبها أحدث أجهزة الملاحة والتوجيه والتصويب.
ويمكن لـ"سو-57"، التي دخلت الخدمة لأول مرة عام 2020 في القوات الجوفضائية الروسية، حمل صواريخ طويلة المدى من طراز Izdeliye 810، وهي نوع مختلف من سلسلة R-37M المصممة لتلائم حجرات أسلحة المقاتلات الشبح.
ورغم عدم الكشف عن أداء صاروخ Izdeliye 810، لكن النسخة الأصلية R-37M يمكن أن تقتل أهدافًا من مدى 200 كيلومتر.
كما يمكنها حمل صاروخ Kh-58UShK المضاد للرادار الذي يمكن إخفاؤه داخل جسم الطائرة، وصاروخ Kh-38M الذي يتميز بتصميم معياري، وتحمل أسلحتها من صواريخ وقنابل، في باطنها من أجل التخفي، وفقا لمجلة "روسيسكايا غازيتا" الروسية.
القدرات والخصائص
ومحرك الطائرة يختلف عن المستخدم في المقاتلة "سو-35" بارتفاع قوة السحب ومنظومته الآلية المعقدة التي جعلت سو- 57 تتميز عن غيرها بالكثير من المواصفات الفنية بما في ذلك القدرة الفائقة على المناورة.
كما أنها قادرة على التحليق لمدة طويلة بسرعة تفوق سرعة الصوت في النهار والليل وفي أية ظروف جوية، ولها قدرة عالية على حماية النفس، حيث تعمل بمحركين.
وتحتل حاوية الأسلحة التي تتسع لما يبلغ وزنه 2.5 طن، نحو ثلث حجم الطائرة، وعندما لا تكون هناك حاجة إلى التخفي يمكن للطائرة أن تحمل المزيد من الأسلحة في الحاوية الخارجية، وفي هذه الحالة يمكن لها أن تحمل ما يزن 7 أطنان في الحاويتين.
وطول الطائرة يبلغ 22 مترا، وأقصى ارتفاع نحو 20 ألف متر، كما أن وزنها فارغ نحو 18500 كيلوغرام، وبالحمولة يبلغ 26000 كيلوغرام، وسرعتها القصوى 2600 كليومتر/ساعة، وتحمل أسلحة رشاش 30 مليمترا، فضلا عن 10 حجرات داخلية و6 خارجية لحمل صواريخ Vympel R-73، وVympel R-77.
ويقول الخبير العسكري الأميركي بيتر أوسبورن، إن "سو-57" جاهزة للحرب ضد أي عدو، كما أنها "عدو خطير محتمل في السماء"، لأنها تجمع بين 4 عوامل مهمة: التخفي والسرعة والأسلحة الحديثة وأحدث الأجهزة الإلكترونية.
ويضيف لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه: "بفضل المحركات الجديدة، تستطيع سو-57 الطيران بسرعة 2 ماخ"، كما تم استخدام تكنولوجيا التخفي في تصنيع المقاتلة، فضلا عن تميزها بالقدرة الفائقة على المناورة وإلكترونيات الطيران المحسنة.
ويردف: "تجمع سو-57 بين وظائف طائرة هجومية ومقاتلة، كما أن استخدام المواد المركبة والتقنيات المبتكرة والتكوين الديناميكي الهوائي في المقاتلة يجعلها غير مرئية، وقللت المواد المركبة من عدد الأجزاء، بالإضافة إلى السرعة والتخفي، فهي بشكل عام طائرة جيدة التسليح وفعالة".
5 مهام متعددة
وتقول مجلة "مليتري ووتش" الأميركية، إن للمقاتلة 5 مهام رئيسية يمكن أن تنفذها الطائرة الروسية في العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا.
والمهمة الأولى وهي الحرب الإلكترونية لأنها تمتلك أوسع الإمكانات في مجال الحرب الإلكترونية، وبينها منظومة "غيمالاي" التي تتوزع راداراتها على جسم المقاتلة كله، والمهمة الثانية هي "حرب الشبكة المركزية"، لأن رادارات "سو- 57" تتبع 60 هدفا في آن واحد، ويمكنها التعاون مع منظومة "إس - 400" للدفاع الجوي ومقاتلة "سو-34"، وفقا للمجلة العسكرية.
وتضيف المجلة أن ثالث الأهداف هي استعراض روسيا القدرة على تصدير الطائرة حيث أبدت بعض البلدان اهتماما بشراء تلك المقاتلة كما أن استخدامها في سوريا وأوكرانيا يساعد في استقطاب اهتمامات إضافية بها واستعراض ثقة روسيا بمقاتلتها الواعدة.
أما المهمة الرابعة فهي "خبرة قيادة المقاتلة في ظروف القتال" حيث أن استخدامها في أوكرانيا يتيح فرصة لإعداد الكوادر الكافية القادرة على قيادتها وصيانتها.
وتتلخص المهمة الخامسة في اختبار الأسلحة، واستخدامها يتيح كذلك اختبار الصواريخ الروسية متعددة المهام.